كابل -- يحذر مسؤولون أفغان كبار من الدور المدمر الذي تلعبه إيران في أفغانستان ودعمها لحركة طالبان الأفغانية.
وكشف محافظ إقليم فرح آصف نانغ مؤخراً عن الدعم السري والعدائي الذي تقدمه إيران لطالبان.
وقال لسلام تايمز يوم الأربعاء، 14 كانون الأول/ديسمبر، إن "طالبان أطلقت هجوماً واسعاً في إقليم فرح. ولكن بعد مواجهة مقاومة عنيفة من قبل القوات الأمنية الأفغانية، هرب عدد من عناصر طالبان إلى إيران".
وأضاف نانغ لوسيلة الإعلام الأفغانية أن أكثر من 5000 عنصر من طالبان متواجدون في إقليم فرح على طول الحدود الأفغانية مع إيران.
وتابع نانغ أن "قياديي طالبان في فرح يتلقون المعدات العسكرية من إيران ويستخدمون الذخيرة والأسلحة ذات صناعة إيرانية في حربهم ضد القوات الأمنية الأفغانية".
وأشار إلى أن بعض الأسلحة المستخدمة من قبل طالبان غير متوفرة لدى قوات الدفاع الوطني والأمن الأفغانية، مضيفاً أن مثل هذه الأسلحة تُستخدم عادةً من قبل الإيرانيين وغيرها من القوات الأمنية الأجنبية.
دعم إيراني ʼلأعداء أفغانستانʻ
من جهته، قال محمد رادمنش المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية لسلام تايمز إن إيران "لم تتعاون يوماً مع أفغانستان في حربها ضد أفغانستان".
وأضاف أن "انعدام تعاون إيران في الحرب ضد الإرهاب يشكل قضية غير مقبولة بالنسبة لنا".
وبدوره، أكد رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني فضل هادي مسلميار للجمعية العامة بالأمم المتحدة في 12 أيلول/سبتمبر أن "طالبان هي عدو الشعب الأفغاني".
وأوضح أن "الدعم الذي تقدمه إيران لطالبان يشير إلى عداء هذا البلد تجاه شعب وحكومة أفغانستان. ندين أي من هذه الأفعال المماثلة التي ترتكبها إيران".
وأكد رحمة الله نبيل الرئيس السابق للمديرية الوطنية الأفغانية للأمن، أيضاً دعم إيران لطالبان.
وقال لإذاعة صوت أميركا في كابل بمقابلة نشرت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، إن إيران تستخدم طالبان كأداة تكتيكية لأنها خائفة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على مزيد من الأراضي في أفغانستان.
وأشار إلى أن معظم الدعم الإيراني في غرب أفغانستان يأتي على شكل مال وأسلحة خفيفة.
وفي هذا السياق، ذكر معين ماراستيال وهو نائب سابق في البرلمان الأفغاني أن "توفير المساعدة لطالبان وإنشاء علاقات مع الحركة هما مظاهر لتدخل إيران في الشؤون الداخلية لأفغانستان".
وقال لسلام تايمز إن "الدعم العسكري الإيراني لأعداء الشعب الأفغاني الذين يقتلون المواطنين الأبرياء بشكل يومي، يسلط الضوء على الجرائم التي كل من إيران وطالبان مسؤولة عنها".
ورفض مخاوف إيران حيال تواجد داعش وتعاون إيران مع طالبان، واصفاً إياها بأنها غير منطقية.
وأوضح "إذا كانت إيران قلقة بشأن الخطر الذي تشكله داعش، فلا يجب عليها التعاون مع حركات إرهابية مثل طالبان والقاعدة. عوضاً عن ذلك عليها حماية حدودها".
وتابع أن "علاقة إيران بطالبان لا علاقة لها بالسلام والاستقرار، بل على العكس، تريد إيران إلحاق الأذى بحلفاء أفغانستان الاستراتيجيين الذين يساعدون حكومة وشعب البلاد".
تاريخ من التدخل في الشؤون الإقليمية
في هذا الإطار، قال سليمنخل أحد كبار المحللين العسكريين من كابل، إن إيران لها تاريخ طويل لجهة دعم الحركات الإرهابية في أفغانستان والمنطقة.
وأوضح لسلام تايمز أن "إيران موّلت وزوّدت طالبان بالسلاح لمدة نحو عشر سنوات".
وذكر أن "الدعم الإيراني لطالبان سيزيد الوضع في أفغانستان خطورة وسيؤدي إلى تفاقم حالة غياب الاستقرار"، مضيفاً أن أفعال إيران "مناهضة لكل الأعراف والقوانين الدولية".
وتابع أنه "حان الوقت بالنسبة للأمم المتحدة لمنع أي تدخل إيراني إضافي في أفغانستان".
من جانبه، قال الناشط في شؤون المجتمع المدني في كابل سمير بكتاش لسلام تايمز، "خلال الحرب الأهلية التي جرت في 1992 والتي قتل خلالها آلاف الأفغان ودُمرت فيها مدينة كابل بالكامل، وفرت إيران الدعم المالي والسلاح للجهات المشاركة في الحرب".
وتابع "أما الآن، فتقتل إيران الشعب الأفغاني عبر تمويل وتسليح حركة طالبان الإرهابية والمتشددة. وثمة عشرات التقارير التي تُظهر أن طالبان استهدفت العديد من الجسور والطرقات والسدود حتى بتوجيه من إيران".
وأضاف بكتاش أنه "عبر التاريخ، لطالما سعت إيران إلى تدمير أفغانستان وإشعال حروب دينية وعرقية في البلاد"، واصفاً إيران بأنها "الجار الأسوأ لأفغانستان".