أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم الخميس 7 حزيران/يونيو، أنها ستسحب 71 من موظفيها العاملين في اليمن، معلقة بذلك أنشطتها الإنسانية.
وجاء في بيان صدر عن اللجنة: "تلقت بعثة اللجنة في اليمن تهديدات عديدة في الماضي، إلا أنه لا يمكننا اليوم قبول التعرض لمخاطر إضافية خصوصاً بعد أقل من شهرين على قتل مسلح لأحد موظفينا".
وأضاف أن "أمن موظفينا الذين يتعرضون للترهيب من قبل أطراف النزاع كافة، يعد شرطاً لا تفاوض عليه لاستمرار وجودنا وعملنا في اليمن".
وأوضحت اللجنة أن القرار سيؤثر على الخدمات الجراحية التي تقدمها، إضافة إلى مبادرات المياه النظيفة والمعونة الغذائية وتأمين زيارات للمعتقلين.
وتابع البيان أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل في اليمن منذ عام 1962، لكننا نرى اليوم أن أنشطتنا تتعرض إلى خطر ممنهج"، مشيراً إلى تعرض هذه الأنشطة في خلال الأسابيع الأخيرة لتهديدات ومحاولات استهداف مباشرة.
وجاء في البيان: "نرى محاولة قوية لاستغلال منظمتنا في الصراع، ونحمّل جميع الأطراف المسؤولية في ما يتعلق بأمن موظفينا".
وتابع: "تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع أطراف النزاع لتزويدها بضمانات ملموسة وأكيدة وقابلة للتنفيذ، حتى تتمكن من مواصلة عملها في اليمن"، مضيفاً أنه "يجب أن يكون هناك اتفاق كامل بين جميع أطراف الصراع".
وقالت المتحدثة باسم اللجنة ماري كلير فغالي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الموظفين الذين سُحبوا من اليمن يشكلون أكثر من نصف موظفي اللجنة الدولية في البلاد وخُمس مجموع طاقمها.
وأضافت أنه بعد سحب الموظفين من اليمن، أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فريق عملها في البلاد بمن فيهم المواطنين اليمنيين، وبلغ تعداده 452 عاملاً.
مقتل موظف في اللجنة الدولية للصليب الأحمر
من جهته، قال عدنان حزام الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، "إن اللجنة علّقت أنشطتها الرئيسة منذ شهرين إثر مقتل أحد موظفيها".
وأضاف للمشارق أنها أبقت فقط على الأنشطة المنقذة للحياة، إلا أنها علقتت مؤخرا هذه الأخيرة أيضا مع سحب 71 موظفا من عموم المناطق التي تعمل فيها خوفا على حياتهم.
وأشار حزام إلى أن عشرات المستشفيات كانت تتلقى شهريا من اللجنة الدولية حصصا من الأدوية فضلا عن تأمينها فرق جراحية لها، كما أن اللجنة تدير المستشفى الجراحي في عدن وتنفذ أنشطة أخرى في محافظة تعز.
ولفت إلى أن جميع هذه الأنشطة قد توقفت.
وأوضح أنه "منذ مقتل موظف اللجنة حنا لحود في تعز بتاريخ 21 نيسان/أبريل الماضي، أوقفنا انشطتنا الرئيسة"، عازيا هذا الأمر إلى الظروف الأمنية الصعبة التي تعيق حركة التنقل.
وأضاف: "مع استمرار الأنشطة المنقذة للحياة، تواصلت التهديدات ضد تنقل فرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما أجبرها على إعلان تعليق هذه الأنشطة".
وختم حزام مؤكدا أن "عودة أعمال اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأنشطتها رهن بالضمانات الأمنية التي ستقدمها لنا جميع أطراف النزاع".