يشكل توقيف أحد كبار قادة جبهة النصرة في عرسال المدعو عدنان محمد صليبي، نجاحا آخر للحرب الوقائية التي يشنّها الجيش اللبناني ضد الإرهاب، حسبما أكد مسؤولون للمشارق.
وأوقف صليبي في 18 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن نجح الجيش اللبناني في نصب كمين له، وكان يشغل منصبا قياديا في صفوف جبهة النصرة التي باتت اليوم تعرف بجبهة فتح الشام.
وأضافوا أن صليبي متورط في شن هجمات ضد مراكز الجيش في عرسال، وكان يزور مخيم محلي للاجئين المحلي قادما من الجرود ذات الكثافة السكانية المنخفضة قبل أن يُقبض عليه بعد فترة من مراقبته.
وقال رئيس حركة لبنان الرسالة للدراسات العميد المتقاعد خليل الحلو إن توقيف صليبي جاء "نتيجة للعمل المخابراتي وبناء على معلومات توافرت للأجهزة الأمنية لاسيما مخابرات الجيش".
وأكد للمشارق أن الأجهزة الأمنية تنفذ بصورة مستمرة حملات توقيف لمشتبه بانتمائهم لتنظيمات إرهابية، وذلك في سياق حملة مكافحة الإرهاب.
توقيف صليبي وغيره قبله، تابع الحلو، يؤشر لمدى جهوزية الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وأضاف أن "الجيش وجميع الأجهزة الأمنية وأهالي عرسال يعملون معا، وعبّر هذا التعاون عن ذروته في النحاجات المتلاحقة لعمليات القبض على مسؤولين وعناصر من داعش وجبهة النصرة والجماعات المسلحة الأخرى".
وأشار أيضا إلى دور التعاون الكبير بين الأجهزة اللبنانية والإقليمية والدولية، إضافة إلى المعلومات التي يدلي بها المدنيون.
وقال إنه على الرغم من الانقسامات الداخلية التي يعاني منها لبنان، "ستستمر عمليات مكافحة الإرهاب وتوقيف الإرهابيين" لأن الشعب اللبناني "يقف يدا واحدة في محاربة النصرة وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية".
المحافظة على الأمن في المنطقة الحدودية
من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب للمشارق، إن توقيف صليبي "هو شهادة لسلسلة النجاحات التي تحقهها الأجهزة الأمنية وفق استراتيجيتها الإستباقية لكشف الخلايا النائمة وإلقاء القبض على المشتبه بهم وسوقهم إلى التحقيق ".
وتابع: "تكشف التحقيقات مع هذه الخلايا معطيات تؤدي لتوقيف عناصر مهمة من التنظيمات الإرهابية، كما هي الحال بالنسبة إلى صليبي ومن سبقه".
ولفت إلى أن سجل صليبي حافل بالعمليات ضد الجيش وضد أهالي عرسال.
وقال ملاعب إن "توقيفه اليوم كما توقيف غيره، يؤكد أن قيادة الجيش حازمة بحفظ الأمن في القرى اللبنانية الحدودية كما بالإحتفاظ بزمام المبادرة بالتصرف حين وحيثما تدعو الحاجة".
واعتبر أن توقيف صليبي"سيحدّ من تسلل عناصر جبهة النصرة إلى عرسال وشكّل ضربة لهذه الجماعة".
أما الخبير العسكري العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، فوصف توقيف صليبي "بالصيد الثمين، لما لديه من معلومات عن جماعته وغيرها من التنظيمات الإرهابية".
وتابع للمشارق أن أهمية توقيفه تكمن في توقيته نظراً لتسارع الأحداث بسوريا والموصل، وهو يساعد على تأمين الحدود اللبنانية.
وختم قاطيشا قائلا إن توقيفف صليبي كما غيره من العناصر المتطرفة يؤكد أن "التنظيمات الإرهابية لا تدوم وتبقى عرضة لصراع داخلي على السلطة".