أمن

مناورات مشتركة تعزز تعاون وأمن دول الخليج

سلطان البارعي من الرياض

مناورات مشتركة للقوات الأميركية والعُمانية باسم ’وادي النار‘ جرت مؤخرا في عُمان. [صورة تم تداولها على مةاقع التواصل الاجتماعي]

مناورات مشتركة للقوات الأميركية والعُمانية باسم ’وادي النار‘ جرت مؤخرا في عُمان. [صورة تم تداولها على مةاقع التواصل الاجتماعي]

قال خبراء أمنيون وعسكريون إن المناورات المشتركة الثنائية والجماعية بين القوات العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي لها أهمية كبرى لجهة مساهمتها في تأمين جهوزية هذه القوات للاستجابة للمخاطر المشتركة.

وأكدوا أن هذه المناورات التي تجري مع القوات الأميركية تكتسب أهمية قصوى من منظور عسكري وتكتيكي واستراتيجي، لأنها تسمح لجيوش المنطقة بمواكبة أحدث التقنيات العسكرية.

في هذا السياق، قال الخبير العسكري السعودي الضابط المتقاعد اللواء منصور الشهري للمشارق، إن "المناورات العسكرية المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي لها اهمية كبيرة للإبقاء على الجهوزية المطلوبة لجيوش المنطقة".

وأوضح أن هذه المناورات "تتيح التدرب على التكتيكات العسكرية لتنفيذها عند الحاجة بانسيابية وسهولة".

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب السعودية يتلقون تدريبا على أيدي الجيش الأميركي. [صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي]

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب السعودية يتلقون تدريبا على أيدي الجيش الأميركي. [صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي]

وأضاف أن الاحتكاك بين الجنود المشاركين يسهل التواصل بين بلدانهم.

وأشار إلى أن المناورات تشمل تدريبات بالذخيرة الحية والأسلحة الجديدة، إضافة إلى التدريبات العملية والمحاضرات النظرية.

وأكد أن جميع الفرق المسلحة البرية والجوية والبحرية تشارك فيها، "وأحيانا، يتم مزج الفرق المقاتلة في مكان الاقامة بغية التقريب أكثر بينها".

وأردف أن هذه المناورات "تتيح التواصل بين مختلف الرتب من الفريقين من أدناها إلى أعلاها".

تبادل الخبرات

وأشار الشهري إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تتواصل فيما بينها بشكل دائم في كل ما يتعلق بالنواحي العسكرية، وذلك عبر الزيارات المتبادلة وعقد المؤتمرات وتبادل الخبراء والمستشارين العسكريين.

وشدد على الأهمية الجوهرية للعلاقة المشتركة مع الحليف المشترك، الولايات المتحدة الأميركية، لافتا إلى أن واشنطن تساعد دول مجلس التعاون الخليجي على تطوير جيوشها وتحديثها لتكون على استعداد دائم لمواجهة المخاطر الإقليمية.

وكشف أن مصدر هذه التهديدات هو الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له، إضافة إلى العديد من الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإلى شبكات تهريب المخدرات.

من جانبه، قال الرائد في الشرطة السعودية جمال النخيفي، إن "القدرة على درء أي خطر داخلي أو خارجي قد يواجه دول مجلس التعاون الخليجي تعود بالدرجة الأولى إلى التدريبات الخاصة التي تتلقاها فرق مكافحة الإرهاب".

وأوضح للمشارق أن هذه المناورات سمحت للقوات الخاصة السعودية بمواجهة الدسائس التي حاكها الحرس الثوري الإيراني في المناطق الشرقية من المملكة.

وأضاف "فالتسليح الخاص والتدريبات المسبقة لعبوا دورا أساسيا في القضاء على المجموعات التخريبية التي زرعها الحرس الثوري الإيراني".

ولفت النخيفي إلى أنه وعددا كبيرا من الضباط والعناصر السعوديين، تلقوا تدريبا على أيدي ضباط وخبراء أميركيين، "نقلوا إلينا كل ما هو متاح وجديد من تقنيات تدريبية وأساليب عسكرية".

وذكر أن الضباط تدربوا أيضا على التكنولوجيا القتالية الحديثة.

الاستجابة لمخاطر المشتركة

وفي حديثه للمشارق، أكد الخبير العسكري القطري رياض العلي أن "دول مجلس التعاون الخليجي لديها آلية عسكرية مشتركة".

وتشمل هذه الآلية التحالف الفردي أو الجماعي مع بعض الدول الغربية الكبرى، بينها الولايات المتحدة الأميركية.

وأضاف أن المناورات العسكرية الثنائية بين الولايات المتحدة وإحدى دول مجلس التعاون الخليجي، والمناورات المشتركة التي تشارك فيها أكثر من دولة، تلعب دورا حيويا في الحفاظ على أمن المنطقة وردع أي تهديد.

وتابع أن الولايات المتحدة تقوم بالتدريب في جميع دول المنطقة دون استثناء، بغض النظر عن الخلافات السياسية الداخلية "لأن مواجهة التهديدات لها الأولوية القصوى".

وتجري الولايات المتحدة الأميركية حاليا مناورات دفاعية جوية ثنائية مع قطر، ستستمر حتى 25 شباط/فبراير.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، أجرى الجيش الملكي العماني تدريبات عسكرية مع الجيش الأميركي تحت اسم "وادي النار 19" استمرت ثلاثة أسابيع، في بلدة ربكوت الساحلية جنوب عُمان.

وبين المناورات العسكرية التي جرت مع القوات الأميركية تلك التي ضمتها إلى لواء الظفرة الإماراتي والتي بدأت في 17 كانون الأول/ديسمبر الماضي في منطقة الحمرا في الإمارات تحت اسم "الاتحاد الحديدي 9"، واستمرت ثلاثة أيام.

ولفت العلي إلى أن "التقارب العسكري بين جنود جيوش المنطقة يساعد على إبقاء خطوط التواصل مفتوحة، على الرغم من كل التوترات السياسية".

وتابع أن التدريب مع الولايات المتحدة يشمل التعرف على التقنيات العسكرية الجديدة، بالإضافة إلى التدريب على الأسلحة الحديثة وتبادل الخبرات حول التعاون.

وأكد أن "الولايات المتحدة تتمتع بخبرة كبيرة في مجال إدارة غرف العمليات المشتركة في مناطق النزاع"، في إشارة إلى غرفة عمليات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.

وقال إن هذه الغرفة حققت نتائج ممتازة على الأرض في الحرب ضد داعش.

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

سياسات وسياسات وساسات ل سي اي إي خبيثة والله اليهود وأمريكان نفس واحدة

الرد

الجيش السلطاني العماني وليس الجيش الملكي العماني

الرد