أكد مسؤولون ومعنيون بالقطاع السياحي اللبناني أن أعمال البناء بدأت لإنشاء مرفأ مدينة جونيه الساحلية المتوقع أن ينشط اقتصاد لبنان والقطاع السياحي.
فبعد تأخير ثماني سنوات، انطلقت الأعمال ببناء المرفأ بمواصفات تسمح له باستقبال سفن سياحية ضخمة تقل ما يزيد عن 6000 سائح.
وكان قد أعلن رئيس الجمورية ميشال عون عن مباشرة تنفيذ المشروع خلال لقاء مع أركان القطاع السياحي اللبناني في 12 ايلول/ سبتمبر، بعدما سبق ووضع حجر أساس مباشرة العمل فيه في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2016.
ووفق الموقع الالكتروني لبلدية جونيه، فإن إنشاء مرفأ سياحي بجونيه صدر بمرسوم بتاريخ 5 أيار/مايو 2008>
وحدّد موقعه بعد دراسة قام بها مجلس الإنماء والإعمار التابع للدولة، حيث تمّ اختيار الموقع الأفضل والأنسب بعد الأخذ بالاعتبار التيّارات البحريّة.
ووفق عضو لجنة الأشغال بالتيار الوطني الحر روجيه عازار، فإن "المرفأ صمم لاستقطاب سفن سياحية ضخمة، لأن عمق موقعه يسمح بذلك".
وأضاف عازار أن كلفة المشروع تبلغ 120 مليون دولار أميركي، على أن تنتهي الأعمال بعد 4 سنوات.
بدء المرحلة الأولى من المشروع
وأشار عازار للمشارق إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تركز على تثبيت حدود المرفأ الممتدة من مجمع النادي اللبناني للسياحة والسيارات (ATCL) مرورأ بطريق جونيه الداخلية وصولاً إلى الضبية، لتتفرع منها طريق عريضة تؤدي إلى داخل المرفأ.
وأوضح أن وزارة الأشغال تقوم حالياً بردم أرض مقابلة للمياه بمساحة 50 ألف متر مربع.
وسيتم لاحقاً بناء سنسول بطول 2 كيلومتراً، مجهز بموقف مؤقت لسفينة أخرى بإنتظار تفريغ السفينة الراسية بداخله من السياح.
وشرح أن المرفأ مجهز لرسو 500 يخت وزورق سياحي متوسط وصغير الحجم، وبعد انجازه سيتمكن من استقبال سفن بطول 360 متراً محملة بسياح سيتمكنون من امضاء بضعة أيام في لبنان.
وسيستفيد سائقو الأجرة وأصحاب المحال التجارية والمطاعم والمقاهي من المرفأ الجديد.
سيؤسس المرفأ بحسب عازار لـ "نهضة إقتصادية كبيرة" وأنه "سيكون ذات منفعة اقتصادية كبيرة تسمح بتحريك السوق السياحي بكل المنطقة الساحلية وصولاً إلى المناطق الجبلية".
وفيما رأى أن كل لبنان "أمام فرصة ذهبية للازدهار إقتصادياً وسياحياً"، لفت إلى أن المرفأ "سيكون محطة أساسية على خريطة السياحة الشرق الأوسطية والعالمية، ومقصداً للرحلات الدولية لأكبر السفن السياحية".
وأضاف أن اللبنانيين الذين يضطرون اليوم للتوجه جواً إلى تركيا أو أي بلد أوروبي للإلتحاق بالسفن السياحية، سيتمكنون من الانتقال عبر السفن الراسية في مرفأ جونيه الجديد.
وختم بالقول إن المرفأ سيكون تحت إشراف مجلس إدارة، وسيخصص بالبناء مقرات للجمارك والتفتيش والأمن العام.
مشروع يعيد لبنان إلى الخارطة السياحية
واعتبر وزير السياحة أفديس كيدانيان أن المرفأ "سيضع لبنان على طريق الرحلات السياحية البحرية المستقطبة لأعداد كبيرة من السياح".
وأضاف للمشارق أن من شأنه أن ينعش منطقة كسروان بشكل خاص من خلال التسوق والتجوال، و"سيشجع السياحة بكل لبنان وسيحفز المناطق المحيطة بجونية وكسروان لإجراء استثمارات سياحية".
وسيؤدي وجود مرفأ سياحي إلى إستقبال سياح من جنسيات عديدة وتحضر للمرة الأولى للبنان، كما سيؤدي إلى إفتتاح أسواق جديدة بالبلد.
وأكد كيدانيان أن المرفأ "حاجة للبنان بلد السياحة الذي يستقبل راهناً سفناً سياحية بمرفأ بيروت التجاري، ونستقبل ونودع السياح بطريقة لا تليق بلبنان".
ولفت إلى أن وزارة السياحة أشارت إلى وجوب مواكبة إنشاء المرفأ لتحضير لبنان لمرحلة سياحية جديدة، عبر استنهاض المقومات والمؤسسات السياحية بالمنطقة.
واعتبر وزير السياحة اللبناني أن لبنان "يرسل رسالة للعالم، مفادها ان لبنان هذا البلد الصغير بمنطقة الشرق الأوسط، قادر على أن يكون صلة الوصل بين الشرق والغرب عبر البحر والبر والجو".
أما رئيس نقابة المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي، فرأى بكلامه للمشارق أن المرفأ "يعيد وضع لبنان مجدداًعلى خريطة السياحة العالمية، كونه سيسقبل السفن السياحية العملاقة التي تجوب البحر الأبيض المتوسط".
وأشار إلى أن جدواه الإقتصادية المباشرة "ستكون كبيرة، إذ سيخلق ما يزيد عن الـ 1500 فرصة عمل، هذا عدا عن الاستثمارات السياحية التي ستنشأ مطاعم ومحال تجارية ذات الصلة".
وقال بيروتي إن المرفأ سيعود بالنفع الاقتصادي على كل لبنان، ليس جونيه وكسروان فقط، لإنه بإمكان السائح القادم على متن السفن زيارة كل لبنان بأيام معدودة.
نحن في وضعنا هذا بأمس الحاجة الى هكذا مشروع يحيي النشاطات البحرية للمواطنين العاديين وخاصة هوات الصيد على أمل أن يخصص لهم مواقف للمراكب السياحية الصغيرة دون الحاجة الى وساطة كما هو الوضع حالياً في معظم المرافىء العامة. ونطلب أن يوضع جدول للإشتراك في هذا المرفأ ويستوفي الشروط اللازمة للسلامة العامة.
الرد1 تعليق