يقول خبراء عراقيون لديارنا إن المخدرات غير القانونية في أيدي الجماعات الإرهابية يمكن أن تسبب الضرر بطرق متعددة.
وأضافوا أنه من المعروف أن مقاتلي داعش يستخدمون المخدرات غير القانونية مثل الكبتاكون لمحاربة إرهاق المعارك، حيث أن هذه الحبوب تخلق إحساسًا بالنشوة وتُبْقي على متعاطيها متيقظًا لفترات طويلة.
ويقول الباحث الاجتماعي العراقي محمد عبد الحسن لديارنا إن قيادة التنظيم الإرهابي قد وجدت أيضًا أن الحبة المنشطة تساعده في إقناع مقاتليه العاديين على أن يصبحوا انتحاريين بسبب الإحساس بعدم الخوف الذي تُوَلِّده فيهم.
وأوضح أن التنظيم يواجه الآن نقصًا متزايدًا في المقاتلين الملتزمين عقائديًا بتفجير أنفسهم.
وقال لديارنا إن كثيرين منهم ماتوا أثناء تنفيذ العمليات الانتحارية في العراق أو سوريا، بينما قُتل آخرون في المعارك.
وتابع "مع خسارة التنظيم للأعضاء المؤمنين بالعمليات الانتحارية، فقد وجد نفسه مضطرًا لتجنيد مجموعة مختلفة من الانتحاريين".
وأشار إلى أن الأمر قد يستغرق سنوات من غسيل الأدمغة لإقناع المقاتلين بتنفيذ تلك المهام القاتلة، لكن المخدرات مثل الكبتاكون يمكن أن تُسَرِّع هذه العملية.
المخدرات والمواد الإباحية والعنف
ويكشف عبد الحسن عن أن حبوب الهلوسة عادة ما تُعْطى مع وعود السعادة الجنسية والحوريات الحسناوات في الحياة الآخرة إذا ما نال الانتحاريون الشهادة.
ويضيف أنهم "يتيحون للانتحاريين أفلامًا جنسية لكي يوحوا لهم بالنشوة والسعادة ويوهموهم بأن هذه الحبوب قادرة على إخراجهم من واقعهم المزري إلى واقع مثالي لم يكونوا ليحلموا به".
وبين أن داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية في الحاضر وفي الماضي لا تجد حرجًا في استخدام هذه المخدرات رغم حرمتها شرعًا، لأنهم يستندون في ذلك إلى قاعدة فقهية تقول إن الضرورات تتيح المحظورات.
وتابع أن تنظيم داعش قد أصدر فتاوى لإتاحة استخدام الكبتاكون بحجة أنها "تُيَسِّر الجهاد".
وقال إن رجال الدين لدى داعش مستعدون لإصدار الفتاوى لإتاحة المحرمات أيًا كانت ما دامت تخدم بالنهاية هدف التنظيم.
ويقول مدير إعلام مخازن الصحة في محافظة ذي قار العراقية "علي الفوازي" إن الكبتاكون عقار محظور في عدد من الدول، لكنه متاح ومتداول بالسوق السوداء في عدد من الدول العربية، ومنها العراق.
وقال إن الكبتاكون، وهو منشط عصبي كان يُصْرَف بتذاكر طبية في السابق ولكن الدوائر الطبية توقفت عن إجازته بسبب خصائصه الإدمانية، وهو محظور في جميع أنحاء العراق.
وبين أن الكبتاكون يُشْعِر متعاطيه بحالة من اليقظة الطويلة والشبع وقلة الرغبة في الأكل والرغبة المتزايدة في الجنس.
وأوضح أن الآثار الجانبية لتعاطي هذا العقار يمكن أن تكون كارثية، إذ تتضمن الإدمان والهلوسة والاكتئاب الشديد وفقدان السيطرة.
ويؤكد الفوازي أن حيازة هذا النوع من العقاقير في العراق يمكن أن يودي إلى السجن مباشرة.
الإدمان يُوَلِّد دخلًا لداعش
وبالإضافة إلى استخدام العقار لتشجيع مقاتليه على تنفيذ الهجمات الإرهابية،فإن داعش كان يتعامل مع العقار في العراق مستغلًا خصائصه الإدمانية في توليد مصدر دخل له.
وكشفت السلطات العراقية عام 2015 عن عملية تهريب ضخمة لحبوب الهلوسة رتبها تنظيم داعش من مناطقه في شمال العراق إلى المحافظات الجنوبية العراقية.
ووفقًا لمصدر حكومي، فقد قبضت الأجهزة الأمنية على مجموعة مسؤولة عن خط تهريب للمخدرات تابع لتنظيم داعش، وضبطت بحوزتهم 12 مليون حبة هلوسة.
وقال القاضي في محكمة الرصافة الأولى عمر خليل في بيان إنه تم إلقاء القبض على المهربين المسؤولين عن خط لتوريد المخدرات إلى مناطق الجنوب والوسط، وذلك في منطقة عين تمر التابعة لمحافظة كربلاء، وبحوزتهم 12 مليون حبة مخدرة.
وأشار إلى أن "التحقيقات أثبتت أن تجارة المخدرات تشكل أحد الموارد المالية الرئيسية لتنظيم داعش".