سياسة

الدعم الإيراني للحوثيين يطيل أمد الصراع باليمن

نبيل عبد الله التميمي من عدن

يمني يحمل بندقية من طراز كلاشنيكوف مع راية تخرج من ماسورتها وتحمل صورة للزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي، أثناء لقاء عشائري في صنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

يمني يحمل بندقية من طراز كلاشنيكوف مع راية تخرج من ماسورتها وتحمل صورة للزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي، أثناء لقاء عشائري في صنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد محللون للمشارق أن استمرار تهريب إيران للأسلحة لوكلائها في اليمن، وهم الحوثيون (أنصار الله)، قد أطال أمد الحرب في اليمن وسبب معاناة هائلة للشعب اليمني.

وقالوا إن تدخل النظام الإيراني في الصراع الذي طال أمده يهدف أساسا لخدمة مصالحه في المنطقة، مشيرين إلى أن حالة الحرب الطويلة ليست لها أية فائدة على الإطلاق للشعب اليمني.

وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي والصحافي فيصل أحمد للمشارق إن إيران متورطة في تهريب الأسلحة إلى اليمن بواسطة الحرس الثوري الإيراني، فضلا عن خبراء لتركيبها.

وأضاف أن الأسلحة قد استخدمت في استهداف المدنيين والبنية التحتية في دولة السعودية المجاورة التي تدعم حكومة اليمن الشرعية في معركتها ضد الحوثيين، فضلا عن استهداف مواقع في اليمن.

وأكد أن هذا قد أجج التوترات الإقليمية وأطال أمد الحرب التي دخلت الآن عامها الخامس، كما فاقم من معاناة الشعب داخل اليمن.

وأشار أحمد إلى وجود شواهد على أن الحرس الثوري الإيراني قد هرّب السلاح للحوثيين "عبر الجزر في باب المندب وعبر قوارب الصيادين الصغيرة".

وذكر أن ذلك يهدف إلى تنفيذ أجندة إيرانية لا تخدم مصالح الشعب اليمني، وأنه عرّض في الواقع حياة الصيادين اليمنيين للخطر.

وأكد أن أفعال إيران قد زادت من معاناة الشعب اليمني "على كافة المستويات".

النزعة التوسعية الإيرانية

بدوره، قال المحلل السياسي وضاح الجليل إنه من خلال دعم إيران للحوثيين، وقد شمل إمدادهم بالصواريخ والطائرات المسيرة، تريد إيران توسيع نفوذها في شبه الجزيرة العربية.

وأضاف في حديث للمشارق أن ضرب أهداف للحكومة اليمنية وإطلاق صواريخ على الأهداف المدنية في السعودية "لا يخدم إلا مصالح إيران"، مشيرا إلى أن الحوثيين "يعتبرون أداة من أدوات إيران في المنطقة".

وأشار الجليل إلى أن تهريب إيران المستمر للأسلحة لليمن يهدف إلى تحويله إلى "قاعدة عسكرية لضرب مصالح الدول المناوئة لها في المنطقة والحصول على منطقة مطلة على البحر الأحمر".

وأوضح أن "سيطرة الحوثيين على بعض هذه المناطق يعزز من نفوذ الإيرانيين وقدرتهم على ضرب خطوط الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر".

تهريب الأسلحة

من جانبه، قال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية في حديث للمشارق إن "الحرس الثوري الإيراني قد خصص وحدات خاصة لتهريب الأسلحة لميليشياته في المنطقة، بما في ذلك جماعة الحوثيين في اليمن".

وأضاف أن هذه الوحدات نجحت في تهريب أجزاء الصواريخ وأيضا تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى اليمن، مع تهريب مهندسين إيرانيين للإسهام في تركيب هذه الأسلحة وتدريب الحوثيين على استخدامها.

وأكد أن الخبراء الإيرانيين أنشأوا مصانع في اليمن لتصنيع الأجزاء الكبيرة من هذه الأسلحة التي يصعب تهريبها إلى داخل البلاد، والتي يمكن تصنيعها بتكلفة أقل في اليمن.

وأشار محمد إلى أن استخدام الحوثيين للأسلحة الإيرانية يؤدي إلى إطالة فترة الحرب، مضيفا أن "كل هذا لخدمة مصالح إيران".

هذا وقد تسببت الحرب في معاناة لا توصف للشعب اليمني، انعكست في النزوح الداخلي والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية وتعطل الخدمات بما في ذلك المدارس، إلى جانب نقص الغذاء والبطالة.

كما تم تدمير القطاعين العام والخاص في البلاد، وانخفضت قيمة العملة وتمزقت الأسر بسبب الفقر، مما ساهم في زيادة ظاهرة تجنيد الأطفال.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500