احتشد عشرات الآلاف من مؤيدي الحوثيين (أنصار الله) في صنعاء يوم الخميس 30 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد يوم من وقوع اشتباكات دامية بين الحوثيين وحلفائهم، مما أثار مخاوف من اندلاع المزيد من أعمال العنف في المدينة.
وقد أسفرت الاشتباكات، التي اندلعت يوم الأربعاء بالقرب من مسجد صالح في صنعاء، عن مصرع تسعة من مقاتلي الحوثيين وخمسة من مؤيدي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بحسب مصادر طبية.
ويهدد هذا الاقتتال الداخلي تحالف المعارضة الهش الذي يسيطر على صنعاء والذي يقاتل حكومة عبد ربه منصور هادي في الحرب اليمنية.
لكن ميدان السبعين بصنعاء اكتظ بعد ظهر الخميس بالمواطنين اليمنيين للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بناء على دعوة وجهها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي لأتباعه للحضور.
وقالت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح إن الحشد جاء بعد فشل محاولات التوسط التي أجريت في وقت متأخر من الليل بين صالح والحوثيين في تحقيق مصالحة بين الجانبين.
تبادل اللوم
هذا وقد تبادل صالح والحوثيون الاتهامات بالمسؤولية عن التحريض على الاضطرابات التي وقعت الأربعاء.
حيث قال الحزب في بيان إن "حزب المؤتمر الشعبي وحلفاءه يحملون أنصار الله المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم تسيل بين اليمنيين ... ويحذرون من كل الأفعال التي تهدد وحدتنا ونسيجنا الداخلي بدلا من أن تخدم وحدتنا الوطنية".
بينما حملت "وزارة الداخلية" التابعة للحوثيين في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الأربعاء القوات الموالية لصالح المسؤولية عن الاشتباكات.
وقالت إن قواتها الأمنية كانت قد مُنعت من دخول مسجد صالح من قبل حراس مسلحين "غير تابعين للوزارة"، في إشارة لقوات صالح.
وأضافت "فوجئنا بتلك القوات المسلحة داخل المسجد وهي تفتح النيران على رجال الشرطة بدون سابق إنذار، ما اضطر الشرطة على الرد".
هذا ويعود الصدع بين صالح والحوثيين إلى أشهر مضت حين وصف الرئيس السابق الحوثيين بأنهم "ميليشيات" بينما هدد مقاتلو المعارضة مؤيدي صالح، وذلك بعد مقتل اثنين في أعمال عنف مسلحة في صنعاء في شهر آب/أغسطس.