اعتبر محللون تحدثوا إلى الشرفة، أن دعم إيران للنظام السوري أدى إلى انتشار غير مسبوق للطائفية وسهل انتشار الأفكار والجماعات المتطرفة التي وجدت في بعض المناطق السورية الملاذ الآمن لها.
ورأوا أن الارهاب الذي غذته إيران في سوريا بدأ بالانتشار إلى دول الجوار والعالم مع توسيع المتشددين نطاق أهدافهم المحتملة.
وقال لؤي المقداد رئيس مركز مسارات وعضو سابق في الإئتلاف الوطني السوري، للشرفة إنه من غير الممكن فهم تداعيات التدخل الإيراني والميليشيات التابعة لها، وعلى رأسها حزب الله، على الطائفية.
ولفت إلى أن "النظام الإيراني وميلشياته استخدموا سلاح الطائفية لتجميع الناس وشحنهم في ساحات القتال حيثما يشاؤون".
واعتبر المقداد، وكان الناطق باسم الجيش الحر سابقا، أن تورط إيران في سوريا هو لفرض النفوذ في المنطقة أو بالحد الأدنى لاستخدام تواجدها في سوريا "كورقة ضغط لتحصيل مكاسب في ملفات أخرى عندما يحين الوقت".
وأضاف أنه "من المؤكد أن التدخل الإيراني والمليشيات التي استجلبتها طهران إلى سوريا أطال في عمر نظام بشار الأسد"، مشيرا إلى أن الاتفاق مع الأسد على طريقة "إدارة المعركة خلقت الحالة الارهابية في سوريا والمنطقة".
حزب الله: أداة إيرانية
من جانبه، رأى الصحافي العراقي داود البصري، في كلامه للشرفة أن الحديث عن "التدخل الايراني أو تدخل حزب الله في سوريا لا يمكن أن يكون مجتزأ، فحزب الله ليس إلا اداة بيد السلطات الايرانية".
وبالتالي فإن الحديث يجب أن يكون انطلاقا من التدخل الايراني نفسه في اكثر من منطقة في الشرق الأوسط خصوصا العراق وسوريا ولبنان، وفق ما أكد.
وقال إن "إيران وبعد انتشارها في المنطقة نشرت التطرف الطائفي الذي عزز انتشار الأفكار الارهابية المتطرفة لدى الطرف الآخر، وبالتالي انفجرت المنطقة بسبب التوتر الطائفي الذي لم يسبق له مثيل".
وأوضح داود أن ايران وبعد إرسالها لحزب الله وباقي الفصائل التابعة لها للمشاركة بالعمليات العسكرية في سوريا تسببت بتغيير طبيعة النزاع في سوريا "أصبحت الجماعات الارهابية كالقاعدة وتنظيم ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ (داعش) أطرافا أساسية فيه".
في السياق ذاته، قال الباحث السياسي الدكتور عبد النبي بكار، وهو أستاذ في جامعة الأزهر كلية الشريعة والقانون، للشرفة إن التدخل الإيراني بدأ في سوريا منذ العام 2011، وليس بعد عامين كما تدعي وسائل الاعلام الإيرانية.
ولفت إلى أن الحقيقة كشفت حين خسروا عددا كبيرا من العناصر خلال المواجهات الأولى في العامين 2011 و 2012.
وتابع أنه وبدلا من السماح بتهيئة جو سلمي للحوار السياسي، "تحولت سوريا إلى ساحة كبيرة للمعركة وعانى السوريون من الموت والنزوح لمدة تفوق الخمس سنوات حتى الآن".
نشر الارهاب
وأضاف بكار أن التدخل الإيراني في سوريا أدى إلى تحول النزاع إلى ظاهرة دولية بعد تأسيس قواعد مسلحة متطرفة في عدة مناطق في سوريا.
وذكر أن الضرر من التدخل الايراني لا يقتصر على سوريا وحسب، بل يشمل كافة منطقة الشرق الاوسط والعالم ايضا.
وأشار إلى أنه اصبح للجماعات المتطرفة في سوريا سواء التابعة لداعش أو حزب الله مناطق خاصة بها يتم فيها تدريب المسلحين مما وسع دائرة الحرب وأطال من عمرها.
وقال "اذا ما تمت مقارنة خارطة الارهاب في العالم قبل بدء الحرب في سوريا في عام 2011، وحاليا نجد توسع انتشار الارهاب في سوريا، وبالتالي فانه من غير الممكن القضاء على الارهاب ولو بشكل جزئي الا عبر اجتثاث التدخل الايراني في سوريا والمنطقة".