متطوعون يعملون كصلة وصل لتأمين الخدمات للاجئين السوريين في لبنان

خصص بعض اللاجئين السوريين المقيمين في المخيمات اللبنانية وقتهم وطاقتهم لمساعدة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تسهيل عملية تأمين الخدمات للمجتمعات اللاجئة.

ويلعب هؤلاء المتطوعون دور صلة الوصل بين المجتمعات اللاجئة والمفوضية، إذ يعلمون المنظمة بحاجات العائلات ويساعدون هذه الأخيرة على تأمين مختلف حاجاتها.

إضافة إلى ذلك، يوفر المتطوعون للعائلات معلومات عن الخدمات المتوفرة.

وفي هذا السياق، قال المسؤول عن العلاقات العامة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خالد كبارة في حديث للمشارق، إن هذا البرنامج "يهدف إلى حشد متطوعين من المجتمع اللاجئ، ليكون صلة وصل" بين المفوضية وهذا المجتمع.

وأضاف للمشارق أن "شبكة المتطوعين تضم 665 متطوعا وغالبيتهم من اللاجئين"، لافتا إلى أن 60 في المائة من هؤلاء هم من النساء.

ولفت كبارة إلى أن المتطوعين "يلعبون دورا اساسيا في إيصال كافة المعلومات المتعلقة بالخدمات والمساعدات المتاحة بالمفوضية".

وذكر كبارة أنه إلى جانب إطلاع المفوضية على أي مشاكل يواجهها اللاجئون، يستطيع المتطوعون تقديم توصيات بخدمات كالرعاية الصحية وحماية الأطفال لمن هم بحاجة إليها.

التواصل مع اللاجئين

وخلال السنوات الأربع الماضية، تطوعت اللاجئة السورية رحاب عمر الخالد، 29 عاما، لتمثل جسرا بين المفوضية واللاجئين في مختلف مناطق شمال لبنان، فتقيم وضعهم ومتطلباتهم.

وأوضحت للمشارق "تقضي مهمتي بأن أكون صلة الوصل بين اللاجئين من أبناء بلدي والمفوضية"، مع التركيز بشكل خاص على الأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين ومن يحتاجون إلى مساعدات من مختلف الأنواع.

وتزور الخالد اللاجئين ببيوتهم وتعقد معهم جلسات مطولة لإطلاعهم على المساعدات المتوفرة من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى وللإجابة على ما لديهم من استفسارات.

كذلك، تنظم نشاطات للأطفال وتساعد في ضمان دمج ذوي الإعاقة والمسنين في المجتمع، هذا إلى جانب تمثيل اللاجئين خلال زيارات الوفود الرسمية والمنظمات والتحدث باسمهم.

وأوضحت أنها أنشأت صفحة على موقع فيسبوك يتابعه اليوم 52 ألف شخص، للمساعدة في نشر المعلومات التي ترد بصورة متواصلة.

وقالت إنه يتم من خلال هذه الصفحة "نشر مواضيع تهمهم، كما الإجابة على أسئلتهم".

كما وأنشأت في تطبيق "واتس أب" تجمعا يضم عددا من عائلات منطقتها بابا عمرو بمحافظة حمص السورية.

وذكرت الخالد، "دعمتني [المفوضية] بتدريبات متنوعة، سمحت لي بالتطوع بعدة منظمات".

متطوعون يمثلون صلة وصل

أما المتطوع مهند الفتال، 30 عاما وهو من مدينة حمص ويدرس إدارة الأعمال، فالتحق أيضا ببرنامج التطوع التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 2017.

وأوضح للمشارق "هدفي مساعدة النازحين السوريين بالوصول إلى الخدمات التي تقدمها المفوضية".

وأشار إلى أنه قرر التطوع بعد أن رأى عائلات سورية بحاجة للمساعدة، "تقع ضحية النصب والاحتيال وتدفع مبالغ مالية كبيرة لإجراء علمية جراحية، وهي لا تعرف أن المفوضية تغطيها".

وتابع الفتال "بحثت عن الوسيلة التي يمكنني أن أكون فيها صلة وصل بين اللاجئين والمفوضية كي أبلغ عما يحتاجونه"، لافتا إلى أنه تلقى تدريبات حول قواعد السلوك كمتطوع وكيفية إجراء جلسات توعية وزيارات منزلية في مجتمع اللاجئين.

وأسوة بغيره من المتطوعين، ينظم الفتال اجتماعات لإيصال المعلومات المتعلقة بخدمات المفوضية وغيرها من الأمور التي تهم اللاجئ السوري.

كذلك، يزور بعض العائلات في منازلها من أجل تزويدها بمعلومات خاصة بوضعهم، ويلتقي بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأوضح "يقضي دوري أيضا بإيصال معلومات للمفوضية عن الوضع العام الخاص باللاجئين وأهم المشاكل الملحة التي يواجهونها.

وذكر أن "البرنامج زاد من حبي للعمل الإنساني والمجتمعي وخلق لدي رغبة بأن يكون لي دور كبير لدى عودتي إلى سوريا بإعادة إعمارها، ولن يتم ذلك إلا إذا تعاونا جميعا في العمل".