أكد رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن أن سجن تدمر من اهم السجون الشهيرة بتعذيب السجناء.
وقال في مقابلة خاصة لموقع المشارق إن من يخرج منه يستحق لقب "الشهيد الحي" أو "العائد من جهنم".
وفي 10 أيار/مايو نقلت جثة المعاون أول في قوى الأمن الداخلي قيس منذر إلى وطنه لبنان، بعد عشر سنوات أمضاها في سجون النظام السوري.
واعتبر أبو دهن أن نقل الجثة إلى لبنان يكذّب نظام الأسد وإنكاره وجود معتقلين في سجونه.
علي أبو دهن أمضى 13 عاما في السجون السورية، وكان قد اعتقل عام 1987 على يد المخابرات السورية بتهمة معارضته للوجود السوري في لبنان.
وقد أفرج عنه مع 53 معتقلا بعد موت الرئيس السابق حافظ الاسد وتسلّم ابنه السلطة، وفق ما قال للمشارق. وينشط أبو الدهن منذ حينه على خط المعتقلين اللبنانيين الذين ما زالوا في السجون السورية.
وقد نشرت وزارة الخارجية الأميركية قوم الاثنين ١٥ أيار/مايو صور القمر الصناعي لصيدنايا، وهو سجن عسكري قرب دمشق، يظهر محرقة تستخدم لحرق بقايا آلاف السجناء الذين تم قتلهم.
وافادت وكالة الصحافة الفرنسية أن تلك الصور تدعم تقارير بالقتل الجماعي في السجن.
المشارق: هل أعادت قضية مقتل قيس منذر فتح ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية؟
علي أبو دهن: قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية هي قضية مقدسة، وهي دائما حاضرة وحيّة ولا يمكن أن تُمحى من الذاكرة. لكنها تتحرّك مرة بعد أخرى من قبل الاعلام، وتعود إلى الصفحات الاولى عند كل طارئ [...] عودة منذر شهيدا تكذب نظام الاسد لجهة إنكار وجود معتقلين [لبنانيين في السجون السورية].
المشارق:ماذا تنوون أن تفعلوا كلجنة معتقلين لاعادة تحريك القضية؟ هل لديكم أجندة معينة أو برنامج تحرك ما؟
علي أبو دهن:نحن لا نألو جهدا ولا تحركا على الرغم من أن الأبواب موصدة امامنا، لذلك نستعين بالصحافة وبمواقع التواصل الاجتماعي لإيصال ما نصبو إليه من هدف وهو تحرير كامل المعتقلين السياسيين اللبنانيين من السجون السورية. وإننا نطلب من الدولة اللبنانية إعطاءنا تعويضات عن مدة اعتقالنا التعسفي، وتقديم شكوى دولية بحق الحكومة السورية وكل من عذّبنا وساعد على اعتقالنا وإخفائنا.
المشارق:وما كانت تهمة اعتقال منذر؟
علي أبو دهن:بالنسبة إلى التهمة فهي توزّع في سوريا حسب الطوائف والمعتقدات وأماكن الولادة. وكل التهم باطلة ولا تُبنى على أي اساس وقد انتزعت الاعترافات كلها تحت التعذيب.
المشارق:هل من معلومات جديدة عن المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري؟
علي أبو دهن:لا معلومات جديدة لدينا عن المعتقلين إلا ما نسمعه من محررين سوريين لكن دون ذكر اسماء لذلك لا نتبناها. والمعتقلون المعروفون والموثقة أعدادهم لدى الحكومة اللبنانيية فهم 628 معتقلا، وبالنسبة الينا هؤلاء كلهم احياء إلى أن تثبت الدولة السورية وفاتهم وتسليمنا إياهم أحياء أم رفاة.
المشارق:أصدرت كتابا عن موضوع التعذيب في خلال الإعتقال، أخبرنا عنه.
علي أبو دهن:اصدرت كتاباً في عام ٢٠١٢ عنوانه "عائد من جهنم" حول تدمر وسجون أخرى في سوريا. يتناول التعذيب الجسدي والعذاب النفسي الذي عانيته أنا ومعتقلين آخرين.
ثم نشرت مجموعة كتب عن الخارجين من السجون السورية ومسرحية بعنوان"الكرسي الالماني" عرضت في خمس مدن المانية. وقد استوحيت العنوان من وسيلة تعذيب مبرحة في الألم حيث تؤدي إلى كسر العمود الفقري للسجين.
وأخيرا ليس آخراً فيلم بعنوان "تدمر" من تمثيل معتقلين سابقين أنفسهم واخراج مونيكا بورغمان ولقمان سليم.
المشارق:ما هي السجون الشهيرة بالتعذيب؟
علي أبو دهن: في الماضي صُنّف سجن تدمر من اهم السجون الشهيرة بالتعذيب المميت. وهذا التعذيب في السجون السورية هو ممنهج وحر، أي أنه يعود للشرطي أو للمحقق كامل الصلاحية للتصرف مع الضحية من اجل انتزاع الاعتراف المطلوب. ولا همّ لهم ولا مسؤولية عليهم اذا ماتت الضحية او أصيب بالشلل، بل المهم هو الاعتراف.
ومن يخرج من تدمر تكتب له ولادة جديدة وانا والبعض المحظوظ حتما وبصدق نستحق لقب "الشهيد الحي" أو "العائد من جهنم"، وأنا أمضيت خمس سنوات في تدمر وثماني سنوات في سجن صيدنايا.
المشارق:ما المطلوب اليوم لتحريك قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية؟
علي أبو دهن:المطلوب من الدولة اللبنانية التحرك عبر الطرق الدبلوماسية المتاحة لها [أو للأمم المتحدة] لإسترجاع كل المعتقلين من السجون السورية.
أنا مع من امثل من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية قلقون جدا على ما يحدث الان في سجون النظام من دماء وتعذيب وقتل وترهيب وعدم مسؤولية، وإننا نستصرخ الضمائر الحية وجميع الحكومات والجمعيات مساعدتنا.