يواكب مسيحيو العراق المهجرون من مدينة الموصل ومنطقة سهل نينوى إلى لبنان لحظة بلحظة مجريات المعارك المستمرة شمال العراق ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
وقال الطبيب أمير هرمز حمودة، من قرية تل أسقف للمشارق "تركت وعائلتي، وآلاف العائلات قرانا بسهل نينوى في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2014، إثر إحتلال داعش أراضي سهل نينوى، والتنكيل بنا".
وأضاف أنهم هربوا من شمال العراق إلى لبنان.
منذ بدء تحرير الموصل في 17 تشرين الأول/أكتوبر، تتابع الكثير من الأسر العراقية في لبنان "كل أخبار المعركة على كافة محطات التلفزة ووسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي".
واعتبر حمودة أن "ما يحصل يعنينا، فنحن أبناء المنطقة وشعبها، وعلينا معرفة كل التطورات الأمنية".
وأكد "نحن سعداء برؤية الصليب يعلو مجددا قبب كنائسنا ببطنايا"، مضيفا أنه مرتاح لانطلاق عملية التحرير.
وأشار إلى أن تل أسقف هي "الخط الفاصل بين داعش وقوات التحرير"، ولفت إلى أن الجيش وقوات البشمركة تتمركز فيها، ومنها انطلقت إلى تل كيف وبطنايا لتحريرهما من داعش.
الحياة بعد داعش
وقال حمودة "نفكر بما ستكون عليه المنطقة بعد داعش، وما سيكون مصير تواجدنا فيها كمسيحيين".
لكن حمودة ليس وحده، سمير القس يونان ابن بلدة القوش، وهو اخصائي بعلم الجيولوجيا والذي يعيش بمدينة جبيل مع عائلته، فأكد بدوره للمشارق أنه يتابع لحظة بلحظة وبفرح وسعادة عارمين أخبار المعركة.
إلا أن فرحته هذه يشوبها الحذر، "لأن مرحلة ما بعد داعش تترك أسئلة كثيرة، متعلقة بالخوف مما أرساه من أفكار وتبعية له لدى المواطنين الذين عاشوا فترة تحت سيطرته".
واعتبر أن العراق ديار المسيحيين من مذاهب مختلفة لكنهم أقليات، لافتا إلى أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بشكل عام جيدة.
وقال "علاقتنا بأهل الموصل من أخواننا المسلمين كانت رائعة، وقائمة على أساس المحبة وإحترام الآخر أيا يكن دينه ومعتقده. كنا نتشارك أفراحنا وأحزاننا كما أعيادنا".
ورأى يونان أن أغلبية العراقيين سيعودون في نهاية المطاف إلى بلدهم.
وتتعدد الأمثلة عن مدن وبلدات عادت فيها الحياة إلى طبيعتها بعد طرد داعش منها.
ففي الفلوجة والمرادي على سبيل المثال، واللتان كانتا تعدان معاقل لداعش وتعرضت لدمار واسع خلال احتلال التنظيم لها، تجد الأطفال قد عادوا إلى المدرسة وقد عادت إليها الخدمات العامة وأسواقها مزدحمة من جديد.
وتشدد الحكومة العراقية التدقيق في من يعود إلى المدن المحررة حديثا في إطار جهود منع عناصر داعش من العودة إليها.
التطلع قدما
وأعرب مطران الكلدان بلبنان ميشال قصارجي عن سعادته ببدء معركة إستعادة الموصل ومعها سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية.
وقال "الغالبية المسيحية كانت تعيش ببلاد الخير بكرامة"، وتابع "نتطلع ككنيسة كلدانية وسائر الكنائس العراقية بفرح لما يحصل اليوم، لجهة إستعادة مدن وقرى أسرتها داعش وهجرت أهلها، وشتت عائلاتها".
ولفت إلى أن "أكثر من 250 ألف مسيحي، من كلدان وأشوريين وسريان وأرمن، هجروا من نينوى، بإتجاه تركيا وسوريا ولبنان".
وهناك أكثر من 5000 عائلة، معظمهم من الكلدان، يعيشون حاليا "بظروف مأساوية" في تلك البلدان، وفق ما ذكر.
وأكد أن الكنائس العراقية تتطلع لعودتهم جميعا لقراهم وبيوتهم وأرزاقهم، مشيرا إلى أن الكثير من تلك الكنائس والمدارس ما زالت موجودة.
ارجوا منكم عدم التكلم أو التصريح باسم جميع المسيحين العراقيين في لبنان ، فأنتم لم تاخذوا اي استبيان أو أصوات من جميعهم . وليس الشخص المدعو يونان وغيره يمثلنا جميعا ، أو لديه الحق بالتحدث نيابة عن الجميع.وليست حتى الكنيسة من يقرر مصيرنا أو مستقبلنا سواء عدنا للعراق ام اخترنا الهجرة لأنها غير صالحة لهذا القرار . ومن ناحيتي اعرف مئات العوائل العراقية المسيحية التي تنتظر الهجرة بفارغ الصبر لأنه لم يعد لديهم ثقة بجميع الجهات السياسية والدينية والإنسانية على حد سواء . وبالنهاية ارجوا ان تاخذوا هذا بعين الاعتبار لأنه الحقيقة الراهنة على أرض الواقع . ولكم جزيل الشكر .
الرد1 تعليق