أصدر مرصد الفتاوى في دار الإفتاء المصرية عدداً من التحذيرات التي تشير إلى الخطر الذي يمثله "أشبال الخلافة" ، وهو كناية عن برنامج يدرّب تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من خلاله الأطفال على القتال.
وكان المرصد قد أصدر في أواخر شهر آب/أغسطس الماضي سلسلة من المنشورات الإلكترونية، أشار فيها إلى قيام داعش بتجنيد الأطفال لتنفيذ عمليات إعدام وتفجيرات انتحارية. وقال إن التنظيم استهدف الصغار كونه يسهل تلقيهم الأفكار المتشددة واستغلالهم.
وفي أحد هذه المنشورات التي تسلط الضوء على أساليب التجنيد التي تتبعها داعش، أشار المرصد إلى أن التنظيم يستغل حتى مباريات كرة القدم لحث الصغار على الالتحاق بصفوفه.
في هذا السياق، قال المحلل العسكري المصري اللواء المتقاعد عبد الكريم أحمد، إن "داعش بعد الضربات القاسية التي تتعرض لها من قبل التحالف الدولي، باتت في أمس الحاجة إلى العناصر الجديدة نتيجة الخسائر الكبيرة التي تلحق بها".
وأوضح للمشارق أنه لهذا السبب، سعى التنظيم إلى زيادة الملتحقين في صفوفه عبر استغلال النساء والأطفال.
وأوضح أحمد أن داعش تهدف من خلال تسجيلات الفيديو هذه إقناع الأطفال بالانضمام إليها عبر إرسال رسالة مفادها أن "الأطفال يقومون بأعمال الكبار".
ولفت إلى أن هذه التسجيلات تهدف أيضاً إلى إضعاف معنويات الفصائل التي تحارب داعش، عبر الإيحاء بأن المقاتلين الأطفال التابعين للتنظيم يقتلون رجال هذه الفصائل.
وأشار أحمد إلى أن معسكرات التدريب الخاصة بـ "أشبال الخلافة" كثيرة في مناطق سوريا والعراق الواقعة تحت سيطرة داعش.
وذكر أن عدداً كبيراً من أطفال مقاتلي داعش ملتحق بهذه المعسكرات، مشيراً إلى أن تدريبهم ليصحبوا مقاتلين لا يتطلب جهداً كبيراً نظراً للبيئة التي تحيط بهم.
وأكد أن حملة داعش لتجنيد الأطفال ليست جديدة. ففي آب/أغسطس 2014 أي بعد فترة قصيرة من ظهور التنظيم، أفادت اللجنة السوري لحقوق الإنسان بأن التنظيم جنّد 800 طفل هم تحت الـ 18 من العمر في سوريا.
وعلّق أحمد قائلاً "إذا ما افترضنا جدلاً أن هذا الرقم صحيح أو دقيق، فالرقم [لا بد أنه] أصبح حالياً أضعافاً بعد مرور أكثر من سنتين".
وقد تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في أيلول/سبتمبر الماضي عن تجنيد 1100 طفل كمقاتلين بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس 2015.
إرسال الأطفال للإنتحار
ومن جانبه، قال مدير قسم الإعلام في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية في مصر مازن زكي، إن "اختيار داعش للأطفال من أجل القيام بالعمليات الانتحارية لا يعود فقط إلى النقص الحاصل في عديده، وإنما يعود أيضاً إلى السهولة والانسيابية التي يتمتع بها الأطفال خلال تنقلاتهم".
وأضاف لديارنا أن الأطفال لا يكونون موضع شك كالرجال البالغين، ما يمكنهم في غالبية الأحيان من اختراق الإجراءات الأمنية.
ولفت زكي إلى أن داعش كانت تكلف "الأشبال" بالمهام البسيطة، كعمليات المراقبة ونقل المعلومات ونقل الذخائر وتعبئة الذخائر للمقاتلين وغيرها من المهام المرتبطة بالدعم اللوجستي والأمني.
وحذر من أن زيادة استخدام الأطفال في "الإعدامات والعمليات الانتحارية تُعتبر خطراً كبيراً جداً".
وقال إن التنظيم استخدم الانتحاريين الأطفال لاستهداف "مناسبات ذات طبيعة عائلية كالافراح والأعراس والحفلات العائلية التي تزدحم بالأطفال".
وأشار إلى أن هذه كانت الحال في عملية تفجير صالة أعراس في غازي عنتاب التركية، حيث كان يتم الاحتفال بزفاف كردي، وقد حصل هجوم مماثل في 3 تشرين الأول/أكتوبر استهدف زفافاً كردياً في مدينة الحسكة السورية. .
تشكيلة عسكرية مؤلفة من أطفال
وذكر زكي أن التنظيم نشر "تشكيلة عسكرية من الأطفال" في معاركه، كما حصل في مدينة كوباني السورية "حيث وجدت أكثر من 30 جثة لعناصر داعش تعود لأطفال".
وأشار إلى أن ذلك يدل على استراتيجية متأصلة لدى التنظيم لاستغلال الأطفال خلال العمليات العسكرية.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة باسمة حسني، أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن تحذيرات دار الإفتاء من خطر "أشبال الخلافة" وتجنيد التنظيم للأطفال بشكل عام، تثير القلق بشأن مستقبل المنطقة.
وأوضحت في حديث للمشارق أن دماغ الطفل يكون أشبه بالإسفنجة التي تقوم بشفط الأفكار التي يتم تلقينها له، بحيث يصل إلى مرحلة يتوقف فيها عن تقبّل أي معلومات جديدة وتصبح المعلومات التي تلقاها هي الوحيدة التي يتصرف من خلالها.
وأشارت إلى أن "دار الإفتاء ومن خلال المؤسسات التربوية والدينية التابعة لها تعرف تماماً نفسية الطفل وطريقة تلقينه التعاليم والخطر الكامن إذا ما كانت التعاليم إرهابية".
وتابعت "بالتالي فإن التحذير يشير أيضاً إلى صعوبة مواجهة هذه المشكلة مستقبلاً، أي عندما يتقدم هؤلاء الأطفال في العمر وهم لا يعلمون إلا تعاليم التنظيم الإجرامية".
وتوقفت حسني عند تحذير دار الإفتاء من "ملاحقة التنظيم للأطفال من خلال الرياضة وخصوصاً كرة القدم".
وأوضحت أن داعش "تستغل حب الأطفال لهذه اللعبة الشعبية وتقوم باستدراجهم من خلال إقامة بعض المباريات بحيث أصبحت الملاعب الهدف الثاني لعمليات التجنيد بعد المساجد".
جزاكم الله خيرا على هذا التقرير ، ولكن عندنا في السعودية انتشر بشكل واسع الرحلات في اخر الأسبوع لحلقات تحفيظ القران وأكثر الطلاب يلتحقون في هذه الحلقات لوجود الرحلات وانا ارى ان هذه الرحلات فيها من الخطورة على الشباب وقد تكلمت مع بعض المساجد على ذلك وان الأب سجل ابنه لتعلم القران فقط فلم اجد منهم الا الرفض ،أرجو منكم تركزوا على ذلك وشكرا لكم
الرد2 تعليق
طبعا هذاصحيح كلام جميل وعلمي
الرد2 تعليق