ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض على خلية من 11 شخصاً تابعة لجبهة فتح الشام المعروفة سابقا بجبهة النصرة، في إنجاز أمني أخير بينما تستمر القوات الأمنية بمطاردة القيادي الفار في التنظيم شادي المولوي.
وجاء توقيف الخلية بعد حصول مديرية المخابرات في الجيش على معلومات عما تخطط له، ما إستدعى إستنفارأً وإنتشاراً أمنياً لـ 10 آلاف عنصر بثياب أمنية وثلاثة آلاف بثياب مدنية في مناطق هامة ليلة رأس السنة، بحسب ما نقلت وسائل الاعلام.
وكان شادي المولوي الذي يعتقد أنه يختبئ في مخيم عين الحلوة قد أمر الخلية "بارسال سيارات مفخخة إلى ضاحية بيروت الجنوبية وقتل مدنيين وضباط من الجيش متقاعدين"، بحسب ما جاء في بيان للجيش في 3 كانون الثاني/يناير.
وأشار البيان إلى أنه بناءً لإعترافات أفراد الخلية المذكورة، تمت مداهمة عدة أماكن بطرابلس، وتم ضبط "كمية كبيرة من المتفجرات وحزام ناسف وأجهزة تفجير عن بعد وأسلحة مع ذخائرها، من ضمنها مسدس مزود بجهاز كاتم للصوت".
وفي 4 كانون الثاني/يناير، إدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 15 شخصاً، بينهم 11 موقوفاً ، "بجرم التخطيط للقيام بأعمال ارهابية عشية رأس السنة وتفجير سيارات مفخخة في بيروت وطرابلس والضاحية [ضاحية بيروت الجنوبية]"، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للاعلام.
وعقد رئيس الجمهورية ميشال عون إجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع في 5 كانون الثاني/ يناير، شدد فيه على ضرورة "إستمرار العمليات الإستباقية لردع الارهاب والتصدي له بكل وجوهه، وحفظ الأمن لتعزيز الإستقرار".
تعاون أمني
وفي هذا الاطار، أكد محللون ومسؤولون أمنيون أن تنسيق الجهود الأمنية وجمع المعلومات الاستخباراتية الحديث أدى إلى توقيف خلية جبهة النصرة في كانون الأول/ديسمبر.
وقالت الصحافية المتابعة لملف الإرهاب بجريدة الجمهورة ربى منذر أن الملاحقات "بدأت قبل عيد رأس السنة.
وقد ألقى الجيش القبض على أعضاء الخلية على ثلاث دفعات، وفق ما ذكرت للمشارق، "ونتيجة ملاحقة وتتبع لمعلومات وردت عن تحرك القيادي بجبهة فتح الشام، الإرهابي الفار لمخيم عين الحلوة شادي المولوي".
وأدى التحقيق الأولي إلى إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص، قادوا لإعتقال إثنين آخرين، لتقع الشبكة بكامل عناصرها بإلقاء القبض على ستة أشخاص في ليلة واحدة.
وأضافت للمشارق أنه "تبين أن الخلية تابعة لجبهة فتح الشام وكانت تعد لإرسال سيارات مفخخة للضاحية الجنوبية وتعد لإستهداف دور عبادة مسيحية، وتخطط لتصفية ضباط حاليين وسابقين، إرتبطت أسماؤهم بعمليات ضد الإرهابيين".
هذا عدا عن قيام الخلية بالتخطيط لإستهداف مطاعم ومرافق سياحية وليلية عشية رأس السنة، وفق ما ذكرت منذر.
وأشارت إلى أن "عناصرها كانوا مزودين بتعليمات لتفجير أنفسهم بحال عدم وصولهم لأهدافهم للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا المدنيين".
وما توفر من معلومات للأجهزة الأمنية والعسكرية، تابعت دفع بها للإستنفار والإنتشار بفترة الأعياد بكل المناطق، وبالأماكن الدينية والتجمعات السياحية.
تجنيب لبنان ’كارثة‘
هذا، واعتبر الخبير الإستراتيجي والعسكري العميد ناجي ملاعب، أن القبض على الخلية "جنب لبنان كارثة مأساوية لا تحمد عقباها".
وأضاف أن نشاط جبهة النصرة في طرابلس قد توقف بعد فترة من الاضطرابات تلاها إنتشار الجيش في المدينة.
ولفت إلى أن "عودة تحركها بطرابلس الآن يطرح تساؤلات لجهة ما إذا كان مرتبط بالوضع السوري، أم إعادة تكوين خلايا وشبكات لها".
وردّ تواجد الخلايا الارهابية في طرابلس إلى الإهمال والفقر فيها، "فيساعد بشراء بعض الأشخاص من قبل التنظيمات الإرهابية"، مضاف إليها "التشدد الديني".
لكنه استدرك في حديث للمشارق، "إلا أن العين الساهرة للأجهزة الأمنية، وما تملك من تقنيات حديثة لكشف الخلايا ، فضلا عن المناخ السياسي الوفاقي، سمح لها بتحقيق أبرز نجاحاتها، وإلقاء القبض على الخلية".
وختم: "طرابلس اليوم تحت المراقبة، والأمن ساهر، ويحظى بثقة دولية. لبنان بيئة حاضنة لثقافة الحياة".
انجاز كبير
من جانبه، وصف الباحث العسكري والخبير الإستراتيجي العميد خليل الحلو إلقاء القبض على الخلية بـ "الصيد الثمين جدا".
هذا "وقد ساهم القبض عليها بإستقرار الأمن بالأعياد، وجنب لبنان مأساة بقدر مأساة ملهى رينا بإسطنبول"، بحسب ما أوضح.
وإعتبر بكلامه للمشارق أن نجاح القبض على الخلية أتى نتيجة خبرة الأجهزة الأمنية، وتنبهها لأدق التفاصيل وتعاون كل المواطنين من كل الفئات مع الأجهزة.
وقال الحلو: "تعود [جبهة] النصرة للساحة بعدما خطف تنظيم داعش الأضواء ثلاث سنوات، وتركيز الأجهزة على محاربته بقدرات عالية".
وتابع بالقول إن "القبض على الخلية مهم بشكل كبير، والأجهزة مهتمة بما ستفضي إليه التحقيقات".
وختم "هناك تبادل معلومات مع مخابرات دولية بهذا الخصوص، فالجميع يترقب [نتائج] التحقيقات وما تعد له القاعدة".
الله يعطيهم العافية و يقوي شباب الجيش اللبناني البطل ... وانا كمواطن من طرابلس اتمنى ان يبقى الامن ممسوك في طرابلس للنه صراحة تلك الخلايا والمجموعات المخلة بالامن جعلت الكثيرين من شباب طرابلس يرحلون او يهاجرون الى المجهول بدلا عن البقاء بين اهلهم و احبابهم شكرا لقيادة الجيش الحكيمة
الرد1 تعليق