أمن

الولايات المتحدة والأردن يعززان الأمن عبر مناورات واسعة النطاق

نور صالح من عمّان

دبابات تتقدم بالقرب من مدينة معن الأردنية خلال المناورات العسكرية المشتركة لأسد المتأهب للعام 2017، في 17 أيار/مايو 2017. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

دبابات تتقدم بالقرب من مدينة معن الأردنية خلال المناورات العسكرية المشتركة لأسد المتأهب للعام 2017، في 17 أيار/مايو 2017. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال مسؤولون عسكريون أميركيون وأردنيون إن الأردن والولايات المتحدة يتعاونان بصورة وطيدة من أجل معالجة التهديدات الأمنية المشتركة وتنظيم تمارين عسكرية واسعة النطاق تشكل رادعا للمتطرفين والجهات الإقليمية الخبيثة.

ومن الجانب الأميركي، اتخذ هذا التعاون طابعا رسميا من خلال برنامج الارتباط العملياتي في الأردن، ومع مناورات الأسد المتأهب للعام 2019 التي ستنطلق في آب/أغسطس المقبل وستستمر حتى أيلول/سبتمبر.

وقالت الكابتن في الجيش الأميركي إيرين هيلت إن الأردن سيستضيف 30 دولة شريكة لمناورات الأسد المتأهب 2019، علما أن هذه أكبر مشاركة يتم تسجيلها لدول شريكة حتى اليوم.

وذكر مسؤول أردني أن هذا التمرين السنوي شهد في السنوات الماضية مشاركة 18 دولة و15 ألف مشارك، بما في ذلك 8000 جندي أميركي.

وأوضحت هيلت للمشارق أن "هذه مناورة تدريبية دولية واسعة النطاق تجري في الأردن، وتمنح فرصة لأصدقاء المملكة وحلفائها حول العالم بالمشاركة كجبهة موحدة للتدريب".

وقالت إن التمرينات "التي تركز على العمليات والتي هي متعددة الأطراف"ستستضيفها القوات المسلحة الأردنية، بدعم منسق من القوات المسلحة الأميركية.

وذكرت أنها ستركز على "دمج القوات الشريكة في سيناريو قتالي غير تقليدي، مع التركيز على التهديدات المحلية غير المباشرة ومكافحة الإرهاب وتكامل الدفاع الصاروخي الجوي وأمن الحدود والعمليات البحرية".

تلبية المتطلبات الدفاعية

وفي هذا السياق، قال العميد هشام خريسات مدير هيئة الاتصالات الخاصة للمشارق إن مناورات "الأسد المتأهب" صممت لمعالجة التغيرات الاستراتيجية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأضاف أنها تهدف إلى تلبية متطلبات كل الدول المشاركة وضمان جهوزية القوات المسلحة الأردنية.

ولفت إلى أن هذا التمرين يمثل "فرصة كبيرة للقوات المسلحة الأردنية لاختبار القدرات الدفاعية العملياتية في مختلف المسارح".

وأوضح أن هذه الأخيرة تشمل مكافحة الإرهاب ومسك أمن الحدود والأمن البحري والاستجابة للكوارث وتأمين المساعدات الإنسانية.

وتابع أن "تمرين الأسد المتأهب يعتبر من أهم التمارين على المستوى الإقليمي نظرا لحجم الفعاليات والخطط والدراسات التي تنفذ وتبادل الخبرات العسكرية بين المشاركين".

وأشار إلى أنه يشمل مناورات برية وجوية وبحرية وتدريبات حول كيفية التعامل مع هجمات كيميائية وكيفية التدخل لتأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.

وذكر أنه يشمل أيضا تدريبا على استخدام مقاتلات ف-35، إضافة إلى اختبار لفعالية نشر منظومة صواريخ باتريوت أرض-جو.

وأكد أن هذا التمرين المشترك يهدف إلى تلبية "المتطلبات العملياتية والتدريبية واللوجستية الخاصة بالقوات المشاركة، مع التركيز على العمليات المدنية العسكرية والدور الإنساني".

ولفت إلى أنه يشمل أيضا تدريبا على طرق التعاون والتنسيق مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية.

وأضاف أنه يضم تبادلا للدروس المستفادة من الحروب الحديثة وطبيعة التهديدات غير التقليدية التي تواجه الأمن الدولي.

ʼتوطيد الشراكاتʻ

ومن جهتها، ذكرت هيلت أن سيناريوهات "الأسد المتأهب" ستتراوح بين العمليات الحربية التقليدية المعقدة وتكامل العمليات الخاصة والعمليات الاستخبارية القوية، وستشمل اختبارات برية وجوية وبحرية للقوة العسكرية.

وتابعت أن أهداف هذا التمرين تضم "توطيد الشراكات بين الأردن والولايات المتحدة والتحالف"، والتنسيق العسكري بين هذه الجهات.

وأضافت أن مكونات الأمن الحدودي والبحري مصممة لتطوير قدرة مشتركة بين الوكالات للاستجابة للتهديدات الأمنية والأزمات الداخلية.

وأضافت أنه من المتوقع أيضا أن "يعزز [التدريب] فعالية العمليات الاستخبارية والاتصالات الاستراتيجية وقدراتها، مع تعزيز جهوزية القوات المشتركة".

وأكدت أن كل الجهات المشاركة في "الأسد المتأهب" للعام 2019 "ستثبت قدرتها وخبرتها في الانتشار في أي ركن من العالم بكامل قوتها، من أجل دعم بعضها البعض في هذه البيئة المتنوعة والمتطلبة".

وقالت إن المشاركين سيواجهون هذا العام "سيناريو معقدا ومليئا بالتحديات"، إذ أن التدريبات تشمل مهمات ضد الجماعات المتطرفة العنيفة والجهات المعارضة المحلية ضمن بيئة جغرافية صعبة.

ʼالمنطقة تواجه تهديدات حقيقيةʻ

وتابعت هيلت أن "المنطقة تواجه تهديدات حقيقية"، مشددة على أن "أمن الأردن وأمن شركائنا لطلما كان أولوية بالنسبة لنا".

وأوضحت أن هذه التهديدات تشمل المخاطر التي تطال الملاحة في المياه الدولية وما يظهر من فقدان سيطرة لبعض الدول تجاه أذرعة تتحرك بالنيابة عنها، "الأمر الذي يعرض سلامة وأمن أصدقائنا وشركائنا للخطر".

وقالت إن "الأسد المتأهب" للعام 2019 سيدمج "عمليات قوية ومبتكرة ضد التهديدات التي تمثلها الصواريخ البالستية والحرب البحرية والميليشيات المارقة والجهات الفاعلة الحكومية وأي تهديدات أخرى نواجهها".

وأشارت إلى أن تمرينا نفذ سابقا هدف أيضا إلى تعزيز الأمن الإقليمي.

وقالت إنه في مطلع شهر أيار/مايو، نشرت الفرقة الخاصة سبارتن التابعة للقيادة المركزية للجيش الأميركي، مركز القيادة التكتيكية التابع لها بالكامل في قاعدة الأزرق الجوية في الأردن لتنفيذ تمرين جهوزية الانتشار للحالات الطارئة.

يُذكر أن الفرقة الخاصة سبارتن لها وجود عسكري أميركي في الشرق الأوسط والخليج من خلال عملية درع سبارتن التي تسعى إلى تعزيز العلاقات الدفاعية الإقليمية.

وقالت هيلت إن التمرين أظهر قدرة الجيش على نشر مركز قيادة كامل في الحالات الطارئة ومن دون سابق تحضير في أي جزء من المنطقة، موفرا دعما سريعا وفعالا لحلفاء الولايات المتحدة.

وأكدت "كما سيفعل الأسد المتأهب، أثبت تمرين جهوزية الانتشار للحالات الطارئة أن الولايات المتحدة وشركاءها لديها القدرات التعاونية اللازمة لتأمين قيادة عملياتية في الوقت الحقيقي من دون سابق تحضير ومن أي مكان على وجه الأرض، مع اعتماد أي عدد لازم من القوات".

وتنظم القوات المسلحة الأردنية والفرقة الخاصة سبارتن ندوات للتبادل القانوني بمشاركة قضاة ومحامين من كلا البلدين. وتهدف هذه الندوات إلى تبادل الأساليب القانونية وأفضل الممارسات للمساعدة في منع وقوع إصابات بين المدنيين وتقليل الضرر الذي يلحق بالبنية التحتية حال نشوب صراع.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500