دين

اليمن يرزح تحت الحرب والانقسامات مع حلول العيد

نبيل عبد التميمي من عدن

تباع المكسرات في أحد أسواق صنعاء استعدادا لعيد الفطر. [نبيل عبد الله التميمي/المشارق]

تباع المكسرات في أحد أسواق صنعاء استعدادا لعيد الفطر. [نبيل عبد الله التميمي/المشارق]

في خطوة يرى العديد من اليمنيين أن دوافعها سياسية أكثر منها دينية، أعلن الحوثيون (أنصار الله) أن الأربعاء، 5 حزيران/يونيو، هو اليوم الأول من أيام عيد الفطر وليس الثلاثاء كما أعلنت الحكومة.

وقالوا إن القرار الذي أصدره الحوثيون المدعومون من إيران يقوض قرار الحكومة الشرعية، وأثار خلافات داخل العائلات في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا.

ففي حين يريد بعضهم الاحتفال بالعيد يوم الثلاثاء، يدعو آخرون إلى صوم هذا اليوم.

وفيما كان بعض سكان صنعاء يستعدون لأداء صلاة العيد يوم الثلاثاء، طلبت مكاتب الأوقاف والإرشاد التابعة للحوثيين من المرشدين الدينيين وعناصر الميليشيا برصد المساجد التي "تنتهك أوامرها" والإبلاغ عنها، طبقا لما ذكره أحد سكان صنعاء، محمد مغني.

كشك في سوق صنعاء يبيع المكسرات قبيل حلول عيد الفطر. [نبيل عبد الله التميمي/المشارق]

كشك في سوق صنعاء يبيع المكسرات قبيل حلول عيد الفطر. [نبيل عبد الله التميمي/المشارق]

ووفقا لإمام المسجد الذي يقصده مغني، من الممكن اتخاذ إجراءات عقابية ضد المشرفين على هذه المساجد.

وأثار الإعلانان المتناقضان حول موعد حلول العيد مشاعر الغضب والاستهجان لدى معظم سكان صنعاء.

وفي حديثه للمشارق، قال الموظف الحكومي صالح محسن إن "سلطة الميليشيا أصدرت هذا الأمر من أجل مخالفة السعودية، ووصل بها الأمر إلى العبث بالدين من أجل تحقيق مصالحها".

احتفالات العيد على نطاق محصور

وفيما كان بعض اليمنيين يستعدون للاحتفال بعيد الفطر بفرحهم المعتاد، لا يمكن التغاضي عن معاناة النازحين خصوصا والمواطنين عموما.

وقالت الناشطة المدنية ابتسام عبد العزيز للمشارق، إن "معظم مظاهر احتفالات العيد اختفت، خصوصا الاحتفالات الشعبية التي تشتهر بها معظم محافظات اليمن".

وأضافت أنه على الرغم من الظروف السائدة، ما نزال نشهد بعض هذه المظاهر "كتزيين النساء لمنازلهن وإعدادهن لبعض الأطعمة والكعك".

لكنها أشارت إلى صعوبة مواصلة الاستمرار بتقليد "عسب العيد"، وهو مبلغ مالي يوزع على أفراد العائلة والأطفال عند زيارتهم.

وأوضحت عبد العزيز أن "المحافظة على هذا التقليد بات مستحيلا لدى الكثيرين بسبب توقف دفع الرواتب، والشلل الذي أصاب الأعمال نتيجة للحرب".

وحثت الرجال على زيارة أقاربهم حتى دون توفر عسب العيد.

وأكدت أن "هذا الأمر مهم جدا وأوصانا به الإسلام"، مشيرة إلى أن "زيارة الأقارب هي من أهم مظاهر العيد في معظم محافظات البلاد".

’لا أشعر بالآمان‘

من جانبه، قال النازح من الحديدة حمود قايد: "للسنة الثانية على التوالي، سأقضي العيد خارج مدينتي بسبب استمرار الحرب التي أشعلها الحوثيون ضد اليمنيين خدمة لمصالح إيران في المنطقة".

وأضاف للمشارق: "أعيش مع عائلتي في خيمة في أحد شوارع العاصمة صنعاء، وعلى الرغم من حصولي على كسوة العيد من فاعلي الخير إلا أنني لا أشعر بالآمان".

وتابع قايد أن عائلته لا تحصل باستمرار على ما يكفيها من مساعدات غذائية، متهما الحوثيين بالعبث بتوزيع المساعدات الغذائية وتخصيصها لمناصريهم.

وفي حديثه للمشارق، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إن توقف دفع رواتب موظفي القطاع العام فاقم معاناة الشعب اليمني.

ولفت إلى تزايد عدد النازحين من المحافظات التي شهدت معارك عسكرية تزايد وخصوصا الحديدة وتعز واب والضالع وصعدة.

وأكد أخيرا أن "تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن ثلثي سكان اليمن يحتاجون إلى المساعدات"، مضيفا أنه "يتم التلاعب بالمساعدات المخصصة للمتضررين من الحرب مثل النازحين والفقراء، ولا تصل إلى المستهدفين".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500