السعوديون يتحدون الارهاب بعد إحباط عملية لداعش في ملعب رياضي

قال مسؤولون سعوديون للمشارق إن تخطيط تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) لتفجير ملعب الجوهرة في مدينة جدة السعودية يكشف مجددا حقيقة هذا التنظيم واستعداده لقتل المدنيين.

وكانت وزارة الداخلية السعودية قد اعلنت بتاريخ 30 تشرين الاول/أكتوبر أن التحقيقات في مخطط تفجير ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبد الله في مدينة جدة السعودية في 11 تشرين الأول/أكتوبر، بيّن أن الخلية مرتبطة ارتباطا مباشرا بتنظيم داعش

وأضاف بيان وزراة الداخلية أن التحقيقات كشفت أن الملعب كان سيتم استهدافه بسيارة مفخخة بكمية 400 كيلوغرام من المواد الشديدة الانفجار والتي كانت ستحدث اضرارا يصل قطرها إلى 1100 متر.

وكان المخطط يقضي بأن تنفجر السيارة خلال مباراة منتخبي السعودية والامارات والتي اقيمت ضمن مباريات تصفيات كاس العالم (المونديال)، وفق ما قالت الوزارة وكانت ستؤدي إلى مقتل وإصابة مدنيين من مختلف الطوائف والمذاهب والجنسيات.

واعتقلت القوات الأمنية اعضاء الخلية وهم، سليمان أراب دين - باكستاني الجنسية، فارمان الله نقشبند خان - باكستاني الجنسية، حسان عبدالكريم حاج محمد - سوري الجنسية، عبدالعظيم الطاهر عبدالله إبراهيم - سوداني الجنسية.

الضابط السابق في الجيش السعودي والملحق العسكري السابق اللواء منصور الشهري، قال للمشارق "إن عملية تفجير ملعب الجوهرة تعتبر من اكبر العمليات الارهابية".

وأشار إلى أن "من خطط لها كان يعي تماما حجم الكارثة التي كانت ستقع والحالة التي كانت ستضرب المجتمع السعودي".

داعش تحت الضغط

واعتبر أن هذا التخطيط يعكس "حجم الضغط الذي يتعرض له التنظيم في كل مكان".

ورأى أن داعش بحاجة إلى عملية من هذا النوع "للانتقام من كل العمليات الامنية والعسكرية التي تطاله ليس فقط في المملكة بل في العالم اجمع".

وشدد "لا شك فإن الضغوط الحالية التي يتعرض لها تنظيم داعش في العراق وسوريا وخسارته للعديد من المناطق والمدن الرئيسية، تدفعه لنقل المعركة إلى خارج أرضه".

الا ان اليقظة التامة للفرق الأمنية واجهزة الاستخبارات في السعودية وتعاونها الكامل مع كافة الاجهزة العربية والغربية اطاح بالمخطط، وفق ما تابع الشهري.

وأكد الشهري أن الكشف عن المخطط هذا سيدفع "الشعب السعودي اكثر للاتفاف حول الاجهزة الامنية، من خلال التعاون معها والابلاغ عن اي امر مشبوه او اي تحرك يقوم به اي ارهابي".

ومن دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية أشار إلى أنه من غير المستبعد أن تكون بعض البلاغات وراء طرف الخيط الاساسي الذي أدى إلى الاطاحة بالخلية الارهابية.

استهداف ملعب لرياضة شعبية

جمال النخيفي الرائد في الشرطة السعودية، قال للمشارق إن الكشف عن المخطط الارهابي جنّب المملكة كارثة كبيرة كانت ستطال آلاف العائلات.

فالملعب يتسع لاكثر من 60 الف متفرج في ملعب كرة القدم بالاضافة إلى رواد الملاعب الاضافية الأخرى والصالات الرياضية وباقي المرفقات.

كما أن موقف السيارات حيث كان من المفترض أن يتم ركن السيارة المفخخة يتسع لعشرين الف سيارة، وفق ما تابع، "وبالتالي فلو انفجرت السيارة الملغومة كانت ستفجر معها آلاف السيارات المحيطة بها مما كان سيوصل عدد القتلى والمصابين الى الآلاف".

وأشار إلى أن لعبة كرة القدم تعتبر اكثر النشاطات الرياضية شعبية في المملكة، وغالبا ما تكون المدرجات الخاصة بالملاعب ممتلئة في المباريات المحلية، فكيف الحال بالنسبة لمباراة تقام مع دولة اخرى.

وأشار إلى أن من بين حاجزي التذاكر "آلاف الاماراتيين الذين كانوا يواكبون فريق بلدهم، بالاضافة إلى آلاف المقيمين المتابعين للمباريات".

الشباب السعودي يرفض الارهاب

أما عادل العصيمي إمام جامع الخير بمدينة الرياض، فقال للمشارق إن محاولة تفجير ملعب الجوهرة ليس "إلا دليلا جديدا على إجرام هؤلاء الارهابيين، والحال الذي وصلوا اليه من ابتعاد عن كل الاخلاق والقيم الانسانية".

واعتبر أن التعرض للمدنيين بهذا الشكل المباشر بقصد ايقاع أكبر عدد منهم يخالف كل التعاليم والشرائع الدينية، ومجرد اتجاههم لهذه الجريمة يجب أن يكون رادعا لمن يقوم ولو بالتفكير بمناصرتهم أو الاتحاق بصفوفهم.

واستغرب العصيمي كيف يبقى من تم التغرير بهم في صفوف التنظيم بعد الكشف عن هذا المخطط الإجرامي.

ولفت إلى أن "الرد الاقوى على المحاولة هذه اتى سريعا من قبل المجتمع السعودي وفئة الشباب خصوصا، من خلال الاقبال الكبير على حضور المباريات التي تلتها".

وأضاف "أصر الشبان السعوديون على التعبير عن رفضهم للارهاب من خلال دعوات تم نشرها على نطاق واسع لمواكبة المباريات".

كما أن ابواب الملاعب فتحت مجانا للمتفرجين كنوع من الدعم وتشجيعا على السير بالحياة الطبيعية ونبذ الارهاب، وفق ما تابع.