إرهاب

السعودية تكافح خطر الشباب المتأثر بداعش

سلطان البارعي من الرياض

طعن خالد وصالح العريني والدتهما حتى الموت في منزلهما الكائن بالرياض بعد أن اعتنقا عقيدة ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘. [حقوق الصورة لوزارة الداخلية السعودية]

طعن خالد وصالح العريني والدتهما حتى الموت في منزلهما الكائن بالرياض بعد أن اعتنقا عقيدة ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘. [حقوق الصورة لوزارة الداخلية السعودية]

أثار عدد من الحوادث التي وقعت مؤخرا في السعودية مخاوف من أن يكون تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) قد تسلل إلى المجتمع السعودي وأفسد عقول الشباب الأبرياء.

ولقيت الجريمة التي نفذها شقيقان توأمان غضبا عارما في السعودية، حين عمدا في 24 حزيران/يونيو إلى طعن أفراد عائلتهما في منزلهما بحي الحمراء بالرياض، مما أسفر عن مقتل الوالدة وإصابة الوالد والأخ إصابات بالغة نقلا على أثرها إلى المستشفى للعلاج. وتبين لاحقا أن سبب الجريمة هو رفض الوالدة انضمام إبنيها إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) بسوريا.

وعن تفاصيل الجريمة، قال وزير الداخلية السعودي اللواء منصور التركي، إنه "اتضح للجهات الأمنية أن الجانيين قاما باستدراج والدتهما إلى غرفة المخزن ووجها لها عدة طعنات غادرة أدت إلى مقتلها... ليتوجها بعدها إلى والدهما ومباغتته بعدة طعنات، ثم لحقا بشقيقهما سليمان وطعناه عدة طعنات مستخدمين في تنفيذ جريمتهما ساطور وسكاكين حادةً جلبوها من خارج المنزل وضبطت بمسرح الجريمة".

وبعدها، فرّ الشقيقان خالد وصالح العريني، 20 عاما، من المنزل بعد أن استوليا على سيارة أحد المقيمين. وتمكنت الجهات الأمنية لاحقا من إلقاء القبض عليهما في مركز الدلم بمحافظة الخرج.

وأكدت وزارة الداخلية السعودية اعتناق الشابين التوأمين عقيدة داعش التكفيرية.

وكانت السعودية قد شهدت في الماضي القريب حوادث مشابهة.

ففي شباط/فبراير الماضي، قتل الرقيب بدر حمدي صريخ الرشيدي من القوات الخاصة في منطقة القصيم على يد ستة من أقاربه، تباهوا فيما بعد بجريمتهم عبر فيديو بثوه على شبكة الإنترنت وبايعوا فيه زعيم داعش، أبو بكر البغدادي.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، قتل شقيقان متورطان بعدة عمليات إطلاق نار في المملكة، ابن عمهما أحد منتسبي القوات المسلحة.

’جرس إنذار‘

الشيخ أحمد الغامدي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة مكة سابقا، وصف للمشارق الجريمة "بالعمل البشع الذي لا يتصوره عقل، ومن غير الممكن أن يفكر به أي شخص مهما بلغ فيه الانحراف والتطرف والإجرام".

وأضاف أن "هذه الجريمة يجب أن تشكل جرس إنذار حقيقي من المخطط الإجرامي الإرهابي ضد المجتمع"، مؤكدا أن "مقاومة هذا المخطط لن تنجح إلا بمشاركة حقيقية من كافة أبنائه" في مكافحة الفكر المتطرف.

وتابع أن جزءا من المسؤولية يقع على عاتق الأهل لناحية التقرب من أبنائهم ومعالجة أي مشكلات نفسية قد يتعرضون لها، ومشاركتهم أفكارهم وتبادل الحديث معهم بشكل دائم لمنعهم من الانغماس بالأفكار المتطرفة.

ولفت إلى أن الهدف الأساسي من هذه الجرائم التي تحصل هو إثارة "البلبلة في المجتمع السعودي وبخاصة وأن فتاوى داعش تروّج لقتل الأهل والأقارب ورجال الأمن، كما تشجع على تفجير المساجد".

داعش تستهدف الشباب

أما الضابط السابق في الجيش السعودي والملحق العسكري السابق اللواء منصور الشهري، قال إن "تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية يعلمون تماما صعوبة القيام بعمليات إرهابية في المملكة تستهدف المراكز الأمنية أو الشخصيات العامة والمؤسسات الحكومية أو التجارية. لهذا تنشط خلاياه على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع من يتم استمالتهم على القيام بهذه الجرائم الشنيعة ضد المجتمع السعودي".

وأشار الشهري إلى أن جريمة التوأمين "دليل على طاعتهما العمياء للتنظيم والالتزام الكامل والتام بالأوامر والفتاوى الصادرة عنه".

وشدد الشهري على أن السبيل الوحيد لوقف هذه الأعمال الإجرامية يكون بالإبلاغ عن أي توجه متطرف يظهر على أحد أفراد المجتمع، للتصرف قبل وقوع أي جريمة.

بدوره، قال فاضل الهندي المشرف في مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة الملك عبد العزيز، إن الميل إلى العزلة الاجتماعية الذي ظهر عند التوأمين كان مؤشرا إلى توجه مهد الطريق لوقوعهما فريسة لعمليات التجند واعتناقهما الفكر المتطرف.

وأوضح أن بعض التحقيقات الصحافية وإفادات العديد من الأشخاض الذين كانوا على تماس مع التوأمين، تظهر أنهما لم يكونا يخطلتان بجيرانهم ونادرا ما كانا يخرجان إلى العلن ولا يوجد لهما علاقات اجتماعية بعكس الشبان في مثل سنهما.

وأكد الهندي أن "هذه الجريمة لن تروج للتنظيم ولن تساعد على انتشاره في المجتمع السعودي، بل على العكس، نرى من خلال ردود الفعل الغاضبة تجاه ما جرى والتعليقات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضا تاما لما حدث وبخاصة من قبل الشباب الذين ناقشوا الجريمة أياما قبل إدانتها كليا".

وختم كلامه مشيرا إلى أن الاستراتيجيات الأساسية لتجنب وقوع آخرين في فخ داعش هي "نشر الأفكار الصحيحة عن الدين عبر كل الوسائل المتاحة، كالمساجد والمدارس والجامعات ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، وبخاصة بين صفوف الشباب باعتبارهم الفئة المستهدفة بشكل رئيس من قبل تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة".

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

یا دوله الاسلامیه نحن قادمون

الرد

داعش والخطر الارهابي مشكله حقيقيه يواجها العالم العربي والاسلامي وبشكل خاص الشباب لنو داعش مهمتها الاولي تركيزها علي الشباب بي افكارها الخاطيه ومن هذا المنطلق علينا بتوعيه الشباب في الجامعات والمدارس والشباب ولازم نمل وقت الشباب بي الشقل والمشقوليه لنو عدم الشقل بوديهم لي فكر داعشي ارهايبي وخطير

الرد