الإعلام العربي يدعو لخطة موحدة لمكافحة الارهاب

شدد إعلاميون من الدول العربية على ضرورة صياغة استراتيجية عربية موحدة وشاملة لمجابهة الفكر المتطرف والدعاية لجماعات مثل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).

وشارك أكثر من 700 شخصية اعلامية وفنية يمثلون القطاع ارسمي والخاص من مختلف الدول العربية في مهرجان الأردن للإعلام العربي الثالث الذي يستمبر أربعة أيام في عمان وقد اختتم في 25 آب/أغسطس.

وعقد المهرجان من قبل هيئة الاعلام بالتعاون مع اتحاد المنتجين الاردنيين وجامعة الدول العربية وشركاء من جهات عدة عربية ومحلية.

ترياق ’لسم الارهاب‘

وقال المشاركون في المهرجان خلال جلسة حول تفاعل وسائل الاعلام مع قضايا الارهاب إنعلى الاعلاميين أن يخضعوا لتدريب أكثر حتى لا يساهموا عن غير قصد بتقوية الجماعات المتطرفة.

ورأت سميرة بن رجب، الممثلة الخاصة لملك البحرين ووزيرة الاعلام سابقا في البحرين، أن "بعض وسائل الاعلام عملت بطريقة غير مباشرة على الترويج للمنظمات الارهابية وفكرها، الامر الذي ساعد على اظهار قوة المنظمات الارهابية وظهورها بمظهر القوة".

واعتبرت أن الجهود التي يبذلها الاعلام حاليا غير كافية لمواجهة الفكر المتطرف.

واضافت في حديثها للمشارق أن "الاعلام له دور فعال ورئيسي في صياغة الرأي العام".

وأشارت إلى أهمية التعاون بين الخبراء العرب وشخصيات إعلامية بارزة بهدف "عدم الوقوع في فخ الترويج للبروباغاندا الخاصة بالجماعات الارهابية".

وتابعت ان "المنظمات الارهابية نشطة وتستخدم كافة وسائل التواصل الاجتماعي والادوات الحديثة لبث سمومها، مما يحتم على العرب الخروج بمبادرات لتمكين وزيادة احترافية الاعلام التقليدي في مواجهة اي فكر ظلامي او خطاب كراهية".

وشرحت أن للاعلام دورا مهما في تبيان زيف ما تنادي به الجماعات الارهابية و كيفية بعد ايدوليجيتها عن الدين الاسلامي.

وقالت "للاسف ينشر الاعلام احيانا صورا واخبارا تنشرها الجماعات الارهابية دون التحقق من صحتها، وذلك خطأ كبير".

تعزيز دور المرأة

اما الفريق الركن المتقاعد عبدالعزيز الريس، المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي خالد الجراح الصباح، فقال للمشارق خلال المهرجان إنه يجب أن يكون هنالك برامج اعلامية مدروسة بشكل جيد للتعامل مع الارهاب.

وأوضح أن تلك البرامج عليها عدم اغفال دور المرأة فيجب التركيز بشكل اكبر على دور الأمهات المربيات فهم الأقرب عادة لابنائهم و بناتهم.

وأضاف انه يجب ان يكون هنالك برامج تدريبية وورشات مكثفة لتعظيم دور المرأة في مكافحة الارهاب.

وأشار إلى أن "الجماعات الارهابية تستخدم المرأة للتجنيد والترويج لفكرها"، وأوضح "وفي نفس الوقت على الدول العربية التركيز على دور المرأة في مكافحة الافكار المتطرفة".

وشدد على ضرورة استغلال المسلسلات والبرامج التلفزيونية في العالم العربي لايصال الرسائل الصحيحة وتبيان انحراف الجماعات الارهابية عن الدين السليم.

برامج تأهيلية

بدوره، قال العقيد خضر الخطاب وهو ممثل دائرة الأمن العام في الاردن خلال المؤتمر، إنه يجب ايضا التركيز على اعادة تأهيل ضحايا الجماعات الارهابية المغرر بهم.

وأضاف للمشارق "وجود إستراتيجية إعلامية أمر مهم جدا، ولكن في نفس الوقت هنالك الكثير [من الشباب] ممن تم غسل أدمغتهم وتم اعتقالهم قبل ان ينفذوا اية عملية".

وقال الخطاب إن هؤلاء الشباب يجب تأهيلهم، وأن يتم استخدام وسائل التواصل والاعلام بطريقة احترافية حتى يتم الحد من محاولات غسل ادمغة الشباب من قبل الجماعات الارهابية.

وأشار إلى أن "هنالك حاجة ماسة لاستخدام كافة السبل المتاحة للاستماع للشباب ولكي نكون اقرب لهم من خلال التوعية المستمرة"، معتبرا أن لرجال الدين دورا مهما في هذا المجال والجامعات والمدارس أيضا.