قال مسؤولون محليون لديارنا إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) كثّف من استخدام الأساليب التي لا تأبه بأرواح المدنيين، في ظل استمرار القوات العراقية بتطهير الموصل من عناصر التنظيم.
وأضافوا أن بعض التفجيرات بالسيارات المفخخة والهجمات الانتحارية التي نفذها التنظيم كانت عشوائية، في حين هدفت هجمات أخرى إلى معاقبة سكان المناطق المحررة كونهم استقبلوا قوات التحرير بحفاوة.
وفي هذا السياق، قال ضرغام عامر، 29 عاماً، وهو من سكان شرق الموصل، لديارنا إنه أصيب في انفجار سيارة فخختها داعش بالقرب من مطعم شعبي في حي الزهور في 10 شباط/فبراير الماضي.
وذكر أن "الإرهابيين حاولوا تعكير فرحتنا بتحرير منطقتنا"، مضيفاً أنه شفي من الجروح التي أصيب بها في الهجوم.
وأكد على أن التفجيرات طالت الجميع، وبدا هدف التنظيم الأساسي يكمن في القضاء على أكبر عدد ممكن من المدنيين الأبرياء.
وتابع أن "جرائمهم وصمة عار على جبينهم".
من جهته، قال قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الدين الجبوري لديارنا يوم الاثنين، 8 أيار/مايو، إنه مع فقدان داعش للمزيد من الأراضي في غرب الموصل، ازدادت وتيرة الهجمات التي تنفذها بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأضاف أن "الانتحاريين يمثلون الملاذ الأخير الذي يستخدمه التنظيم في معاركه داخل المدن".
وفي 18 نيسان/أبريل، قتل 16 مدنياً بينهم خمس نساء وأربعة أطفال، في سيارة كان يقودها انتحاري من داعش فجّر نفسه عند انسحاب التنظيم من حي الثورة الذي حررته القوات العراقية.
ودمّر الانفجار أيضاً منزلين اثنين وأربع سيارات مدنية.
أساليب جديدة لمواجهة هجمات داعش
وبدوره، قال الخبير الأمني والمسؤول السابق في وزارة الداخلية جاسم حنون إن الانتحاريين "لا يزالون يشكلون السلاح الأكثر فعالية للعدو حتى مع خسارته للكثير من قدراته القتالية وتقلص مناطق سيطرته".
وأضاف لديارنا أن الهجمات العشوائية التي نفذها التنظيم بالسيارات المفخخة والأسلحة الثقيلة أدت إلى مقتل الآلاف من المدنيين في الموصل.
وأوضح أن هذا الأسلوب يهدف إلى "إحراج القوات أمام العالم وتعقيد مسرح المعارك".
وذكر حنون أنه أمام استعداد التنظيم الواضح للتسبب بكارثة تجاه المدنيين الذين لا يزالون عالقين في الموصل ويصل عددهم إلى نحو 300 ألف مدني، فإن أي تحرك عسكري يتطلب حذراً شديداً.
وتابع أنه بالاحتماء بالأهالي، سعت داعش إلى تعطيل تدخل سلاح الجو والمدفعية.
ولفت حنون إلى أن القوات العراقية بدأت باتباع أساليب جديدة كانت فعالة في مواجهة التنظيم، وتشمل تطويق المناطق والتسلل إليها لملاحقة عناصر داعش.
وتابع "كما أدخلت للمعركة منظومة طائرات مسيّرة عالية الدقة لمراقبة تحركاتهم وإفشال هجماتهم على القطعات العسكرية والمدنيين".
ومن جانبه، أشار عبد الرحمن الوكّاع وهو عضو في مجلس محافظة نينوى لديارنا إلى أن "المدنيين هم هدف استراتيجي للتنظيم، فهو يهاجمهم بشكل متعمد وعشوائي للبحث عن طوق نجاة لعناصره المحاصرين".
وقال الوكّاع إن الخطة العسكرية تركز على توعية المدنيين بكيفية تجنب تلك الهجمات والابتعاد قدر المستطاع عن مصادر الخطر وزيادة عدد ممرات الهروب الآمنة.
وأضاف أنها تركز كذلك على الاعتماد على السلاح الخفيف والقنابل الموجهة بدقة.
ʼالأوراق كلها نفدتʻ
في هذا الإطار، قال ماجد الغراوي، عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، إنه بالرغم من التحديات التي تواجهها القوات العراقية، تمكنت هذه الأخيرة من تحرير أحياء مأهولة ومهمة مثل حي التنك.
وأكد لديارنا أن ذلك يعد "مؤشراً جيداً رغم العراقيل"، مضيفاً أن "داعش عملت المستحيل لتجنب الهزيمة".
ولفت إلى أن السيارات المفخخة التي فجّرت بالقرب من منازل المدنيين وعمليات استهداف مجموعات المدنيين الهاربين من المعارك هي "واحدة من تكتيكاتها الدفاعية القذرة والأكثر سفالة".
وذكر الغراوي أن ذلك يشير إلى أن "أوراق [داعش] كلها نفدت".
وأضاف "قواتنا تطوقهم وتهاجمهم من كل مكان، والأهالي يتعاونون ويقدمون بلاغات هامة عن مقراتهم وأماكن تصنيع السيارات المفخخة".
واستدرك الغراوي قائلاً "نحرز تقدماً والنصر قاب قوسين".