اعترضت السعودية يوم الجمعة، 5 كانون الثاني/يناير، صاروخا باليستيا أطلق من اليمن على جنوب المملكة، في هجوم وصفته الرياض وحلفاؤها أنه "يثبت" دعم إيران للحوثيين (انصار الله) في اليمن.
وقال التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن في بيان، إن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت الصاروخ في الساعات الأولى من صباح اليوم دون سقوط أي ضحايا.
وكان الحوثيون الذين يخوضون حربا مع الحكومة اليمنية الشرعية قد قالوا في وقت سابق في بيان نشرته قناة "المسيرة" التلفزيونية، إنهم أطلقوا صاروخاً على مقاطعة نجران جنوبي غرب السعودية.
واتهمت السعودية مراراً إيران بتسليح الحوثيين، وهو اتهام لطالما نفته إيران.
ويوم الجمعة، اعتبر المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، أن الهجوم الصاروخي الذي أحبط يعدّ دليلاً إضافيا على تسليح إيران لهذه الميليشيا.
وقال المالكي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، إن "هذا العمل العدائي الذي قام به الحوثيون المدعومون من إيران، يثبت أن النظام الإيراني ما يزال متورطا في دعم ميليشيا الحوثيين المسلحة".
’استهداف متعمد للمدنيين‘
وأضاف المالكي أن الهجوم "استهدف عمداً مناطق مدنية مكتظة بالسكان" وألحق أضراراً طفيفة بممتلكات مواطن سعودي.
وكانت الولايات المتحدة، الحليف التقليدي للسعودية، قد قالت سابقاً إن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون باتجاه مطار الرياض الدولي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هو من صنع إيراني.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، عرضت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، ما وصفته بأنه "دليل لا يمكن إنكاره" على أن الصاروخ هو إيراني الصنع.
ورفضت إيران هذا الدليل معتبرة أنه "مفبرك".
وجاء في تقرير سري رفع الى مجلس الأمن الدولي في الشهر نفسه، أن مسؤولين في الأمم المتحدة فحصوا حطام الصواريخ التي أطلقت على السعودية وتأكدوا أن "مصدرها واحد"، دون أن يتمكنوا من التأكيد أنه إيران.
عقوبات مفروضة على برنامج إيران الصاروخي
ويوم الخميس، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على خمس شركات إيرانية بدعوى مشاركتها في جزء من برنامج الصواريخ البالستية غير الشرعي للجمهورية الإسلامية.
وربط وزير الخزانة، ستيفن منوشين، هذا الإجراء بالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران ضد حكومة البلاد.
وأضاف أن "هذه العقوبات تستهدف الكيانات الرئيسة المشاركة في برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، الذي يمنحه نظام إيران الأولوية على حساب الرفاه الاقتصادي للشعب الإيراني".
وتابع: "في وقت يعاني فيه الشعب الإيراني، تقوم حكومته وحرس الثورة الإسلامية بتمويل المقاتلين الأجانب والمجموعات الإرهابية وانتهاك حقوق الإنسان".
وصعّد الحوثيون هجماتهم الصاروخية على المملكة منذ تشرين الثاني/نوفمبر، حيث أطلقوا صواريخ باليستية على الرياض في 4 تشرين الثاني/نوفمبر و19 كانون الأول/ديسمبر.
انضمت المملكة إلى جانب الحكومة اليمنية في حربها ضد الحوثيين في آذار/مارس 2015، بعد أن استولت الميليشيات المدعومة من إيران على صنعاء.
وما يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة وقسم كبير من شمال البلاد.