تشارك القوات الإماراتية البرية حاليا في تمرين مشترك مع الجيش الأميركي لتعزيز الجهوزية القتالية للطرفين ورفع قدرتهما للاستجابة للتهديدات الأمنية.
وأكد محللون سياسيون إماراتيون أن التمرين المشترك "الاتحاد الحديدي 6" الذي انطلق في ١٤ كانون الثاني/يناير ويستمر حتى ٢٨ من الشهر، دلالة على الروابط المتينة بين أبوظبي وواشنطن.
ويرمي التمرين المشترك لخدمة المصالح الامنية المشتركة بين البلدين، ومن المتوقع أن يأتي بثماره من خلال تعزيز المهارات ورفع الجهوزية القتالية للوحدات العسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية على مستوى المنطقة.
وتجري التمرينات التي ستستمر لأسبوعين في الإمارات.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، يعتبر هذا التمرين الأبرز في المنطقة والأكبر مشاركة بين الجانبين.
علاقات ثنائية متينة
ولفت المحلل السياسي الإماراتي عبدالله المطوع، إلى "قوة واستثنائية العلاقات الإماراتية والأميركية"، واصفا تلك العلاقات بأنها "استراتيجية ومهمة ولا تقتصر على المجال العسكري".
وأضاف أنها تشمل أيضا التعاون السياسي والاقتصادي.
وبيّن المطوع أن "الإمارات العربية المتحدة تعتبر حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في كافة مجالات التعاون والتنسيق المشترك"، لافتا إلى أن التعاون العسكري يزداد نموا وتطورا كل عام بحكم التحديات الامنية التي تشهدها المنطقة وتزداد تعقيدا.
وأضاف المطوع بالقول: "ليس بغريب أن تنظم الإمارات اكبر تمرين عسكري من نوعه مع حليفنا الأميركي"، فالتعاون العسكري مع واشنطن ليس بجديد.
وذكر أن التعاون "مستمر منذ عقود طويلة في مجال تبادل الخبرات العسكرية واستخدام أحدث ما توصلت إليه التقنيات العسكرية لتطوير القدرات الدفاعية والهجومية للقوات المسلحة".
ولفت المطوع إلى مشاركات الإمارات العسكرية في عدد من التحالفات الامنية مع الولايات المتحدة خاصة في محاربة القاعدة في كل من افغانستان واليمن، والتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في كل من سوريا والعراق.
وذكر المطوع أن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة الإماراتية بالشراكة مع نظيرتها الاميركية "تضرب مثالا رائدا في مدى تطور جاهزية كافة الوحدات العسكرية وقدرتها على التعامل مع كافة اشكال الاخطار الامنية والتهديدات الارهابية".
واعتبر أن "خير دليل على ذلك نجاح عملياتها الميدانية في تحرير عدن باليمن، وإسهاماتها الأمنية في كل من كوسوفو ولبنان وافغانستان في تسعينيات القرن الماضي".
واعتبر أن هذه النجاحات تثبت بأن التمارين المشتركة تعود بالنفع والاثر الايجابي على القوات المسلحة الإماراتية ’أسود الجزيرة‘".
سلسلة من التمرينات العسكرية
من جانبه، قال الكاتب والمحرر السياسي الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة "وطني الإمارات"، إن "التعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة مستمر بمستوى جيد منذ فترة طويلة، وهنالك صدقية متبادلة لدى الطرفين قائمة على المصالح المتبادلة والثقة والشراكة المتميزة".
وأوضح الفلاسي أن "التمرين العسكري الجديد هو السادس في هذه السلسلة، مما يؤكد على استمرارية التعاون بين البلدين الصديقين بما يحقق مصالحنا الاستراتيجية أولا ويعزز علاقاتنا المشتركة ثانيا".
وحول المنافع المرجوة من التمرين العسكري، قال الفلاسي: "إن التمرين دائما ما يكون مفيدا، خصوصا عندما تتدرب مع جيش باحترافية الجيش الأميركي".
ورأى أن "هذا التمرين يعزز من قدرات قواتنا المسلحة الدفاعية وخاصة للتجاوب السريع مع الطوارئ والاستجابة في أقصر زمن ممكن للأزمات مهما كان نوعها".
واعتبر الفلاسي أن من خلال هذا التمرين فإن الإمارات ترسل رسالة لمن يعنيهم الأمر عن الجهوزية التامة لدى قواتها المسلحة لمواجهة كل التحديات والمخاطر المحتملة.