في أعقاب سلسلة الهجمات الانتحارية التي نفذها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) خلال شهر رمضان المبارك في السعودية، أدان رجال الدين المحليون تجاهل التنظيم التام للشهر المبارك وللروح الحقيقية للإسلام.
وبدأت داعش بتنفيذ هجماتها قبل فجر الرابع من تموز/يوليو واستمرت حتى المساء، متسببةً بمقتل أربعة من رجال الشرطة وإصابة أشخاص عدة آخرين، حسبما ذكرت وزارة الداخلية السعودية.
وأوضحت الوزارة في تقرير أصدرته وكالة الأنباء السعودية أن عناصر الأمن اشتبهت ذلك اليوم قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل في وضع أحد الأشخاص عند تقاطع شارع فلسطين وشارع حائل في جدة بالقرب من مستشفى الدكتور سليمان فقيه.
وذكرت الوزارة أنه عند اقتراب الأجهزة الأمنية للتحقيق معه، فجّر نفسه بحزام ناسف في موقف المستشفى، مما أدى إلى مقتله وإصابة رجلي أمن بجروح طفيفة.
وقرابة الساعة السابعة مساء اليوم نفسه أي قبل حلول موعد صلاة المغرب، اشتبهت الأجهزة الأمنية في وضع رجل كان يمشي باتجاه المسجد النبوي في المدينة المنورة.
وقالت الوزارة إنه فجّر حزامه الناسف عندما حاولت الأجهزة الأمنية إلقاء القبض عليه، مما أسفر عن مقتل أربعة رجال أمن كانوا يستعدون لتناول طعام الإفطار.
وأعلنت الوزارة عبر موقع تويتر أن أربعة شهداء من عناصر الأمن سقطوا فيما أصيب خمسة آخرين نتيجة صدّهم للانتحاري الذي فجّر نفسه بالقرب منهم أثناء توجهه إلى المسجد.
وفي الوقت نفسه تقريباً، استهدف انتحاري آخر مسجد الشيخ فرج العمران في مدينة القطيف الشرقية، مما تسبب بأضرار مادية من دون سقوط ضحايا.
استنكار عام
وفي هذا السياق، قال عادل العصيمي إمام جامع الخير بمدينة الرياض إن "تنظيم داعش الإرهابي وصل إلى قمة الإجرام والابتعاد عن الدين بتفجيراته التي حصلت في المملكة".
وأوضح لموقع المشارق "فيوم التفجير تصادف مع اليوم ما قبل الأخير من شهر رمضان المبارك، حيث تشهد جميع المناطق ازدحاماً كبيراً من المواطنين كما يقبل المواطنون في هذه الفترة بكثافة على المساجد".
وتابع أن "المسجد النبوي وحده كان يستوعب أكثر من مليون مصلي من كل دول العالم عند حصول التفجير بقربه".
وأشار العصيمي إلى أنه في حين أن داعش "كانت في السابق تستهدف المساجد التابعة للطائفة الشيعية لاتهام الطائفة السنية بإشعال الفتنة"، إلا أنها قررت الآن "استهداف الجميع كانتقام من المملكة وشعبها الرافضين للإرهاب الأسود التي تحاول داعش نشره في المنطقة".
وأضاف أن الهجوم على المسجد النبوي الذي يُعتبر من أكثر الأماكن الدينية احتراماً لدى المسلمين، يشير إلى عدم احترام لقدسية الأماكن الدينية.
السعوديون متمسكون بوحدتهم الوطنية
بدوره، أثنى الشيخ هاشم المجحد وهو رجل دين من الطائفة الشيعية في منطقة الاحساء الشرقية، على جهود القوات الأمنية في منع الانتحاريين من دخول المساجد وقتل المزيد من المدنيين.
وقال في حديث للمشارق إن "تنظيم داعش يؤكد يوماً بعد يوم على أنه تنظيم إرهابي هدفه ارتكاب الجرائم وقتل المدنيين والأبرياء من دون أي مراعاة لحرمة الدم أو أي اعتبار إنساني او اجتماعي".
وأضاف أن هذا الأمر واضح من خلال "هجماته الانتحارية الأخيرة التي استهدفت العديد من المواقع الدينية والمدنية وهي مواقع تشهد ازدحاماً كبيراً من المدنيين".
وأشار إلى أن الانفجارات في جدة والمدينة المنورة والقطيف وقعت في مواقف سيارات أي خارج الأماكن المستهدفة، وذلك بفضل التدابير الأمنية المشددة المفروضة.
وتابع أنه كان من الممكن أن يكون عدد الإصابات في صفوف المدنيين أكبر بكثير لو استطاع الانتحاريون الدخول إلى المساجد أو إلى مستشفى فقيه الذي يعد أحد أبرز المستشفيات في المنطقة.
واستدرك قائلاً "بعد مراقبة هذه الأهداف نجد أن الهدف واحد وهو المواطن السعودي مهما كانت طائفته أو انتماؤه [الديني]، وهذه ضريبة يدفعها السعوديون بسبب تمسكهم بالوحدة الوطنية في مواجهة الإرهاب الذي يضرب وطنهم".
ذئاب منفردة
واعتبر جمال النخيفي الرائد في الشرطة السعودية في حديث للمشارق أن أخطر الاعتداءات التي نُفذت في 4 تموز/يوليو كان الهجوم الذي استهدف الحرم النبوي.
وأوضح أنه لو استطاع الإرهابي الوصول إلى الحرم الداخلي للمسجد أو على الأقل إلى أحد مداخله، لكانت الخسائر البشرية وصلت إلى آلاف المصلين.
ولفت للشرفة إلى أن "التدابير السريعة التي قامت بها قوات الأمن ومن بينها منع الخروج [من المسجد ]لفترة وجيزة منعت التدافع خلال خروج المصلين الخائفين وهو أمر كان سيخلف عدداً كبيراً من الضحايا أيضاً".
وأشار إلى أن "العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في المملكة لها بصمات الذئاب المنفردة التي باتت الوسيلة الوحيدة لهذا التنظيم الإرهابي للتحرك وتنفيذ عملياته".
وختم قائلاً إنه بات "من المستحيل" بالنسبة لداعش تنفيذ هجمات بواسطة عدد كبير من المقاتلين في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها الأمن السعودي.
اخبار رائعه وشيئ محفز ان نجد رجال الدين يشجعون لمحاربة داعش
الرد1 تعليق