انضم علماء من مختلف الأديان في البحرين خلال الأسبوع الجاري في شهر رمضان المبارك إلى علماء دين مسلمين، نابذين كل أعمال العنف التي تُرتكب تحت شعار الدين ومسلّطين الضوء على أهمية الصيام في مختلف تقاليدهم الدينية.
وأصدر رجال الدين العشرين بياناً مشتركاً في اجتماع "صيام من أجل السلام" الذي عقد في المعهد الدولي للسلام بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنامة، دعوا فيه أتباع الديانات إلى "الوقوف معاً والإعراب علنا عن الرفض القاطع والتحرك ضد التطرف العنيف وجميع أشكال الطائفية والعداء والإقصاء والتمييز".
واتفقوا على فكرة أنه في حين أن كل دين له تقاليده الخاصة المرتبطة بالصيام، إلا أن الفلسفة التي تقوم عليها هذه الأديان عامة وتشمل القضاء على الفقر والمجاعة وعدم المساواة.
وأكدوا على أن الصيام يعني أيضاً الامتناع عن كل أشكال العنف والاعتداءات والتمييز، داعين المؤسسات التربوية والروحية والثقافية إلى تعزيز "وصايا الصيام من أجل السلام" المكرسة في كل الأديان.
أهمية الصيام
وفي هذا السياق، قال ممثل أتباع الديانة اليهودية في البحرين ابراهيم نونو إن البيان هو "رسالة عالمية للتركيز على أهمية الصيام لدى جميع الأديان في ضبط النفس وإبعادها عن شرور العنف والتطرف".
وأضاف للشرفة أن "البحرين تمتلك مجتمعاً فريداً من نوعه على مستوى العالم في توحيد كافة الأديان على أرض واحدة والعيش في محبة وسلام وخير".
واعتبر أن "أفضل طريقة للوصول إلى الشباب ومنعهم من ولوج ويلات التطرف هي التواصل معهم ومعرفة ما هي احتياجاتهم وزيارة المدارس والجامعات على الدوام لتثقيفهم بمخاطر التطرف والإجابة على كافة تساءلاتهم في هذا الشأن".
بدوره، قال هاني عزيز راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين إن "الصيام ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب".
وأضاف في حديث للشرفة "بل هو عبارة عن اقتسام الرزق مع الفقير وكسر حواجز العبودية والفوقية والتكبر ونشر مبادئ العدل والتقرب [...] لله".
وتابع أن "السلام الداخلي الناجم عن الصيام سيملأ القلوب وتستطيع بعد ذلك نشره للآخرين والعيش بسلام ووئام مع الجميع دون تفرقة أو عنف".
نبذ العنف والتطرف
من جهته، أكد خطيب جامع الخير في البحرين الشيخ صلاح الجودر أن الصيام يهذب النفس ويعزز التواصل بين أفراد العنصر البشري والشعور مع الإنسان المحتاج ويشيع السلام.
وحث الجودر الناس من مختلف الأديان والمذاهب على "الصيام سواء أكان بتكليف إلهي او بإرادة شخصية".
وأوضح في حديث للشرفة أن ذلك يساعد في جعل الإنسان يشعر باحتياجات الآخرين وينبذ العنف والتطرف "بكافة تصنيفاته المقيتة".
وبيّن الجودر أن "جميع المنابر الدينية مطالبة بمواصلة الالتزام بخدمة جميع قضايا السلام من أجل دحر الإرهاب والأفكار المتطرفة".
وأشار إلى أنه يمكن تحقيق ذلك "من خلال تطوير قيم التعليم والمساواة بين الجنسين والحوار بين الأديان مع التمسك بالمفاهيم الكونية للصيام بما في ذلك السعي للقضاء على الفقر والجوع والظلم".