ندد مسؤولون لبنانيون قرار حزب الله بإجراء عرض عسكري في محافظة حمص السورية مطلع الشهر، وقالوا في حديثهم للمشارق إنه يشكل خطرا على لبنان وسيادته ويزيد من حدة الانقسامات الداخلية.
وكان حزب الله قد أجرى عرضا عسكريا في إحدى مناطق ريف القصير السورية بمناسبة "يوم الشهيد" السنوي في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر. وتعد القصير بوابة الحزب إلى سوريا منذ أن بدأ بالقتال إلى جانب قوات النظام السوري لاستعادة السيطرة على البلدة في 2013.
وجرى العرض بحضور رئيس المجلس التنفيذي للحزب هشام صفي الدين مئات من مقاتليه، وفوج المدرعات الذي استعرض عشرات الدبابات والمدافع.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي صورا لميليشيا حزب الله تظهر آليات عسكرية ثقيلة، بينها مدافع ميدانية ودبابات وعربات وسيارات تحمل قواذف ثقيلة.
والعرض هو الأول من نوعه للحزب بسوريا منذ ظهور مشاركته الفعلية بمعركة القصير في العام 2013، وما تلاها من انتشار له في منطقة القلمون وأنحاء سوريا.
وأعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بتصريح له أن "العرض العسكري هو رسالة واضحة وصريحة للجميع ولا تحتاج لتوضيحات وتفسيرات، لأن أي تفسير سيؤدي إلى إنهاء دلالاتها وعلى كل جهة أن تقرأها كما هي".
وقال: "موضوع تدخلنا لم يعد موضوع نقاش حاليا بين الأوساط اللبنانية" مشيرا إلى أن "التنسيق بيننا وبين القيادة السورية عال جدا والاستعراض العسكري جزء من الممارسة الميدانية".
موجة تنديد واسعة
كتلة المستقبل النيابية استنكرت بإجتماعها في 15 تشرين الثاني/نوفمبر العرض العسكري للحزب في سوريا.
ورأت في بيان لها أن الحزب "يؤكد من جديد على انه يقدم مصلحة إيران على المصلحة الوطنية، إنه يوجه رسائل تهديد دولية وإقليمية، وأخرى داخلية للدولة اللبنانية خاصة".
من جانبه، رأى وزير العدل بحكومة تصريف الأعمال اللواء أشرف ريفي الإستعراض الذي صودف قبل عيد الاستقلال في لبنان في 22 تشرين الثاني/نوفمبر بأنه "يطيح ما بني من آمال حول قدرة أو نية العهد استعادة ولو جزء بسيط من هيبة الدولة وصورتها".
ودعا جميع القوى الرافضة للوصاية الإيرانية "إلى أن تكون معا، لإنقاذ لبنان الذي يستعمله حزب الله غطاء شرعيا ومنصة بخدمة مشروع إيران ".
وأستدعى ظهور آليات عسكرية بالعرض ونسبها للجيش اللبناني، إصدار قيادة الجيش بيانا في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت فيه "أن الآليات التي ظهرت بإستعراض القصير ليست من مخزون الجيش اللبناني وغير عائدة له".
اعتداء على سيادة الأراضي اللبنانية
ورأى النائب خالد الضاهر بكلامه للمشارق أن إستعراض القصير "تورط جديد لحزب الله بحرب إقليمية وخارج لبنان، دفاعا عن نظام بشار الأسد وإيران، وستؤثر إنعكاساته السلبية على لبنان واللبنانيين".
واعتبر أن ما جرى هو خروج عن سياسة الدولة اللبنانية المعروفة بسياسة النأي بالنفس، كما أن ذلك هو تحد ظاهر للسلطات والمؤسسات الشرعية، بمقدمها الجيش وسائر القوى الأمنية النظامية.
وهي أيضا اعتداء على السيادة اللبنانية، وفق ما قال.
ورأى أن الحزب يمارس نشاطا ميليشياويا، وسلاحه إقليمي بإمرة إيران وولاية الفقيه، كما سبق وصرح بذلك أمين عام الحزب حسن نصرالله.
وتساءل الضاهر :"هل يقبل أي لبناني وجود ميليشيا مسلحة ومسلحين خارجين عن السلطة وأمرتهم بغير السلطة اللبنانية؟"
ورأى الضاهر أن إستعراض القصير يحمل رسالة سلبية للداخل اللبناني، فهو يؤثر على السياسة والإقتصاد إذ يضعف الثقة بالبلد، ويسيء للوحدة الوطنية.
وختم الضاهر معتبرا أن كلام نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم "خطير ومخالف لمفهوم المواطنة" ويقوّض مبدأ الدولة.
بدوره، رأى النائب عمار الحوري، أن استعراض الحزب بالقصير يحمل رسالة للبنان بتوقيت عرضه قبل عيد الإستقلال.
وأوضح للمشارق: "كأن حزب الله بالإستعراض وما تخلله من عرض للآليات يقول إن الإستقلال لا يكتمل إلا بموافقتي".
دور مكشوف لحزب الله في سوريا
أما المحلل السياسي المتابع لملف حزب الله علي الأمين، فأعتبر أن الإستعراض "ليس مفاجئا، لأنه يأتي من باب التدخل العلني والمكشوف للحزب بسوريا، وبتواجد آلاف المقاتلين له هناك".
وقال إن "العرض يبقى تفصيلا غير مهما"، مقارنة مع ما يعلنه الحزب عن إمتلاكه صواريخ وأسلحة متطورة.
وأضاف الأمين أن استعراض 13 تشرين الثاني/نوفمبر، هو "تظهير إعلامي لقوته، وذات طابع استعراضي أكثر مما هو إستراتيجي".
وهدفه الأساسي رفع معنويات شعبيته بلحظة تورطه المفصلية بحرب سوريا، التي تبدو من دون أفق لتسجيل إنتصار، وبظل خسائر بشرية تستنزف الحزب بسوريا وغيرها.
تحية كتير كبيرة لأسود المقاومة اللبنانية التي تدافع عن شعبها وتحمي حدودها من بطش الأرهابيين القتلة قاطعوو الروؤس المدعومين من امريكا واسرائيل واتباعهم من العرب الخونة
الرد2 تعليق
Allah wsayed wsayed kalemo kalam 7a2
الرد2 تعليق