إرهاب

محللون: محاولات داعش للتجمع في اليمن مصيرها الفشل

نبيل عبد الله التميمي من عدن

تظهر في هذه الصورة التي التقطت في 10 آذار/مارس 2012 بندقية عنصر اشتبه بانتمائه إلى القاعدة، على الأرض في منطقة جبلية من محافظة البيضاء عقب غارات جوية شنتها القوات اليمنية. [صورة من وكالة الصحافة الفرنسية/مصدر مستقل]

تظهر في هذه الصورة التي التقطت في 10 آذار/مارس 2012 بندقية عنصر اشتبه بانتمائه إلى القاعدة، على الأرض في منطقة جبلية من محافظة البيضاء عقب غارات جوية شنتها القوات اليمنية. [صورة من وكالة الصحافة الفرنسية/مصدر مستقل]

قال خبراء إن الذراع اليمني لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قد شن حملة شرسة لتعزيز تواجده في محافظة البيضاء الجنوبية، مرجحين فشله في مسعاه هذا.

وأوضحوا أن سبب ذلك يعود إلى رفض المجتمع المحلي لداعش وإلى تعرضها لمعارضة عنيفة من قبل خصمها تنظيم القاعدة، علما أن التنظيمين المتطرفين يخوضان معارك متواصلة قد أضعفت كليهما.

ولكن رغم ذلك، فقد أصدرت "ولاية اليمن" التابعة لداعش يوم الأربعاء، 3 نيسان/أبريل، فيديو جديدا طالبت فيه مؤيديها بـ"الهجرة" إلى معاقلها في البيضاء.

وفي هذا الفيديو الذي تم تناقله في مختلف الحسابات المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دعت داعش اليمنيين وغيرهم من المؤيدين للتنظيم الإرهابي إلى "الهجرة" إلى داخل معاقل التنظيم في محافظة البيضاء على اعتبار أن الإقامة في الأراضي التي لا يسيطر عليها التنظيم "حرام" باعتبارها "ديار كفر"، حسب الإصدار.

كذلك، وجّه التنظيم دعوة لأصحاب التخصصات الطبية والقيادات الإدارية والدعاة للالتحاق به، وبالتالي المساهمة في إنشاء "الدولة الإسلامية" المزعومة في اليمن، مؤكدا ولاءه لزعيم داعش أبو بكر البغدادي.

خطوة تكشف عن ضعف التنظيم

وفي هذا السياق، كتبت يوم الثلاثاء الباحثة في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "داعش تنتقل من سيء إلى أسوء".

ولفتت إلى أن التنظيم حاول تبرير تفجير بئر ومضخة في منطقة قيفة بالبيضاء الأسبوع الماضي، واصفا هذا التحرك الإجرامي بأنه "حرب اقتصادية على أعداء الله".

وأضافت كيندال أن المعركة بين داعش والقاعدة تصاعدت، مشيرة إلى أن "أبناء قيفة" الداعمين للقاعدة أعلنوا عن مكافأة قدرها 5 ملايين ريال (20 ألف دولار) مقابل تسليم زعيم داعش خالد المرفدي في يكلا.

ومن جانبه، قال الباحث السياسي عدنان الحميري في حديث للمشارق إنه في إطار الصراع المتواصل بين القاعدة وداعش، يبدو أن تنظيم داعش هو الأكثر عرضة للضغوط.

وأضاف أنه يبدو أن داعش تكبدت خسائر كبيرة في معاقلها الرئيسية في منطقة يكلا، بعد التفاف القبائل حول زعماء القاعدة الذين ينتمون إليها.

وتابع الحميري أن الإعلان عن مكافأة نقدية مقابل المرفدي "يؤكد أنه أختفى من معقله الرئيسي في يكلا ولم يعد موجودا فيه".

داعش تحاول تجميع صفوفها

وشرح الحميري أن دعوة داعش لأنصارها بـ"الهجرة" إلى البيضاء هي دليل على أن التنظيم خسر العديد من عناصره ويحتاج إلى تجنيد عناصر جدد في اليمن وخارجه.

ولفت إلى أنه "يبدو من خلال إعلانه حاجته إلى أطباء ومتخصصين، أن لديه جرحى هم بحاجة إلى علاج طبي".

وتابع "يظهر هذا الأمر أن تنظيم داعش لم يستطع استقطاب أبناء قبائل قيفة، ولهذا السبب يدعو الدواعش الذين خسروا مواقعهم في سوريا والعراق للهجرة إلى اليمن".

وأشار الحميري إلى أن "هدف داعش في الوقت الراهن يكمن في لملمة صفوفه واستعادة قواه في مناطق أخرى في البيضاء، وحال أعاد ترتيب نفسه سينظر في استراتيجية جديدة لمواجهة تنظيم القاعدة".

وقال إن "معظم عناصر داعش هم أجانب وغير مقبولين في الوسط الاجتماعي المحلي، نظرا لما جرى في سوريا والعراق من دمار وخراب".

ومن جانبه، قال الباحث والسياسي عادل الشجاع في حديث للمشارق إن داعش تهدف من خلال دعوة مؤيديها "للهجرة" إلى البيضاء، إلى تركيز قواها في مناطق محددة.

وأكد أن ذلك يشير إلى أن التنظيم يركز حاليا على تجميع صفوفه، عوضا عن القتال.

وأشار الشجاع إلى أن "فيديو داعش لأنصاره جاء من أجل تهيئة الساحة اليمنية لاستقبال عناصر داعش القادمين من سوريا"، قائلا إن "الفيديو بمثابة الدعوة لتهيئة وضع جديد".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500