مرتديا غطاء الرأس الخليجي الأبيض التقليدي وردائه الكهنوتي الأسود المطرز بصليبين حمراوين، يمثل الكاهن عمانويل غريب، وهو أول كاهن محلي بالكويت، شخصية فريدة في الإمارة ذات الأغلبية المسلمة.
يحيي الكاهن عمانويل بنيامين يعقوب غريب، 68 سنة، الصلاة حول كل من الانجيل والثقافة العربية الخليجية مع طائفته المسيحية في مدينة الكويت.
وقد أكد غريب، الذي سيحتفل قريبا بالذكرى العشرين لرسامته، على مستوى القبول الذي شعر به من أبناء بلده الكويتيين.
وقال "الجميع يرحب بي حيثما أذهب".
وكان غريب، الذي ولد في حي القبلة بمدينة الكويت، قد نشأ في أسرة مسيحية متدينة وسط جيران معظمهم من المسلمين.
ومثل الكثيرين من الكويتيين المسيحيين، فإن أصوله تعود لمكان آخر في منطقة الشرق الأوسط.
فأبوه ولد لأسرة آشورية في جنوب شرق تركيا كانت قد فرت إلى العراق جراء استهداف الأقليات المسيحية الآشورية إبان الحكم العثماني.
وفي وقت لاحق، حين كانت المدن العثمانية السابقة تعاني تحت وطأة الحرب العالمية الأولى، قرر والدا غريب بناء مستقبلهما في الكويت.
’نقطة تحول‘
تخرج عمانويل غريبمن كلية الهندسة وحصل على درجة جامعية في الجيولوجيا عام 1971 وسرعان ما وجد وظيفة في وزارة البترول الكويتية.
وبعد عشر سنوات من العمل، شارك هو وزوجته في مؤتمر ديني في الكويت.
وقال إن "تلك كانت نقطة تحول".
استقال من وظيفته وشرع عام 1989 في الحصول على درجة علمية في اللاهوت من كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة.
تمت رسامته كقس عام 1999 ثم انتخب لاحقا رئيسا للكنيسة الإنجيلية الوطنية بالكويت، وأصبح القس الأول والوحيد من أصول عربية خليجية.
كما يخدم كنائب رئيس مجلس العلاقات الإسلامية-الكويتية في الكويت الذي شارك في تأسيسه عام 2009.
’واحد منا‘
هذا وستتزامن الذكرى السنوية لرسامة غريب العام القادم مع الذكرى السنوية الـ 35 لإنشاء الكنيسة الإنجيلية في الكويت.
لكن وجود المسيحيين في الكويت يعود لأوائل القرن العشرين، بحسب ما أشار.
فعلى مدار القرن الماضي، هاجر المسيحيون من تركيا والعراق وفلسطين أثناء فترات الاضطرابات وحصلوا على الجنسية بموجب قانون الجنسية لعام 1959، مع أن قانونًا صدر لاحقًا حظر منح الجنسية لغير المسلمين.
وأوضح غريب أن التعداد السكاني الأخير أحصى 264 مسيحيا أصليا بالكويت من ثمانية أسر ممتدة، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 1.35 مليون نسمة.
إلا أن عدد المسيحيين المحليين هذا يتضاءل بالمقارنة بـ 900 ألف عامل مغترب من مختلف الطوائف والجنسيات المسيحية، من اللبنانيين إلى الفيليبينيين.
وخلافا للسعودية التي تحظر إنشاء الكنائس، فإن المسيحيين من مختلف الطوائف يتمتعون "بحرية ممارسة شعائرهم الدينية" في عدة كنائس، كما أن بلدية مدينة الكويت قد وفرت أرضًا لدفن موتاهم، بحسب ما قال.
هذا ويقول الكويتيون المسيحيون إنهم يشعرون بإحساس أكبر بالهوية مع وجود واحد منهم كقس.
وقال أبو نادر، وهو أحد أبناء الكنيسة، 63 سنة، إن "القس المصري أو اللبناني يؤدي نفس الطقوس الدينية، لكن القس الكويتي يستطيع أن يوصل تعاليم الكتاب المقدس باللهجة الكويتية".
بينما قال إياد نعمان ، 54 سنة، إن "علاقتنا به قوية جدا ... فهو واحد منا".
مبارك الاتي باسم الرب
الرد1 تعليق