قال خبراء وأصحاب مؤسسات لموقع المشارق إن إزالة العوائق الاسمتنية مؤخرا في وسط بيروت التجاري سيساهم بشكل كبير في إعادة الحياة لوسط بيروت وانعاش اقتصادها.
وكان الجيش اللبناني قد أزال العوائق الاسمنتية والبوابات الحديدية التي كانت تعيق الوصول إلى الوسط التجاري على مدى أربع سنوات في 3 كانون الثاني/يناير.
وتمت إزالة العوائق بتوجيه من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أشار إلى تراجع التهديدات الأمنية وأمر "بفتح المداخل [المؤدية] إلى البرلمان".
وكان وسط بيروت شهد إقفالا بشكل شبه كامل في 2014، اثر تهديدات أمنية من قبل تنظيمات متطرفة.
وأدى إقفاله إلى تعرض المستثمرين لخسائر مالية كبيرة، نتيجة تراجع الأعمال لحدود ثلاثة بالمائة، بفعل تراجع بعدد السياح الذين يشكلون المورد الأساسي للحركة التجارية، وفق ما قال مدير مطعم "كرمنا" علي عبد الواحد للمشارق.
وأوضح أن "مطعمنا هو من بين اربعة مطاعم من أصل 170 مطعما صمدت بفترة الإقفال".
ورأى أن من شأن إعادة فتح ساحة النجمة ومحيطها "إعادة تحريك العجلة الإقتصادية، وتشجيع المستثمرين للإستثمار مجددا بالوسط، شرط توفر الثقة السياسية والأمنية".
وكشف عبد الواحد أن شركة سوليدير، المسؤولة عن التخطيط والتطوير في وسط بيروت بعد الحرب الأهلية، "كلفت شركة إستشارية لإطلاق حملة لتشجيع الإستثمار بالوسط".
واعتبر أن قرار إعاة فتح المنطية يجب أن يترافق مع حوافز سياسية تؤكد عودة الحياة إليه، وإعادة البلدية النظر بالقيمة التأجيرية والضرائب، لتشجيع الاستثمار.
عودة الدورة الإقتصادية لقلب بيروت
وإعتبر نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي بكلامه للمشارق أن إعادة فتح الوسط "مهم جدا لعودة الدورة الإقتصادية لقلب بيروت".
وشدد على أن انعاش الدورة الاقتصادية يحتاج لحوافز وشروط، مشيرا إلى وجوب عودة المستثمرين المهمين، وتوفير مصرف لبنان لقروض مدعومة وإعادة النظر بعقود الإيجار.
ورأى الخبير الإقتصادي والمالي البروفسور جاسم عجاقة وسط المدينة بجميع عواصم العالم، يعتبر "القلب الإقتصادي النابض للبلد، لأنه يمثل مركز الأعمال والتجارة والخدمات".
وأوضح للمشارق أن إزدهار وسط العاصمة هو مؤشر أساسي للازدهار الإقتصادي.
وأضاف أن إزالة الحواجز من محيط المجلس النيابي هي "خطوة مباركة"، لكنها تبقى ناقصة إقتصاديا.
تعزيز ثقة المستثمرين
وإعتبر عجاقة أن مزاج المستثمر لا يمكن تغييره فورا، خصوصا وأن الحصول على ثقة المستثمر والمستهلك والسياح "بحاجة لإجراءات طويلة الأمد".
وأمل أن يكون قرار فتح ساحة النجمة وغيرها من ساحات وسط بيروت إعلان عن نهاية مرحلة المقاطعة والتهديدات الأمنية "لصالح مرحلة بناء الاستقرار الأمني وتحفيز النمو الإقتصادي".
ورأى عجاقة أنه "بتنظيم مهرجانات موسيقية أو ثقافية على مدار السنة بوسط بيروت ، كفيلة بإعادة إحياء الوسط الذي هو مؤشّر أساسي للازدهار الاقتصادي بلبنان".
وأوضحت ناشرة موقع الأخبار الاقتصادية العربية (Arab Economic News) فيوليت غزال البلعة بكلامها للمشارق أن اقتصاد مدينة بيروت عانى من أكثر من عقد من الركود بسبب المعوقات الأمنية التي أفضت لمغادرة معظم المؤسسات والمرافق التجارية والسياحية.
واعتبرت أن إعادة فتح وسط بيروت مؤشر على تحسن الوضع الأمني.
وأشارت إلى أن الازدهار الاقتصادي المرجو من قلب العاصمة اللبنانية "يحتاج أيضا لمناخ سياسي حاضن يتمثل بتوافق فعلي وحقيقي بين أهل السلطة، فيعيد الثقة بمستقبل لبنان".
ورأت أن ذلك سيحفز المستثمرين على الانفاق بمشاريع جديدة أو توسيع مشاريع قائمة، الامر الذي ينعكس مباشرة على سوق العمل.
وقالت البلعة: "حين تساهم الدولة بتوفير وظائف جديدة، تساهم أيضا برفع مستوى القدرة الشرائية للمواطن".
وأوضحت أن ذلك يرفع حصة الاستهلاك الداخلي التي يعوّل عليها لبنان لإحداث دورة إقتصادية طبيعية بظل تراجع الطلب الخارجي.