افتتح مخيم الزعتري في الأردن أول مكتب تشغيل فيه يهدف إلى تيسير وصول اللاجئين إلى فرص عمل في المملكة.
وقامت منظمة العمل الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع الحكومة الأردنية بإنشاء المكتب في مخيم الزعتري.
ويضم المخيم نحو 5.2 كيلومتر مربع من الأراضي الصحراوية بالقرب من الحدود الأردنية السورية ويضم نحو 80 ألف لاجئ، في حين أن أقل من ثلاثة في المائة من هؤلاء يستفيدون من رخص تسمح لهم بالعمل في الأردن.
وسيعطي المكتب اللاجئين عنواناً يمكنهم استعماله عند البحث عن عمل أو تقديم طلب للحصول على رخصة عمل، وسيحصلون فيه على كافة المعلومات اللازمة والاستفادة من دعم خبراء، حسبما ذكرت المنسقة في منظمة العمل الدولية مها قطّاع.
وذكرت قطّاع بالحديث عن المكتب أن "هذا التطور يفتح آفاقاً جديدة للمنطقة"، مؤكدةً أن "منظمة العمل الدولية ومن خلال الدعم السخي المقدم من الاتحاد الأوروبي ستوسع هذه الخدمة لتطال المزيد من اللاجئين الذين يحتاجون إلى مساعدتنا في الأردن".
ويأتي افتتاح المكتب بعد انعقاد مؤتمر دعم سوريا والمنطقة في لندن عام 2016، حيث أعلن الأردن إلغاء الرسوم المفروضة على اللاجئين السوريين للحصول على رخصة عمل بالنسبة لعدد من المهن المتاحة للعمال الأجانب، وتبسيط متطلبات تقديم طلب رخصة.
وكان الأردن أول دولة عربية تعلن عن مثل هذا الالتزام لإزالة العقبات أمام العمل الشرعي للاجئين، وتعهّد بخلق 200 ألف فرصة عمل للسوريين.
وأكدت قطّاع أن "زيادة عدد رخص العمل التي يتم إصدارها للاجئين وتبسيط عملية تقديم الطلبات سيساعد في شرعنة القوى العاملة السورية وسيضمن لها ظروف عمل أفضل".
تحفيز الاقتصاد
من جهته، أكد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن ستيفانو سيفير، أن "العدد المتزايد من السوريين داخل سوق العمل الأردني سيؤثر إيجابياً على الاقتصاد المحلي وسيحقق الاستقرار للأسر اللاجئة".
وتعمل المفوضية التي تدير رخص العمل للاجئين في مخيم الزعتري، على رفع عدد النساء العاملات عبر توفير المزيد من فرص العمل لهن.
ومنذ افتتاح مكتب التشغيل، يصطف اللاجئون خارجه على الرغم من حر الصيف بانتظار تقديم طلباتهم.
وقد سجل مئات اللاجئين في المخيم أسماءهم للحصول على رخص عمل صالحة لمدة شهر. وتم إصدار 836 رخصة عمل خلال الشهر الماضي أغلبها في قطاع الزراعة.
وفي هذا السياق، ذكرت سوسن وهي لاجئة قالت إنها سرت بالحصول على فرصة عمل، "أشعر بالطمأنينة الآن، هذا سيساعدنا على الاستقرار وسيغير حياتنا إلى الأفضل".
ومن جانبه، قال أحمد وهو أيضاً لاجئ سوري "نحن كلاجئين بحاجة إلى أن نعامل كبقية المهاجرين. الحصول على حق اللجوء والشعور بالأمان مهم، ولكن يجب أيضاً أن نحصل على حق العمل لتأمين حياة كريمة لأسرنا".
يُذكر أنه سيتم تسجيل رخص العمل عبر قاعدة بيانات محددة للمفوضية، لتيسير حركة العاملين من وإلى المخيم.
وسيقدم المكتب أيضاً خدمات الاستشارة والنصح الوظيفي للاجئين، كما سيوفر لهم خدمات التطابق الوظيفي للجمع بين أرباب العمل واللاجئين.