يحاول تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سيناء، النيل من حرية المرأة وأمنها من خلال توزيع منشورات تهددهن واعتراض الطريق عليهن في الطرق العامة.
وأكد شهود عيان وخبراء للمشارق أنه على رغم المحاولات التي تتعرض لها المرأة في سيناء بحجة الحفاظ على التقاليد، إلا أن النساء ما زلن صامدات يدافعن عن حقهن في الحياة والعمل.
وأضافوا أن تمسك المرأة السيناوية بحريتها يأتي من منطلق تربيتها على تقديس العمل ودعم تنمية وطنهن.
عبير إبراهيم إحدى سكان حي الزهور في العريش قالت إن "التنظيم من وقت لآخر يوزع منشورات على السيدات أثناء سيرهن في الشوارع يتوعدهن بتطبيق الحدود عليهن حال مخالفتهن قرارته".
وأضافت إبراهيم للمشارق أن "هذا لن يثني نساء سيناء عن السير إلى أشغالهن والسعي اليومي على أرزاقهن مهما كان خطر داعش يهدد حياتهن".
وأشارت إلى أن النساء يلعبن دورا كبيرا في تنمية مجتمع سيناء، واندمجن في جمعيات تُصنع العديد من المنتجات مثل المشغولات اليدوية والتراثية.
تهديدات ومحاولات إخضاع
وأردفت إبراهيم أنها كانت تسمع طلقات رصاص بشكل شبه يومي قرب منزلها جراء تبادل إطلاق النار بين رجال الأمن وأعضاء التنظيم.
لكن الآن باتت إبراهيم تشعر بأمان أكبر مقارنة مع العام 2015، حين قتلت داعش ابن خالها في قرية أبو زرعي في الشيخ زويد حيث أعدم التنظيم أكثر من شخص فيها بدعوى تعاونهم مع الجيش. لكن الجيش بات يسيطر اليوم على البلدة.
وتابعت إبراهيم: "نأمل في أن يتمكن الجيش من القضاء نهائيا على التنظيم الذي بات عبارة عن جيوب صغيرة تكاد لا تشكل خطرا يذكر".
وقد عمد عناصر التنظيم في شباط/فبراير 2017 إلى اعتراض حافلة للمدرسات في طريقه المعتاد من العريش إلى رفح بالأسلحة الآلية.
ووزع التنظيم عليهن منشورا طالبهن بارتداء النقاب والتنقل مع محرم أو سيتم تنفيذ حدود الشريعة بحقهن وقد تشمل الجلد أو الرجم أو بتر الأعضاء أو حتى القتل.
وتدخل عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء عقب ذلك لحماية هؤلاء المدرسات وسمح للأتوبيس بالسير على الطريق الدولي الذي يعد آمنا ويتواجد عليه أكمنة أمنية كثيرة.
ومؤخرا في ديسمبر/كانون الأول 2017، أطلق مسلحون النار على باص يقل معلمات ومعلمين في محافظة شمال سيناء، ادى إلى مقتل إحدى المعلمات وإصابة اثنتين أخريين.
وأشار أحمد بان الخبير فى الحركات المتطرفة للمشارق إلى أن عناصر سيناء يوزعون منشورات بين الحين والآخر على عدة قرى بعيدا عن أعين الأمن.
وأوضح أنهم "يقومون بتصوير أنفسهم ثم الهروب وإرسال ذلك إلى داعش". واضاف أن "هذا الأمر لا يستغرق أكثر من 10 دقائق يهرب بعدها عناصر داعش إلى الجبال".
القبائل تتوحد ضد داعش
اللواء مختار قنديل الخبير العسكري قال إن استهداف تنظيم داعش الدائم للنساء أتى نتيجة تضييق الخناق عليه من قبل الأجهزة الأمنية وانضمام العديد من القبائل لاتحاد قبائل سيناء الذي تم انشاؤه خصيصا لقتال التنظيم.
وأضاف قنديل للمشارق أن عناصر داعش سيناء يظنون أنه يمكنها توسيع دائرة أهدافهم لتشمل المدنيين، وأن الأهالي سيخضعون لأوامرهم خوفا من إنزال العقاب بهم.
ومن بين قرارات داعش المتعلقة بالمرأة منع عملها في المدارس الحكومية، حسب قنديل.
وأشار قنديل إلى أنه رغم تهديدات داعش، إلا أن أهالي سيناء "مصرون" على التحدي، فلا تعبأ النساء بهذه التهديدات ويخرجن للعمل دون خوف.
اللواء أيمن حب الدين الخبير العسكري، قال إن "المرأة السيناوية تربت في مجتمع يُقدس العمل ويعشق بلده ولا يمكن أن تستسلم لتهديدات منظمات إرهابية".
وأضاف حب الدين للمشارق أن "المرأة تربي أبناءها على الكفاح والاندماج والتعايش داخل الدولة المصرية حتى لا تنفصل سيناء عن وطنها".
وأوضح حب الدين أن "تهديدات التنظيمات الإرهابية في سيناء للنساء لا يمكن تعوق مشاركتهن في الحياة الاجتماعية والسعي على أرزاقهن".