انطلقت في مطلع شهر آب/أغسطس المرحلة الأولى من الحملة الإعلامية الجديدة التي تهدف إلى الحد من التوتر بين اللاجئين السوريين والمجتمعات اللبنانية المضيفة.
وقال وزير الإعلام ملحم رياشي خلال حفل إطلاق الحملة في 3 آب/أغسطس، إن هدف الحملة يضم شقّين.
وأضاف أن "هناك حاجة لطمأنة المواطن اللبناني المواطن السوري على أنه لن يطرد من لبنان، ولن يحرض ضده على الكراهية بأي شكل من الأشكال، كما أن هناك حاجة لطمأنة المواطن السوري المواطن اللبناني بأنه سيعود إلى بلده الأم".
وتشارك في الحملة التي تحمل عنوان "سوف أعود إلى بلدي وأدعوك لزيارتي"، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعدد من الدول المانحة.
وذكرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ في كلمة ألقتها خلال حفل إطلاق الحملة، أن الوقت مناسب "للنظر بقضايا التسامح والتماسك الاجتماعي والحوار".
وشددت كاغ على ضرورة التركيز على هذه القضايا "إلى أن تفضي الظروف إلى عودة اللاجئين إلى بلادهم بكرامة وبشكل طوعي وآمن".
الحد من التوتر
واعتبر مستشار وزير الإعلام غسان أبو شقرا أن الحملة ستساعد في التمهيد لعودة سليمة ومنظمة للاجئين السوريين إلى بلادهم بطريقة قائمة على "التعاطف والمحبة لحسن الجوار".
وأضاف للمشارق "يستضيف لبنان أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري، أي ما يزيد عن ربع عدد سكان لبنان. ويضع ذلك لبنان أمام تحديات إقتصادية وإجتماعية وسياسية وأمنية كبيرة".
وتابع "لبنان معرض لموجة جديدة من اللاجئين بفعل طول أمد الحرب بسوريا. وكل زيادة بأعدادهم وتأخر في عودتهم إلى ديارهم، تسهم بزيادة التوتر".
وأوضح أن وزارة الإعلام أدركت جدية الوضع "ووجدت ضرورة في مواجهة كل التحديات والتخفيف من تداعياتها السلبية"، وقررت على هذا الأساس إطلاق الحملة الإعلامية.
وأشار إلى أن الحملة صُممت "لتعزيز التفاهم والتسامح وتقوية التعاطف وتبديد المعلومات الخاطئة التي تثير المخاوف في المجتمعات اللبنانية المضيفة".
ورأى أن الحملة ستعالج حقوق وواجبات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، بالإضافة إلى التعريف بدور مفوضية شؤون اللاجئين في إغاثة ودعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.
وأكد أنها ستسعى إلى تسليط الضوء على "فضل لبنان وسخائه وإنسانيته بإستضافة هذا الكم الهائل من اللاجئين".
زيادة التعاطف
وشدد أبو شقرا على أن الهدف الأساسي من الحملة يكمن في "زيادة التعاطف مع اللاجئين، والتأكيد على أن المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لا يعملان أبداً على دمج اللاجئين أو تجنيسهم أو توطينهم في لبنان".
وسيتم ذلك من خلال إبراز رغبة اللاجئين بالعودة بشكل سريع وآمن إلى ديارهم بأقرب فرصة، فور عودة الأمن والسلام، مشدداً على أن وجودهم هو "مؤقت لا أكثر".
وأشار أبو شقرا إلى أنه تم إطلاق الحملة بالإعلام المرئي والمسموع والمطبوع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أن تترافق بعقد مؤتمرات ومحاضرات وتنظيم معارض فنية وورش تدريب ومسابقات جامعية لأفضل فيديو كليب وملصق.
ومن المتوقع أن تبلغ كلفة الحملة 350 ألف دولار أميركي.
وأوضح أن المرحلة الأولى التي ستمتد على فترة ستة أشهر، ستركز على العلاقات بين المجتمعات اللبنانية المضيفة واللاجئين السوريين، فيما ستركز المراحل التالية على ترويج للبنان كدولة للحوار والتعايش.
وقالت مساعدة المسؤولة عن وحدة الاتصالات والإعلام بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد للمشارق "خططت المفوضية لهذه الحملة منذ فترة، ولكنها رأت أن هناك حاجة لها الآن أكثر من أي وقت مضى، نظراً لازدياد مشاعر العداء تجاه اللاجئين في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وبين المواطنين".
تحرك على مواقع التواصل الاجتماعي
وأوضحت أبو خالد أن الحملة تهدف إلى التخفيف من التوتر والحفاظ على مساحة حماية للاجئين والحد من تنامي المشاعر المعادية للأجانب وتعزيز التعاطف والتوعية وحشد الدعم وإظهار البعد الإنساني لأزمة اللاجئين.
وتابعت أن الحملة ستحقق هذه الأهداف عبر تفعيل حركة تشيد بالضيافة اللبنانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتشمل "شخصيات عامة معروفة من صحافيين ومشاهير وسياسيين وممثلين".
وأوضحت "نأمل بأن تدفع الحملة من يعارض وجود [اللاجئين] لمعرفة المزيد عنهم ومشاركتهم أحاسيسهم لمزيد من التعاطف والتقدير، ونأمل إضفاء الطابع الإنساني على هذه المسألة".
ورحّب المواطن اللبناني ميلاد يمّين وهو حلّاق يعمل في مزرعة يشوع بالمتن، بالحملة واصفاً إياها بأنها "ضرورية بعد التشنج الذي طرأ مؤخراً بين اللبنانيين واللاجئين السوريين".
وأكد "لا ذنب لهم بالمجيء إلى لبنان، فالظروف المأساوية دفعتهم إلى الهروب من الموت والقتل".
واعتبر يمّين "لدى بعض اللبنانيين مشكلة معهم ولكن لا يجب أن يؤثر ذلك على بقية أفراد المجتمع. يعمل لدي حلاق سوري خلوق ومهذب. لا يزعجني بشيء. يقوم بواجباته على أكمل وجه، وأقدره".