احتفل سكان من مدينة طرابلس بمهرجان زامبو يوم الأحد، 18 شباط/فبراير، عشية بدء زمن الصوم للروم الأورثوذوكس حيث غطوا رؤوسهم بالشعر المستعار وطلوا أجسادهم باللون الأسود.
وأقيم الاحتفال الغامض الأصول كما جرت العادة هذا العام في إحدى المناطق المطلة على البحر في طرابلس، تلك المدينة ذات الأغلبية المسلمة وأقلية من المسيحيين الأورثوذوكس.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المحتفلين الذي حضروا بالعشرات رقصوا وقفزوا في شوارع طرابلس مرتدين قبعات لامعة وحاملين الرماح قبل بدء شهر الصوم لدى المسيحيين الذين يتبعون التقويم الشرقي بيوم.
وهتف المحتفلون "زامبو، زامبو، زامبو".
"عمر هذا المهرجان أكثر من مئة سنة تتوارثه الأجيال وتفرح به. ويأتي الناس من عدة مناطق وتشارك فيه الطوائف كافة"، وفق ما قال بشارة حسن، 48 عاما.
مجتمع تعددي
ويعيش في لبنان أكثر من أربعة ملايين نسمة وفيه 18 طائفة.
ويشارك مسلمون ومسيحيون في الأعياد معا، لكن أصول الزامبو ليست واضحة لدى أحد.
أحمد صوالحي، 25 عاما، من أبناء منطقة الميناء في طرابلس حيث يجري الاحتفال بالزامبو، وهو مسلم يشارك بالمهرجان كل عام.
وقال صوالحي إن "زامبو هو عبارة عن عادة يونانية الأصل لا تحدث سوى عندنا في الميناء قبل صوم إخواننا المسيحيين".
وبحسب ابراهيم توما، فإن تاريخ الزامبو يعود إلى عام 1932، وحتى قبل ذلك.
وأوضح "لا شك في أن الأصل الفعلي للمهرجان مجهول".
وبحسب البعض، يعود أصله لمهاجرين لبنانيين ذهبوا إلى البرازيل والأرجنتين، فيما يقدّر آخرون أنه يعود للقوات السنغالية التي تمركزت في لبنان خلال الحرب العالمية الثانية.
وأوضح توما "تروي لنا جدتي أن الفرقة السنغالية كانت تسعى من خلال هذه السهرات التنكرية لخفض مستوى خوف الناس من قصف طيران حكومة فيشي أثناء الحرب".
وبعد مسيرة استعراضية لمدة ساعتين في طرابلس، وصل المحتفلون إلى شواطئ البحر المتوسط ودخلوا المياه حيث غسلوا الطلاء الأسود عن أجسادهم قبل بدء شهر الصوم.