أمن

الحرس الثوري الإيراني يسعى لفتح طريق برية عبر البوكمال

وليد أبو الخير من القاهرة

قافلة من الحافلات تدخل سوريا عبر معبر حدودي يخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني تحت ذريعة زيارة الأماكن المقدسة. [صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي]

قافلة من الحافلات تدخل سوريا عبر معبر حدودي يخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني تحت ذريعة زيارة الأماكن المقدسة. [صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي]

أكد خبراء لديارنا أن الحرس الثوري الإيراني يسعى إلى توسيع نفوذه عبر السيطرة على مناطق حيوية على الحدود السورية والعراقية، واضعًا نصب عينه هدفًا نهائيًا وهو إقامة طريق بري عابر للحدود الإقليمية.

وأوضحوا أن طريقًا كهذا سيسهل حركة قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه، وسيمكنه من نقل الأسلحة والذخيرة وإمدادات أخرى إلى مواقعه المختلفة.

وبغرض تحقيق هدفه، قال المحامي السوري بشير البسام لديارنا، بات الحرس الثوري الإيراني وحلفاؤه يسيطرون بشكل كامل على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور السورية بسبب موقعها الاستراتيجي بالقرب من الحدود العراقية.

وأوضح أنه بالإضافة إلى المعبر الرسمي الذي يربط المدينة السورية ببلدة القائم الحدودية العراقية، أقام الحرس الثوري الإيراني لأغراضه الخاصة نقطة تفتيش عسكرية ومعبرًا حدوديًا ثانيًا في نفس المنطقة.

خطوط سكة حديد إيرانية بالقرب من الحدود العراقية تنتظر إنجاز أعمال البناء لتصل مباشرة إلى مدينة البصرة في العراق. [صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي]

خطوط سكة حديد إيرانية بالقرب من الحدود العراقية تنتظر إنجاز أعمال البناء لتصل مباشرة إلى مدينة البصرة في العراق. [صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي]

ونقلًا عن شهود عيان، أكد بسام أن هذا المعبر يخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني الكاملة بعيدًا عن أية رقابة للنظام السوري، ما يسمح، وفقًا له، "بمرور شاحنات مدنية وعسكرية وحافلات تنقل المسلحين بكل حرية".

تهجير قسري للسكان

وأشار إلى أن أهالي البوكمال هجروا قسريًا على أيدي الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية له، والتي ما تزال تمارس "جميع أنواع الضغوط لإفراغ المنطقة من أهلها واستبدالهم بعائلات عناصر قوات الحرس".

وأدى هذا الأمر إلى إقامة طوق أمني يحيط بالمعبر الجديد.

ولفت البسام إلى أن البوكمال تعتبر المنطقة الوحيدة التي يمكن للحرس الثوري الإيراني من خلالها "تنفيذ حلمه بربط المناطق التجارية الإيرانية بالبحر الابيض المتوسط" عبر العراق وسوريا.

وأضاف أن قوى أخرى تسيطر على باقي الخط الحدودي بين العراق وسوريا، وهذا ما يفسر "استماتة الحرس الثوري لإحكام قبضته على البوكمال وإخراج جميع القوى العسكرية الأخرى منها حتى تلك التابعة للنظام".

وفي حديث لديارنا، قال شيار تركو المتخصص في شؤون الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني إن الحرس يسعى للسيطرة على المعابر البرية بين إيران والعراق لإقامة خطوط إمداد لميليشياته في المنطقة وتأمين خطوط انتقال عناصره وعمليات استبدالهم.

وتابع أنه "في ظل الرقابة الصارمة المفروضة على حركة الطيران وارتفاع تكلفتها مقارنة بالنقل البري، أصبحت هذه المعابر حيوية".

من جانبه رأى الخبير العسكري والاستراتيجي يحيى محمد علي أن القدرة على التنقل برًا بين طهران والساحل السوري عبر العراق "تسمح للحرس الثوري بالالتفاف على بعض العقوبات المفروضة عليه وعلى حركة استيراد البضائع وتصديرها".

وأوضح لديارنا أن إيران تعتمد بشكل كبير على حركة النقل البحري، وبالتالي فإن وصول البضائع الإيرانية إلى العراق ومنها إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط "سيكون ركيزة أساسية للحركة التجارية ومصدرًا مهمًا للعملة الصعبة".

خطة ربط عبر السكة الحديدية قيد الإعداد

وبالإضافة إلى خطة إقامة طريق بري يربط إيران بالساحل السوري عبر محافظتي الأنبار العراقية ودير الزور السورية، قال علي إن إيران تأمل في إقامة خط سكة حديد يصل إلى سوريا عبر ميناء البصرة العراقي.

وأردف أن إيران تسعى إلى ربط مدينة شلمجة الإيرانية في محافظة خوزستان بمدينة البصرة عبر سكة حديد بطول 32 كلم، ثم ربط هذه الأخيرة بميناء اللاذقية السوري.

وأكد أن الحرس الثوري يسيطر بشكل تام على المشروع من خلال مؤسسة بنياد المستضعفين التابعة له.

وختم قائلًا إنه إذا تسنى لهذا المخطط أن يرى النور، فسيسهل عملية تزويد المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق ولبنان بالأسلحة، كما سيغرق الأسواق بالبضائع الإيرانية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500