أعرب أهالي محافظة حضرموت في اليمن للمشارق عن تطلعهم لليوم الذي سيجدون فيه محافظة حضرموت خالية تماما من فلول تنظيم القاعدة.
وكان تنظيم القاعدة قد سيطر على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت وعدد من مدن الساحل في نيسان/أبريل 2015 وسيطر على هذه المناطق إلى حين طرده منها من قبل قوات النخبة الحضرمية والتحالف العربي في نيسان/أبريل 2016.
وتنقسم محافظة حضرموت إداريا إلى حضرموت الساحل ووادي حضرموت حيث يواصل فلول القاعدة استهداف القوات اليمنية بهجمات متفرقة.
ونجحت قوات النخبة الحضرمية التي تسيطر على ساحل حضرموت، إلى حد كبير في إحباط مثل هذه الهجمات قبل أن تنفذ، حسبما ذكرت الأجهزة الأمنية في المحافظة.
وبحسب محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني، يتعاون التحالف العربي وقوات النخبة الحضرمية والمجتمع المحلي من أجل تطهير المحافظة من العناصر الإرهابية.
’المكلا ارتدت ثوبا أسود‘
وفي هذا السياق، قال علي الحبشي الذي يعمل في القطاع الخاص، للمشارق "المكلا ارتدت ثوبا أسود منذ سيطرة تنظيم القاعدة عليها في نيسان/أبريل 2015".
وأضاف الحبشي "انتشرت الأعلام السوداء وكأنها تشير إلى أيام سوداء بسبب فرض [التنظيم] أنظمة صارمة بالقوة والتهديد"، لافتاً إلى أن ذلك تم تحت لافتة الشريعة الإسلامية.
ونفذ عناصر القاعدة اعتداءات شملت التعذيب والجلد، علماً أن بعض العقوبات أدت إلى الوفاة.
ولفت الحبشي إلى أنه تحت حكم التنظيم الصارم، تحولت المكلا إلى مدينة ذعر ورعب، مما جعل السكان يرغبون بالرحيل إلى مناطق أكثر أماناً.
وأثنى الحبشي على دور قوات النخبة الحضرمية وقوات التحالف العربي في تطهير مدن الساحل الحضرمي من القاعدة.
وقال "عادت البهجة وعلامة السرور على وجوه الناس"، مشيرا إلى أن قوات النخبة الحضرمية استطاعت تثبيت الأمن، الأمر الذي سمح بعودة الخدمات تدريجياً.
من جانبها، قالت الصحافية هدباء محمد للمشارق إنها تتمنى أن يعم الأمن والاستقرار مديريات وادي حضرموت "التي لا تزال تعاني من انتشار عناصر التنظيم".
القمع تحت سلطة القاعدة
وتذكرت محمد مدى معاناة النساء تحت حكم القاعدة
وقالت "نحن النساء تضررنا أكثر من تواجد هذه العناصر الإرهابية بسبب الخوف والقلق الذي سببوه وأيضاً بسبب مداهمة المنازل وتخويف النساء واعتقال أحد أفراد العائلة بأي تهمة".
وأضافت محمد أن النساء تعرضن للقمع على يد التنظيم، مشيرةً إلى حظر القاعدة لإقامة الأعراس في الصالات والمراكز الكبيرة ومنع الغناء.
ولفتت إلى أن التنظيم منع أيضاً وراقب حركة النساء في الأسواق، مقيداً إياها بعدد محدد من الساعات خلال النهار، "بالإضافة إلى فرض وجود المحرم معهن".
وتحدثت محمد عن انتهاكات بحق الرجال.
وذكرت "كنا نتفاجأ كل يوم جمعة بأشخاص يُضربون تحت تهم مثل الزنا أو شرب الخمر".
'أبشع أنواع الانتهاكات'
من جانبه، قال محمد عمر ويعمل معلماً إن "عناصر تنظيم القاعدة بدأت بعد سيطرتها على المكلا بالسطو على البنوك وأموال المودعين والسيطرة على مقدرات السلطة المحلية".
وأوضح للمشارق أن التنظيم بدأ "بتوقيف الخدمات المقدمة للمواطنين بدلاً من تطويرها وتحسينها"، إلى جانب ارتكاب أبشع أنواع الانتهاكات ومنها "الإعدام والجلد وقطع الأيدي".
وقال عمر إن إجراءات التنظيم "لم يعترف بها المجتمع"، مضيفاً أن التنظيم قتل أيضا مواطنين بتهم أخرى، بما في ذلك السحر والشعوذة.
وأشار عمر إلى أن "هذه الانتهاكات والظلم الذي مارسه [التنظيم] كان عاملاً محفزاً للسكان لمساعدة قوات النخبة الحضرمية وقوات التحالف العربي"، لافتاً إلى أن الأهالي انتفضوا ضد القاعدة في المناطق الساحلية.
وقال إنه يتطلع لأن تتخلص كل مديريات محافظة حضرموت من عناصر التنظيم الذين يحاولون استغلال الفرص لشن هجمات تهدف إلى تعطيل الأمن والاستقرار.
تحسين الوضع الأمني في حضرموت
بدوره، قال الشيخ عبد الهادي التميمي وكيل محافظة حضرموت للمشارق إن "السلطة المحلية تبذل جهوداً كبيرة لتحسين الوضع الأمني تحت إشراف محافظ المحافظة".
وذكر التميمي أن ما من وجود أمني كاف في وادي حضرموت "لمواجهة كل المخططات الإرهابية لعناصر القاعدة التي تحاول تنفيذ عملية هنا أو هناك ضد نقطة أمنية أو مقر أمني".
وأكد أن "قيادة المحافظة تعمل جاهدة لتحسين الوضع الأمني وملاحقة العناصر الإرهابية"، مضيفاً أن القاعدة تستغل مدى اتساع رقعة محافظة حضرموت لشن هجماتها.
وتمنى التميمي أن يعود الأمن والاستقرار إلى مديريات الوادي "كما هو الوضع في مديريات الساحل".