سياسة

ناقلة النفط الإيرانية تصل إلى ميناء طرطوس في سوريا

وليد أبو الخير من القاهرة ووكالة الصحافة الفرنسية

صورة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر فيها ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1 قبالة الساحل السوري بالقرب من ميناء طرطوس. [الصورة من ديجتال غلوب، نشرها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون على تويتر]

صورة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر فيها ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1 قبالة الساحل السوري بالقرب من ميناء طرطوس. [الصورة من ديجتال غلوب، نشرها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون على تويتر]

قال خبير في الشؤون الإيرانية للمشارق، إن إصرار إيران على تسليم النفط علنا إلى سوريا يمثل تحديا لا لبس فيه للمجتمع الدولي بعد العقوبات التي فرضها على كلا البلدين.

وأظهرت صورا التقطتها الأقمار الصناعية مساء الأحد، 18 أيلول/سبتمبر، أن الناقلة الإيرانية أدريان داريا 1 (سابقا غريس 1) قد وصلت إلى ميناء طرطوس السوري.

وسعت الناقلة إلى شق طريقها باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط منذ إطلاقها من منطقة جبل طارق البريطانية في 18 آب/أغسطس، بعد احتجازها مدة ستة أسابيع للاشتباه بأنها كانت تنقل نفطا إلى سوريا.

وكانت قوات أمن جبل طارق قد اعترضت الناقلة العملاقة بمساعدة مشاة البحرية الملكية البريطانية قبالة ساحل جبل طارق يوم 4 تموز/يوليو، وذلك للاشتباه في شحنها 2.1 مليون برميل من النفط إلى سوريا في عمل يعد خرقا للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.

وصلت ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1 قبالة ميناء طرطوس على الساحل السوري يوم 8 أيلول/سبتمبر. [حقوق الصورة لصفحة الشركة العامة لميناء طرطوس على موقع فيسبوك]

وصلت ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1 قبالة ميناء طرطوس على الساحل السوري يوم 8 أيلول/سبتمبر. [حقوق الصورة لصفحة الشركة العامة لميناء طرطوس على موقع فيسبوك]

وعلى الرغم من محاولة قانونية أميركية دامت 11 ساعة لإبقائها قيد الاحتجاز، أصدرت محكمة جبل طارق أمرا بالإفراج عنها في 15 آب/أغسطس بعد أن تلقت ضمانات خطية من إيران بأنها لن تتجه إلى بلدان تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية الناقلة على القائمة السوداء بموجب أمر لمكافحة الإرهاب، معتبرة أنها "ممتلكات محظورة" وأن "أي شخص يقدم الدعم لأدريان داريا 1 يواجه خطر إصدار عقوبات بحقه".

وفي 18 آب/أغسطس، أبحرت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط رافعة العلم الإيراني وتحت اسم جديد هو أدريان داريا.

تعتيم إيراني

في غضون ذلك، لم تعلن إيران رسميا عن وجهة السفينة ونفت مرارا وتكرارا أنها تقصد سوريا، على الرغم من أنها كانت تتجه شرقا.

وفي تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي نشرها يوم الجمعة مع صور التقطت عبر الأقمار الصناعية، زعم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن أدريان داريا 1 وصلت إلى طرطوس.

في المقابل، نقلت وسائل إعلام حكومية في إيران عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي يوم الأحد قوله، إن الناقلة رست على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وتفرغ حمولتها دون أن يحدد بالضبط مكانها.

ونفت طهران أن تكون قد قدمت أي تعهد بشأن وجهة السفينة.

وأضاف موسوي يوم الأحد، أن أدريان داريا 1 "قد وصلت إلى وجهتها وباعت النفط الذي تحمله"، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

ولم يفصح موسوي إذا ما كانت الناقلة قد أفرغت حمولتها.

واكتفى بالقول أنها "في البحر الأبيض المتوسط"، قبالة سواحل بلد لم يذكر اسمه.

وكانت إيران قد أعلنت الشهر الماضي أنها "باعت النفط" وهو على ظهر الناقلة، وأن الشاري سيحدد وجهتها دون أن تكشف عن هويته.

لكن خدمة تعقب الناقلات البحرية أكدت مساء الأحد أن أدريان داريا 1 موجودة قبالة ميناء طرطوس على الساحل السوري، لكنها لم تفرغ بعد حمولتها من النفط.

عمل ينم عن تحدي

وتعليقا على هذه التطورات، قال الخبير في الشؤون الإيرانية فتحي السيد للمشارق، إن "وصول ناقلة النفط الايرانية إلى السواحل السورية كان متوقعا رغم الوعود الإيرانية بأنها لن تتوجه إلى هناك".

وأشار إلى تقارير سابقة أفادت أن الوجهة المعلنة وتلك المشتبه بها لأدريان داريا 1 قد تغيرت مرات عدة منذ إطلاقها من جبل طارق، متهما النظام الإيراني بالتلاعب بالوقائع لتحقيق أهدافه.

وأضاف أن "الإصرار الإيراني على تسليم النفط إلى سوريا هو تحدي واضح وصريح لإرادة المجتمع الدولي، الذي فرض عقوبات على النظام في سوريا بسبب جرائمه المتواصلة ضد الشعب السوري".

وتابع السيد أن العقوبات المفروضة على إيران تضع قيودا صارمة على تصدير النفط الإيراني، وبالتالي يعتبر تسليم النفط إلى سوريا مخالفة مضاعفة من قبل الجانب الايراني قد تعرضه للمزيد من العقوبات.

وأكد السيد أن النظام الإيراني مصمم على المضي قدما في مخططاته التوسعية كما في دعم النظام السوري وتغذية الخلافات التي تطيل أمد الحرب، في وقت يعيش فيه الشعب الإيراني ضائقة داخلية حادة.

وأوضح أن ثرواتهم تحول إلى خارج البلاد لدعم أجندة الحرس الثوري الإيراني، فيما يشهد الاقتصاد الايراني انهيارا يترافق مع ارتفاع في أسعار السلع وندرة في فرص العمل.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500