إرهاب

فيديو داعش يفشل بتحريضه ضد العلماء المعتدلين

سلطان البارعي من الرياض

علماء سعوديون يظهرون في شريط فيديو لـ ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ يحرّض فيه التنظيم ضد العلماء المسلمين المعارضين له. [صورة من الشريط]

علماء سعوديون يظهرون في شريط فيديو لـ ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ يحرّض فيه التنظيم ضد العلماء المسلمين المعارضين له. [صورة من الشريط]

ندد مسلمون من أنحاء منطقة الشرق الأوسط عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بعد نشر شريط فيديو يحرّض فيه على عدد من العلماء المعتدلين البارزين.

ويحرض التنظيم في شريط الفيديو الذي صدر في شباط/فبراير عبر المركز الإعلامي التابع لداعش في دير الزور، ضد علماء مسلمين معروفين باعتدالهم ورفضهم لداعش وفكرها المتطرف.

وظهرت مئات التغريدات الداعمة للعلماء والمستنكرة لهذا التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية.

وحمل الشريط عنوان "فقاتلوا أئمة الكفر" وحثّ فيه الذئاب المنفردة في مصر والشام وخرسان وغرب إفريقيا والقوقاز وجزيرة العرب ومغرب الإسلام وأوروبا وكل مكان، قتل مجموعة من العلماء المسلمين لأنهم يروّجون لافكار تحارب التنظيم.

الإمام الأكبر للأزهر الشيخ أحمد الطيب أحد العلماء المعتدلين الذين استهدفتهم ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ في شريط فيديو تحرّض فيه على العلماء الذين ينتقدون التنظيم. [حقوق الصورة للأزهر]

الإمام الأكبر للأزهر الشيخ أحمد الطيب أحد العلماء المعتدلين الذين استهدفتهم ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ في شريط فيديو تحرّض فيه على العلماء الذين ينتقدون التنظيم. [حقوق الصورة للأزهر]

وتضمن الاصدار صورهم ومقاطع لأهم تصريحاتهم ضد داعش، ويتهمهم بدعم "الطغاة" و"التآمر مع الكفار".

ومن بين هؤلاء الإمام الأكبر للأزهر الشيخ أحمد الطيب، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ علي جمعة مفتي مصر الأسبق.

وعلق مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية على الإصدار ببيان صادر عنه في 14 شباط/فبراير، حذر فيه من سعي التنظيم إلى "تنشيط خلاياه النائمة وذئابه المنفردة في مختلف الدول العربية والإسلامية لتعويض خساراته في المعارك".

ويكشف الشريط من خلال تظهير زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن أن داعش يسعى لجذب عناصر القاعدة وتنظيمات متشددة أخرى للانضمام إلى صفوفه، كما حذر دار الافتاء.

تفسير مشوه للقرآن

الدكتور عبدالله المقرن، أستاذ الفقه المقارن بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، قال للمشارق إن تنظيم داعش يستمر في تحوير القرآن الكريم بشكل يتماشى مع اهوائه الدموية والارهابية.

وأضاف "فالتنظيم استند إلى جملة واحدة وردت في القرآن الكريم واستند اليها في اصداره وهي ’فقاتلوا أئمة الكفر‘ للتدليل على أن الائمة المقصودين هم رجال الدين المسلمين الحاليين الذي يحرضون على رفض افكار التنظيم والارهاب بشكل عام".

وشرح المقرن أن أصل الجملة هذه يعود إلى سورة التوبة الآية 12، وهي تتعلق أساسا بمرحلة نشر الدعوة الاسلامية وتحديدا بكفار قريش الذين كانوا لا يزالون في حالة رفض للدين الاسلامي.

وتشير إلى من كذبوا وقالوا انهم اسلموا كنوع من الاحتيال ثم عادوا إلى عبادة آلهة باطلة واهانة الدين.

وشدد على أن ذلك ليس صحيحا في حال العلماء الذين يهاجمهم التنظيم في الشريط.

وأضاف المقرن أن تنظيم داعش ومنذ نشأته وقبله تنظيم القاعدة "دأب على استغلال جهل جموع كثيرة من المسلمين للتفسيرات القرآنية الصحيحة، فقام بتحوير وتحريف الآيات القرآنية لترويج افكاره الارهابية".

وشرح أنه يقوم بذلك لتبرير أعماله الاجرامية و"لدفع الشباب المسلم على ارتكاب الاعمال الاجرامية والارهابية تحت ستارة الدين".

واستدرك قائلا إلا أنه وبعد مرور سنوات على انتشار هذا الفكر التكفيري فإن المسلمين اصبحوا أكثر وعيا بالتنظيمات المتطرفة كداعش ومحاولات توظيف الدين في خدمة مصالحهم.

ولفت إلى أنه حين تصدر أشرطة فيديو كالتي نشرها داعش مؤخرا وتشمل اصدارات دينية وكان المسلم جاهلا بها فاصبح يتجه إلى التفسير الصحيح للتأكد من المعلومة.

"وهذا بسبب نجاح رجال الدين في مهمتهم لكشف داعش وهو دافع التنظيم لاصدار حكم الاعدام هذا بحقهم"، وفق ما أشار.

استهداف داعش لرجال الدين المعتدلين

من جهته، يرى فاضل الهندي المشرف في مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة الملك عبد العزيز، أن رجال الدين الذين استهدفهم التنظيم "لديهم قواعد شعبية كبيرة بسبب افكارهم المعتدلة والداعية لنبذ التطرف والارهاب".

وأكد أن "هذه القواعد لم تأت بين ليلة ضحاها بل لزم الحصول عليها سنوات طويلة من الجهد والدروس والخطب والتفسيرات والفتاوى".

من جانبه، رأى الشاب الجامعي السعودي خضر محمد عبد الرحيم الطالب في كلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر، أن اصدارات داعش الأخيرة وخصوصا تلك التي تحمل المعاني التحريضية المستندة إلى القرآن الكريم "أصبحت مدعاة للسخرية بين الشباب".

وأكد للمشارق أن الاصدار الأخير لقي رفضا كبيرا في محيطه الجامعي والاجتماعي خصوصا وأنه حمل تحريضا على الائمة المعروفين بالوسطية.

وأشار إلى أن النتيجة كانت عكسية.

وأدى الشريط إلى "اقبال الكثيرين على معرفة الآراء الصادرة عن هؤلاء الذين وردت اسماؤهم والمتعلقة برفض الفكر المتشدد"، وفق ما ذكر.

وأضاف عبد الرحيم أن الازهر ببيانه الصادر تعقيبا على الاصدار أكد أن "التنظيم يريد تأليب المسلمين ضد المسلمين، وهو امر يعتبر من مسلمات الابتعاد عن الدين".

واعتبر أن الاصدار بحد ذاته يعتبر دليلا ملموسا على نجاح العلماء بمهمتهم المتمثلة بمواجهة افكار التنظيم المتطرفة.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

أيران و روسيا الاتحادية وسلطنة عمان ولبنان والنظام العراقي والنظام السوري يعلمون جيدا بأن عصابات عائلة الحوثي التابعة لايران وعصابات عائلة المخلوع عفاش سنحان ، يستخدمون القاعدة وداعش وبعض من الارهابيين من دول أفريقية مجاورة للقيام بعمليات أغتيالات وتفجيرات أرهابية في المناطق المحررة ، وان نهاية كل هذه العصابات والارهابيين بيد الشعب وقواته الشرعية . لا بيد أيران و روسيا الاتحادية وسلطنة عمان ولبنان والنظام العراقي والنظام السوري .

الرد