أمن

لبنان يطلق حملة للتوعية حول مخاطر التطرف الإلكتروني

جنيد سلمان من بيروت

صورة لأحد الكتيبات التي أصدرتها المديرية العامة للأمن العام ضمن حملة التوعية حول تهديدات الفضاء السيبراني. [المشارق]

صورة لأحد الكتيبات التي أصدرتها المديرية العامة للأمن العام ضمن حملة التوعية حول تهديدات الفضاء السيبراني. [المشارق]

يسعى لبنان إلى رفع التوعية حول مخاطر الفضاء السيبراني مع مواصلة الجماعات المتطرفة تجنيد الشباب عبر الإنترنت.

وكان الأمن العام اللبناني قد أطلق في أيار/مايو حملة للتوعية على مخاطر الفضاء السيبراني تحت عنوان "حتى ما تكون الضحية"، يشارك فيها القطاع التربوي ومنظمات المجتمع المدني.

وقال مدير عام الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، إن الحملة "تهدف أولا إلى التوعية والتربية وثانيًا إلى حماية لبنان ومؤسساته وشعبه من مخاطر الفضاء السيبراني".

وأكد على أهمية توعية الرأي العام على خطورة التهديدات السيبرانية التي تطال "مختلف جوانب الحياة، بدءا من الحياة الشخصية اليومية وصولًا إلى تجنيد عملاء وإرهابيين".

وكشف أن المديرية العامة للأمن العام نجحت خلال السنوات الماضية في توقيف عشرات الأشخاص من الذين جندتهم الجماعات الإرهابية عبر الإنترنت.

من جهتها، اعتبرت وزيرة الداخلية والبلديات اللبنانية، ريا الحسن، أن الأطفال هم الفئة الأكثر استهدافًا للجرائم السيبرانية ومحاولات الابتزاز والتلاعب بسبب سهولة استغلال براءتهم.

ودعت إلى حماية الأطفال عبر إحاطتهم بشبكة توعية أساسها مساعدة الأهل على بناء علاقة صداقة مع أبنائهم، مشيرة إلى أن الانترنت ساهم في تغيير العالم ودخل كل منزل.

وأدى هذا الأمر وفقًا لها إلى أنواع جديدة من الجرائم التي تتطور أساليبها بوتيرة سريعة توازي سرعة التقدم التكنولوجي.

وأصدرت المديرية العامة للأمن العام ضمن هذه الحملة كتيبًا يستهدف المدارس والجامعات ويحمل عنوان "أمن المعلومات والتوعية من المخاطر".

مراقبة تجنيد إرهابيين

وأوضح مصدر في المديرية العامة للأمن العام في حديث للمشارق أن الجرائم الإلكترونية معقدة وتتخذ أشكالًا عدة "بينها تجنيد الارهابيين".

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "المديرية العامة للأمن العام اكتشفت مؤخرًا العشرات من الأشخاص الذين وقعوا ضحية محاولة التجنيد لصالح الجماعات الإرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع أنه بالاستناد إلى الدور الذي لعبته المديرية العامة للأمن العام في مكافحة الإرهاب والتطرف، أطلقت حملة توعية لتجنيب المواطنين الوقوع في فخ التجنّد لصالح الجماعات الإرهابية عبر الإنترنت.

وأشار إلى أن الحملة تطلع الناس على كيفية تحصين أنفسهم ضد محاولات التجنيد عبر الإنترنت، وتسمح لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمعرفة المواقع والحسابات المشبوهة.

وأردف أن هذه التوعية تساعد الناس على تجنب الوقوع ضحية هذه المواقع، كما "تساعد المواطنين على الإلمام بالأساليب المتبعة واستخدام شبكة الانترنت بوعي ومسؤولية".

وقال إن الحملة تركز على القطاع التربوي والإعلامي لأن العدد الأكبر من ضحايا الجرائم الإلكترونية هم من الجيل الناشئ.

وعمدت المديرية العامة للأمن العام إلى تنظيم محاضرات وندوات بالتنسيق مع إدارات الجامعات والمدارس، يتفاعل خلالها الطلاب والهيئات التعليمية مع فريق من المديرية مختص في الوقاية من الجرائم السيبرانية.

ونشرت المديرية أيضًا على موقعها الرسمي شريطًا مصورًا تحت عنوان "حتى ما تكون ضحية"، وهي تعول على التعاون مع القطاعين التربوي والإعلامي لدورهما الرئيس في نجاح الحملة.

عين ساهرة على الشباب

أما الأخصائية في علم النفس التطبيقي منى فياض، فقالت للمشارق إن مراقبة المواقع المشبوهة عملية ضرورية لمعرفة من يديرها وينشر عبرها صورًا وأشرطة مصورة ومواد تحريضية أخرى.

وذكرت أن "بناء علاقة ثقة بين الأهل والأبناء هو أمر ملح نظرًا لدور الأهل في توعية أبنائهم"، مشددة على إلزامية أن يراقب الوالدين نشاط أولادهم على شبكة الانترنت.

وبالإضافة إلى أهمية توعية الأهل بمخاطر الفضاء السيبراني، دعت فياض الأجهزة الأمنية إلى الإعلان عن المواقع وحسابات التواصل الاجتماعي الخطرة وتحذير الناس منها.

وأشارت إلى أهمية دور المدارس في متابعة الطلاب وإلى حاجة المراهقين للمتابعة وتبادل النقاش معهم، بما في ذلك أولئك المتسربين من المدرسة لأسباب مختلفة.

وفي حديثه للمشارق، اعتبر الخبير العسكري خليل حلو أن "المراهقين والاطفال هم من يتم استدراجهم عبر الانترنت، أما البالغين والذين يمتلكون ميولًا للتطرف فهم من يبحثون بأنفسهم عن مواقع المتطرفين والإرهابيين".

ولفت الى أن التنظيمات الإرهابية تسعى إلى تجنيد الأشخاص الذين لديهم ميول مسبقة نحو الأفكار المتشددة.

يذكر أن لبنان يعمل على وضع استراتيجية وطنية للأمن السيبراني تهدف إلى حماية شعبه ومؤسساته العامة والخاصة.

ومن المفترض إنجاز هذه الاستراتيجية قريبًا، ويتوقع أن تعزز دور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500