أكد مشاركون في فعاليات مؤتمر عقد مؤخرا في عمان على الدور الرئيس الذي يلعبه الأردن في إعادة إعمار العراق بعد الدمار الذي خلفه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
وهدف مؤتمر إعادة إعمار واستثمار 2016 الذي عقد على مدار ثلاثة أيام بين 21 و24 أيار/مايو، إلى عرض مشاريع البناء الحالية والمستقبلية وفرص الاستثمار في العراق.
ونظّم هذا الحدث اتحاد المقاولين العرب بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة الأردنية، وشارك فيه مسؤولون عراقيون وأردنيون وعرب واقتصاديون وممثلون عن مختلف الشركات الإقليمية.
وقالت السفيرة العراقية في الأردن صفية السهيل للشرفة على هامش المؤتمر، إن "احتياجات العراق من إعادة الإعمار كبيرة، وبخاصة في المناطق المحررة من تنظيم داعش في شمال وشمال غرب العراق بالقرب من الحدود مع الأردن".
وأضافت أن الجيش العراقي نجح بدحر داعش من منطقة الرطبة في محافظة الأنبار، وهو حاليا منخرط في معارك لهزيمة التنظيم في الفلوجة.
وتابعت: "نتوقع تطهير هذه المناطق [من داعش] وإعادة فتح الحدود مع الأردن قريبا جدا".
وأشارت السهيل إلى أن تنظيم داعش خلّف الكثير من الدمار في البنية التحتية، مؤكدة الحاجة إلى مدارس ومرافق صحية ومناطق سكنية لتمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم.
وقالت: "الأردن لديه خبرة طويلة في قطاع الانشاءات ويستطيع أن يلعب دورا كبيرا في عملية إعادة الإعمار".
فرص إعادة الإعمار في العراق
وكشفت السهيل أن المشاركين في المؤتمر استعرضوا فرص التمويل في العراق والمشاريع القائمة والمستقبلية لإعادة إعماره، مشيرة إلى أن القطاع الخاص الأردني يلعب دورا حيويا في هذه المشاريع.
كما بحثوا حاجات العراق في مجالات الصحة والكهرباء، واستعرضوا فرص الاستثمار في قطاع الكهرباء.
وتناولوا حاجة البلديات إلى التمويل ودور البنك المركزي العراقي في تأمين الضمانات للقروض الممنوحة وإمكانيات التعاون مع المصارف العربية، إضافة إلى عرض قانون الاستثمار العراقي والتشريعات الخاصة بالإعمار والاستثمار.
وأشار رئيس اتحاد المقاولين العرب فهد محمد الحمادي إلى أن "قيمة فرص الاستثمار ومشاريع إعادة الاعمار المطروحة في العراق في مجال البنى التحتية والمجالات الأخرى، تصل إلى نحو 22 مليار دولار".
وقال: "على العرب بذل المزيد من الجهد للانخراط في عملية إعادة بناء العراق".
وأضاف أن "هذا الحدث يتيح منصة مهمة لبناء الشراكات وتبادل الأفكار"، مشددا على ضرورة مشاركة مؤسسات التمويل والمصارف الإقليمية في عملية إعادة بناء العراق من خلال توسيع مصادر التمويل اللازم.
وأكد أن الأردن يتمتع باستقرار أمني وسياسي وعلاقات استراتيجية ودبلوماسية متينة مع دول أخرى في المنطقة.
كما يشكل الاردن بوابة للصادارت والواردات العراقية، وفقا له.
الإرهاب ضرب البنية التحتية
من جانبه، قال وزير الأشغال الأردني المهندس سامي هلسة للشرفة، إن قطاع الانشاءات في الأردن يتمتع بخبرة طويلة وواسعة في المشاريع الضخمة، مشيرا إلى أن القطاع الخاص الأردني يستطيع أن يساهم بشكل كبير في إعادة إعمار العراق.
وأضاف "نحن على اتم الاستعداد للمشاركة بشكل كبير في إعادة إعمار العراق وتقديم كل امكانياتنا ومساندتنا لدعم هذه الجهود".
وتابع أن من شأن ذلك مساعدة العراق على استعادة استقراره وأمنه، "خاصة بعد الضرر الذي تعرضت له البنية التحتية بسبب الأعمال الإرهابية".
وأشار هلسة إلى أن قطاع الانشاءات الأردني يساهم بنحو 18بالمائة من الدخل الوطني في المملكة.
وقال إن "المشاركة في إعادة إعمار [العراق] ستلعب دورا حيويا في دعم القطاع وتنشيط الحركة الاقتصادية بين البلدين".
وأردف أن النشاط التجاري تضرر بعد إغلاق العراق لحدوده مع الأردن إثر سيطرة داعش العام الماضي على العديد من المناطق المحاذية للأردن من الجانب العراقي.
أما المهندس سليم كتكت، وهو يعمل في إحدى شركات الإنشاء في القطاع الخاص في عمان فقال إن "المؤتمر فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر والبحث في المشاريع التي من الممكن أن نقوم بها".
وأضاف للشرفة أن العراق مقبل على مشاريع ضخمة في إعادة الإعمار خاصة وأن العديد من المنشآت في قطاع الصحة والتعليم والطاقة والطرق والبنية التحيتية تضررت بشكل كبير خلال المعارك مع داعش.
وختم مؤكدا أن "العراق يشكل فرصة كبيرة للمقاولين العرب للاندماج والمشاركة في إعادة إعمار هذا البلد العريق بتاريخه وحضارته".