أكد خبراء تحدثوا لديارنا أن اعلان روسيا الأخير بالفوز على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ليس إلا أعلانا استعراضيا سياسيا.
فأعلنت وزارة الدفاع الروسية في 7 كانون الأول/ديسمبر "اكتمال" مهمتها بطرد داعش من سوريا، مؤكدة أن البلاد "حررت كليا" من التنظيم، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال القائد العسكري سرغي رودسكوي إنه "تم تحقيق هدف القوات المسلحة الروسية بإلحاق الهزيمة بالجماعات المسلحة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا"، معلنا بدء القوات الروسية بالانسحاب.
وأضاف "لم يعد هناك أي قرية أو ناحية في سوريا تحت سيطرة داعش. تم تحرير الأراضي السورية بالكامل من عناصر هذا التنظيم الإرهابي".
ولكن داعش لا تزال محصنة في عدة أجزاء من سوريا وقد سيطرت على أراض جديدة واقعة تحت سيطرة النظام والميليشيات الروسية وتلك المدعومة من إيران.
وفي هذا السياق، قال اللواء المتقاعد في الجيش المصري يحيى محمد علي المتخصص بشؤون الإرهاب، إن التقارير الأخيرة تظهر بوضوح أن داعش لم يتم القضاء عليها في سوريا.
وتابع في حديث لديارنا "وذلك على عكس ما ادعته وروجت له روسيا منذ نهاية العام الماضي، حين أعلنت وبشكل استعراضي إنهاء وجود داعش بشكل تام وانتهاء مهمة الجيش الروسي".
'الإعلان الروسي ليس إلا مناورة سياسية'
وأضاف أن "المناطق التي شهدت معاركا بين داعش والقوات النظامية السورية وحلفائها المدعومة من روسيا شهدت بالفعل انتقالا مؤقتا لعناصر داعش إلى مناطق أخرى وعودتها لاحقا".
ولفت إلى أن ذلك حصل في مناطق مثل دير الزور والبوكمال وأنحاء من منطقة البادية ونواحي تدمر.
وقال "هذا يدل بالتالي على أن عمليات القصف الجوي أدت إلى انسحاب عناصر التنظيم وليس القضاء عليهم أو إقصائهم بشكل نهائي كما حصل في مدينة الرقة".
وأكد محمد علي أن الإعلان الروسي ليس إلا مناورة سياسية ومحاولة لإظهار روسيا نفسها بأنها هي التي حررت سوريا من الإرهاب، وذلك من أجل تبرير دورها المستقبلي السياسي والاقتصادي والعسكري.
من جهته، قال فرهاد خوجة وهو أحد ضباط قوات سوريا الديموقراطية، إن عملية التخلص من تنظيم داعش لا تقتصر فقط على دحر التنظيم من مناطق سيطرته.
وأوضح لديارنا أن العملية مرتبطة بعمليات أخرى كالتخلص من الألغام ومخلفات الحرب، وتقديم الدعم للمناطق التي كانت سابقا تحت سيطرة داعش والخاضعة حاليا لسيطرة النظام السوري.
وتابع "هي مناطق منكوبة بكل معنى الكلمة ولا تزال فارغة من المدنيين".
حاجة إلى التزام متواصل
وقال خوجة إنه في هذه الأثناء، تتواصل جهود إعادة تأمين الأمن والبنى التحتية والحوكمة في مناطق انتشار قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي.
وذكر "هذه المناطق وبرغم عنف المعارك التي دارت فيها للقضاء على التنظيم، إلا أن عجلة الحياة عادت إليها وشهدت عودة النازحين بكثافة كبيرة"، لافتا إلى أن إعادة الإعمار جارية وتتم إعادة تأمين الخدمات العامة.
وأضاف أن "أهالي الرقة عادوا إليها ويدير المدينة مجلس محلي أعضاؤه من أبناء المدينة وريفها"، مشيرا إلى أن الملف الأمني بيد السكان المحليين.
وأضاف أنه تم إطلاق حملة لرفع الألغام وتنظيف المدينة من أجل تمهيد الطريق لعودة الأهالي، قائلا إن الأمر مماثل في مدينة الطبقة المجاورة.
وفي هذا الإطار، قال الصحافي السوري محمد العبدالله لديارنا إن "إعلان روسيا انتهاء الحرب على تنظيم داعش في سوريا يعتبر كلاما فارغا".
وأوضح "فمن الناحية العسكرية، لا يزال التنظيم يسيطر على العديد من المناطق السورية وبشكل فعال تماما، ومنها مناطق في غوطة دمشق، ومناطق من مخيم اليرموك بالإضافة إلى مواقع هامة واستراتيجية من شمال شرق محافظة حماة ومناطق من محافظتي حمص وإدلب"، هذا بالإضافة إلى جزء صغير من شرق دير الزور.