توجه الرئيس اللبناني ميشيل عون على رأس وفد في زيارة إلى العراق يوم الثلاثاء 20 شباط/فبراير، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس لبناني للعراق، وذلك لإجراء محادثات شملت سبل القضاء على الإرهاب.
وقد أجرى عون محادثات مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي، وذلك قبيل توجهه إلى أرمينيا يوم الأربعاء.
وقال عون في مؤتمر صحفاي مشترك مع معصوم "أجرينا محادثات بناءة تعكس روابط الأخوة والتاريخ التي تربط بين بلدينا وشعبينا".
وأضاف "أود أن اغتنم هذه المناسبة لأوجه التهنئة إلى الشعب العراقي على صموده وصبره وقوة عزيمته في مواجهة المحن ... والإرهاب".
وكان العراق قد تأثر بعقود من الصراعات، بدءا من حرب استمرت ثمانية أعوام مع إيران في ثمانينيات القرن العشرين، مرورا بالصراع الذي لا يزال قائما مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي كان قد سيطر على مساحات شاسعة من البلاد عام 2014.
وفي شهر كانون الثاني/يناير، أعلن العبادي "نهاية الحرب" ضد تنظيم داعش وإحكام العراق لسيطرته الكاملة على الحدود مع سوريا حيث لا يزال التنظيم يحتفظ بجيوب من الأراضي.
وقال عون إن لبنان عانى أيضا من التنظيم المتطرف، لكنه نجح فيطرده من المنطقة الحدودية مع سوريا..
وأضاف أنه يلزم على الدول العربية والمجتمع الدولي بذل "جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب بطريقة فعالة ونهائية، للقضاء عليهم ومكافحة العوامل المسهلة لنشوء الفكر الإرهابي".
تعزيز العلاقات الثنائية
ومع تطلع العراق أيضا لجمع مليارات الدولارات للمساعدة في إعمار البلاد بعد المعركة مع تنظيم داعش،قال عون إن الشركات اللبنانية "بخبرتها الواسعة" والمستثمرين مستعدون للمشاركة.
بينما قال العبادي إن المحادثات ركزت على "تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الاقتصاد والتجارة وإعادة الإعمار".
كما زار عون، وهو مسيحي، كنيسة في بغداد قتل فيها المتطرفون 55 مصليا عام 2010.
وكان فرع تنظيم القاعدة في العراق قد تبنى المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة التجارية الرئيسية بالعاصمة بغداد.
وفي بداية الزيارة، فاجأ معصوم ضيفه عون، وهو جنرال ورئيس أركان سابق، بكعكة عيد ميلاده تحمل ألوان العلمين اللبناني والعراقي. هذا وقد بلغ عون عامه الـ 83 في وقت سابق من هذا الأسبوع.
يُذكر أن عددا من الوزراء، منهم وزراء الصناعة والداخلية والسياحة، يرافقون عون في زيارته.