مع استمرار الحرب في اليمن، يجد ملايين النازحين أنفسهم بحاجة ملحة إلى المساعدات الغذائية.
وأكد مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن عبد الوهاب الوشلي أن المنظمات المحلية والعالمية تبذل جهوداً كبيرة لدعم النازحين والتخفيف من آثار الحرب، مشيراً إلى أنه لا بد من بذل المزيد من الجهود.
وقال الوشلي في مقابلة مع موقع المشارق إن الوحدة التنفيذية وهي منظمة حكومية مقرها صنعاء، تعمل حالياً على بناء قاعدة بيانات وطنية للنازحين وعلى تحسين عملية تأمين المساعدات الغذائية لهم، كونهم الفئة الأكثر تضرراً من الحرب.
المشارق: كم يبلغ عدد النازحين المسجلين في اليمن؟
عبد الوهاب الوشلي: يتجاوز عدد النازحين نتيجة الحرب في اليمن التي بدأت في آذار/مارس 2015، ثلاثة ملايين و200 ألف نازح.
وهذا الرقم ناتج عن منظمات الأمم المتحدة العاملة في هذا المجال ولكنة لا يمثل الرقم الحقيقي للنازحين بل هو حصيلة التتبع لحركة النزوح. وقد ترك بعض النازحين منازلهم نتيجة الحرب وغالبيتهم تركوا منازلهم قسراً لأن مدنهم ومناطقهم تحولت إلى ساحة حرب مثل محافظة صعدة وغيرها.
وتقوم الوحدة التنفيذية حالياً ببناء قاعدة بيانات وطنية لتسجيل النازحين من أجل العمل على توجيه أفضل للمساعدات كونهم الفئة الأكثر تضرراً.
المشارق: ما حجم المساعدات المقدمة إلى النازحين وهل هي كافية؟
الوشلي: المساعدات المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية إلى النازحين لا تزال شحيحة ولا تتجاوز تغطيتها [حاجات] الـ 20 أو 30 في المائة من عدد النازحين المسجلين ضمن حركة التتبع للنازحين.
ولا تقتصر المساعدات الإنسانية على دعم النازحين فقط، بل عموم فئات المجتمع المتضررة والضعيفة، حيث أن التقارير الدولية تقول إن 85 في المائة من السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية. وبالتالي، فإن غالبية اليمنيين بحاجة إلى مساعدات غذائية بسبب الحرب والحصار.
ويُعتبر النازحون الفئة الأكثر تضرراً [في المجتمع] وهم يحصلون على جزء من هذه المساعدات فقطز ويقول برنامج الغذاء العالمي إنه يقدم مساعدات غذائية لثلاثة ملايين نسمة يحصل النازحون على جزء بسيط منها.
المشارق: كيف تتم معالجة احتياجات النازحين كون المساعدات الدولية غير كافية؟
الوشلي: تقدم المجتمعات المحلية مساعدات للنازحين بحجم أكبر مما يحصلون عليه من المنظمات الدولية الإنسانية. ولذلك تقوم الوحدة التنفيذية ببناء قاعدة بيانات وطنية لتسجيل النازحين من أجل ضمان توجيه أفضل للمساعدات نحوهم [...].
وتقوم المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المحلي والجمعيات الخيرية وكذلك رجال الخير، بدعم النازحين من حين لآخر ولكن ليس بشكل منتظم. ولكن في الوقت نفسه، يفوق هذا الدعم الدعم الذي تقدمه لهم المنظمات الإنسانية.
المشارق: لماذا فكرة إقامة مخيمات للنازحين غير مطروحة في ظل استمرار الحرب وارتفاع أعداد النازحين؟
الوشلي: أصبحت اقامة مخيمات ثابتة للنازحين فكرة صعبة لعدم قدرة المنظمات الدولية على الإيفاء بكل احتياجات هذه المخيمات، من مساعدات غذائية وخدمات صحية وتعليمية.
كذلك، تتعرض بعض المخيمات القائمة لأعمال العنف مما حدّ من إقامة مخيمات [جديدة]، ودفع النازحين إلى الهرب من مدنهم باتجاه المحافظات المجاورة للإقامة في المدارس والأماكن المؤقتة التي أعدّت لاستقبالهم.
وقد فضّل الكثير من النازحين العيش مع أقاربهم أو معارفهم الذين فتحوا لهم منازلهم وأغاثوهم. أما البعض الآخر فعادوا إلى قراهم، فيما تمكّن آخرون من استئجار منازل في المدن التي نزحوا إليها وهم يناضلون من أجل توفير لقمة العيش لأسرهم.
بالتالي، فإن عدد النازحين [الفعلي] أكبر من الأرقام التي تتحدث عنها المنظمات الدولية.
المشارق: لماذا تُوزّع المساعدات الغذائية لعموم فئات المجتمع وليست محصورة بالنازحين فقط؟
الوشلي: تأثر المجتمع اليمني بشكل كامل من ظروف الحرب، لذلك كان لا بد للمنظمات الإنسانية الدولية توفير مساعدات غذائية لكل المتضررين من الحرب بشكل غير مباشر أو مباشر كالنازحين.
والمتأثرون بالحرب بشكل غير مباشر هم نسبة الـ 85 في المائة من الشعب التي تحدثت عنها التقارير الأممية وقالت إنها بحاجة إلى مساعدات غذائية. ومنهم الفئات الأضعف مثل النساء والأطفال وكبار السن وأيضاً العاطلين عن العمل. فالحرب أثرت على كل نواحي الحياة الاقتصادية واستهدفت المصالح الاقتصادية والقطاع الخاص وخسرت غالبية الناس أعمالها وتحول هؤلاء من منتجين إلى عاطلين عن العمل ينتظرون المساعدات الغذائية.
لا بد أن تلعب المنظمات الدولية دوراً أكبر في توفير الاحتياجات الغذائية للنازحين والمتضررين بشكل عام من الحرب والعمل بشكل جدي على إيجاد حلول توافقية توقف الحرب وتوقف المعاناة الإنسانية التي تزداد يوماً بعد يوم.
هناك نازحين غير مقيدين في سجلات النازحيين
الرد2 تعليق
اداراة الوحده التنفيذيه في اليمن مصدر للاحتيال والتلاعب
الرد2 تعليق