بعد انهيار محادثات السلام التي استمرت أشهر في الكويت، حذر مسؤولون ومحللون يمنيون من أن اطالة أمد الحرب والصراع الذي يشهده اليمن تخدم كل من القاعدة وتنظيم القاعدة وتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) فقط، وتشكل بيئة حاضنة لهما.
وقال الوفد الذي يمثل حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إنه سيغادر الكويت يوم السبت، معلنا بذلك انهيار المحادثات التي مضى عليها أربعة أشهر من المفاضات التي ترعاها الأمم المتحدة مع الحوثيين وحلفائهم.
وقال نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، عبد الله العليمي، "إن المفاضات انتهت بشكل نهائي"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، اعتبر العقيد محمد حزام نائب مدير عام العلاقات والتوجيه المعنوي بوزارة الداخلية اليمنية، في حديث للمشارق، "إن اطالة امد الحرب والصراع لا يخدم الشعب اليمني".
وأكد أن الحرب المستمرة "تخدم فقط الجماعات الارهابية مثل القاعدة وداعش التي استغلت هذه الظروف وحاولت تنفيذ مخططاتها الارهابية بحق الابرياء والجنود والضباط ".
وأوضح حزام أن بيئة الحرب تشكل بيئة تستغلها الجماعات المسلحة "من خلال تكثيف عملياتها بحق من يعارضها [...] وزيادة عملية الاستقطاب لعناصر جدد لناحية الاستقطاب تحت أي مسمى مستغلة الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطنون في ظل استمرار الحرب".
واستدرك قائلا "ليس كل فقير أو محتاج قد ينظم الى هذه الجماعات لكن الفقر قد يكون عاملا مساعدا اذا اجتمع مع عوامل اخرى للانضمام لهذه الجماعات".
تجفيف منابع التطرف
في السياق نفسه، حذر الدكتور يحيى الصرابي الباحث والأستاذ الجامعي في اكاديمية الشرطة بالعاصمة صنعاء، من التداعيات الاقتصادية المستمرة للحرب.
ورأى أن "الحرب والصراع أفقدا الغالبية تقريبا من أعمالهم واغلق العديد من المصانع والاعمال في سائر انحاء البلاد، مما يشكل خطرا اضافيا على الامن عبر سعي الجماعات المتطرفة استغلال الفقر كأحد اسباب زيادة عملية الاستقطاب وزيادة الانشطة الارهابية سواء بمحاولة السيطرة على بعض المناطق، وإن كان مؤقتا، أو زيادة العمليات الانتحارية حيث أن [مدن مثل] عدن والمكلا تشهدان على كثير من هذه العمليات".
وأضاف للمشارق استمرار الحرب معناه أن الجماعات الارهابية مثل القاعدة وداعش ستتمكن من توسيع دائرة أعمالها بسبب انقسامات كثيرة في البلاد.
وأكد الصرابي على أن اتفاق سلام سينهي تلك الانقسامات "ويساهم في لملمة مؤسسات الدولة للعمل على سد الفراغ الامني والتشريعي ومواجهة اية مشاريع تخريبية من أي جماعات ارهابية التي تسرح وتمرح في بيئة الصراع الحالية مخلفة عشرات الضحايا ما بين نتائج عملياتها الارهابية الانتحارية والاغتيالات".
وطالب الأطراف المفاوضة "بتغليب المصلحة الوطنية على مصالحهم ومصالح أحزابهم أو قادتهم بما يخدم الشعب اليمني".
بدوره، قال محمد عزان الباحث في شؤون الجماعات الاسلامي في حديث للمشارق إن الجماعات المسلحة الارهابية، مثل القاعدة وداعش، "تستغل بيئة الحروب حيث إنها تسعى للقتل لتأمين حالة من العصبيات ضد الآخرين باستغلال البعد الطائفي والبعد المناطقي".
ولفت إلى أن تلك الجماعات تعمل على "توسيع نشاطها الارهابي بحق الابرياء وكل من تعتبره معاديا لافكارها [...] لذلك مشكلتنا معهم هي مشكلة المجتمع".
ودعا لإنهاء حالة الصراع "وإيجاد البيئة المستقرة الآمنة من أجل تجفيف منابع الارهاب".
وختم بالقول إن "هذا لن يتحقق إلا باتفاق سياسي ينهي حالة الحرب".