إرهاب

الحوثيون يتبرعون لحزب الله مع تقلص التمويل الإيراني

نبيل عبدالله التميمي من عدن

تتلقى مكاتب البريد في اليمن تبرعات في المناطق الخاضعة للحوثيين دعما لحزب الله في لبنان. [هيثم محمد/المشارق]

تتلقى مكاتب البريد في اليمن تبرعات في المناطق الخاضعة للحوثيين دعما لحزب الله في لبنان. [هيثم محمد/المشارق]

يرسل اليمنيون الذين يدعمون الحوثيين (أنصار الله) التبرعات إلى حزب الله اللبناني في إطار حملة تبرعات جديدة، بالرغم من أن بلدهم وشعبهم بحاجة ماسة إلى المساعدات.

ونقلت وسائل إعلام محلية أن ما يقدر بـ 132 ألف دولار أرسلت إلى مكاتب بريد في مناطق يمنية خاضعة للحوثيين منذ أيار/مايو، وذلك بموجب الحملة المتواصلة لدعم حزب الله.

يُذكر أن الحوثيين وحزب الله مدعومان كليهما من إيران.

وتم الترويج للحملة عبر وسائل الإعلام وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن التابعة للحوثيين أو الخاضعة لسيطرتهم، وعبر ملصقات تم نشرها في مكاتب البريد.

صورة التقطت في 23 حزيران/يونيو تظهر حزم مساعدات طبية منتهية الصلاحية من برنامج الغذاء العالمي في صنعاء. وقد أعلنت المنظمة ʼالتعليق الجزئيʻ لعمليات تسليم المساعدات للمدينة الخاضعة للحوثيين، مشيرة إلى مشاكل مرتبطة بـ ’تحويل المواد الغذائية‘ عمن هم بأمس الحاجة إليها. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 23 حزيران/يونيو تظهر حزم مساعدات طبية منتهية الصلاحية من برنامج الغذاء العالمي في صنعاء. وقد أعلنت المنظمة ʼالتعليق الجزئيʻ لعمليات تسليم المساعدات للمدينة الخاضعة للحوثيين، مشيرة إلى مشاكل مرتبطة بـ ’تحويل المواد الغذائية‘ عمن هم بأمس الحاجة إليها. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

وفي ظل جمع الحوثيين التبرعات لحزب الله، قالت الأمم المتحدة إن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن بلغت 28 في المائة حتى منتصف العام 2019، مما يعكس تراجعا في التمويل المخصص للأنشطة الإغاثية.

وتمت المطالبة بـ 4.19 مليار دولار لتوفير الدعم الإنساني للشعب اليمني في العام 2019، إلا أنه لم يتم تسليم إلا 1.18 مليار منها حسبما ذكرته الأمم المتحدة، لافتة إلى أن أكثر من 24 مليون يمني هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

ويشكل ذلك أكثر من 80 في المائة من سكان البلد الذي مزقته الحرب.

العقوبات أضرت بأذرع إيران

وفي هذا السياق، قال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان للمشارق إن جمع الحوثيين للتبرعات لصالح حزب الله ليس بالأمر المستبعد، "لأن التعاون بين الحوثيين وحزب الله واضح".

ولكن أضاف برمان أن الغرابة تكمن في فكرة أن الحوثيين يجمعون التبرعات ويرسلونها إلى حزب الله "لممارسة اعمال العنف والإرهاب في سوريا وفي مناطق أخرى"، في حين أن العديد من سكان البلاد هم على شفير المجاعة.

وتابع "أعتقد أن المبلغ رمزي والهدف من الإعلان عنه هو إرسال رسالة مفادها أن اليمنيين يقفون مع حزب الله ومع إيران".

وأضاف "أنا على يقين أن جمع التبرعات [هو] إجباري بالنسبة لأعضاء الجماعة الحوثية، بالإضافة إلى الجبايات التي فرضت إجباريا على التجار، مع تأكيدي أنه لا توجد تبرعات من عامة الناس".

وفي هذا الإطار، قال محمد صالح وهو موظف بريد استخدم اسما مستعارا خوفا على سلامته، في حديث للمشارق إن التبرعات المرسلة إلى حزب الله "تفوق بأضعاف" قيمة راتب الموظف العادي "الذي يعيش منذ قرابة السنتين بدون راتب".

فتم خفض أو تعليق رواتب القطاع العام إلى حد كبير منذ سنوات في المناطق الخاضعة للحوثيين، الأمر الذي يساهم في رفع الفقر والمجاعة إلى مستويات غير مسبوقة ويجعل المواطنين عاجزين عن توفير المال.

من جانبه، انتقد وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل عبدالحفيظ الوضع لافتا إلى أن "الحوثيين يجمعون التبرعات لحزب الله اللبناني، بينما الأمم المتحدة تجمع التبرعات لإغاثة الشعب اليمني".

وأضاف للمشارق أن المبادرة متبادلة بين الحوثيين وحزب الله، إذ أن حزب الله يجمع علنا التبرعات لصالح الحوثيين في لبنان.

وأشار إلى أنه تم تكثيف هذه الحملة منذ أن أبلغت إيران الطرفين بتخفيض دعمها المادي لهما، قائلا إن العقوبات أثرت على قدرتها في تمويل الميليشيات التابعة لها في المنطقة.

كذلك، أشار إلى أنه تم نشر صناديق تبرعات في طهران لتشجيع الشعب الإيراني على دعم الحوثيين وحزب الله، مع أنه يعاني أيضا من الوضع الاقتصادي المتردي نتيجة القرارات التي اتخذتها قيادة البلاد.

"وأكد أن "الحوثيين يجمعون التبرعات من أجل إيذاء الأمة العربية والداخل اليمني"، لافتا إلى أن الميليشيا تمنع في الوقت عينه وصول المساعدات إلى الشعب اليمني.

الحوثيون يضعون إيران قبل اليمن

وأوضح برمان أن العقوبات المفروضة على إيران "أدت إلى تقلص دعمها لحزب الله، حيث كانت تقدم كافة المصرفات والرواتب للحزب".

وتابع أن "العقوبات الدولية التي فرضت على إيران أدت الى تقليص الدعم بشكل كبير عن حزب الله وهو ما جعل إيران توجه الحوثيين لدعم حزب الله ليتمكن من مواصلة أنشطته".

وبدوره، ذكر المحلل السياسي رشاد الشرعبي أن الحوثيين يجمعون التبرعات لحزب الله، "بينما الشعب اليمني يعاني أزمة اقتصادية يعيشون فيها بسبب انقلاب الحوثيين وإصرارهم على الاستمرار في الحرب".

وقال للمشارق إن ذلك يؤكد "تبعية [الحوثيين] لإيران وأنها تهتم لحال حزب الله على حساب أحوال الشعب اليمني الذي يعاني الكارثة".

وأضاف الشرعبي أن الحوثيين يركزون على تنفيذ الأجندة الإيرانية "على حساب أولويات اليمن ومصالحه وسيادته واستقلاله ووحدته ومعاناة شعبه المنكوب".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500