أمن

خبراء: الشعب الإيراني يدفع ثمن توسيع برنامج الصواريخ

سلطان البارعي من الرياض

صاروخ ذو الفقار قصير المدى الإيراني خلال عرض عسكري للحرس الثوري الإيراني في طهران. [صورة تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي]

صاروخ ذو الفقار قصير المدى الإيراني خلال عرض عسكري للحرس الثوري الإيراني في طهران. [صورة تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي]

قال خبراء للمشارق إن توسيع إيران الأخير لبرنامجها الصاروخي يشكل استفزازا إقليميا ودوليا، ويستنفز اقتصاد البلاد المتعثر أصلا ويتم على حساب مواطنيها.

فالشعب الإيراني سيتكبد تكلفة برنامج الصواريخ على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي يعانيها، ومع ذلك تمعن حكومته في المضي قدما بأجندتها التوسعية.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الحرس الثوري الإيراني كشف يوم الخميس، 7 شباط/فبراير عن صاروخ بالستي جديد، "دزفول"، يبلغ مداه 1000 كيلومتر. وصاروخ دزفول أرض-أرض هو نسخة مطورة من الصاروخ ذو الفقار.

وقبل أيام قليلة وتحديدا في 2 شباط/فبراير، قالت إيران أنها نجحت في اختبار صاروخ كروز جديد، هويزة، الذي يصل مداه إلى 1350 كيلومتر.

أعلنت إيران في 2 شباط/فبراير أنها نجحت في اختبار صاروخ كروز، هويزة، والذي يصل مداه إلى 1200 كيلومتر. [صورة تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي]

أعلنت إيران في 2 شباط/فبراير أنها نجحت في اختبار صاروخ كروز، هويزة، والذي يصل مداه إلى 1200 كيلومتر. [صورة تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي]

يدفع الشعب الإيراني ثمن طموحات الحرس الثوري لإنتاج الصواريخ، وسط تدهور أوضاعهم الاقتصادية بشكل بات ملحوظا. [صورة من الأرشيف]

يدفع الشعب الإيراني ثمن طموحات الحرس الثوري لإنتاج الصواريخ، وسط تدهور أوضاعهم الاقتصادية بشكل بات ملحوظا. [صورة من الأرشيف]

وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد من عملية إطلاق الصاروخ، ونقل عن وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، قوله إن "اختبار إطلاق صاروخ هويزة تم بنجاح على مدى 1200 كيلومتر، وأصاب الهدف المحدد بدقة".

وأضاف: "إن الصاروخ يجهز بوقت قصير ويتمتع بالقدرة على التحليق على علو منخفض".

وتابع الوزير إن صاروخ هويزة ينتمي لفئة سومر من صواريخ كروز التي كشف النقاب عنها للمرة الأولى في عام 2015، ويبلغ مداها 700 كيلومتر.

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن قائد الحرس الثوري اللواء محمد على الجعفري وقائد القوة الجوفضائية العميد أمير علي حاجي زادة، كشفوا عن الأسلحة الجديدة في "مصنع لإنتاج الصواريخ الباليستية يقع تحت الأرض".

الشعب الإيراني يدفع الثمن

الباحث المتخصص بالشأن الإيراني في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، فتحي السيد، قال إن "ايران تنفق الأموال من مقدرات وثروات الشعب الإيراني بهدف تنمية قدراتها الصاروخية".

وأضاف للمشارق أن برنامج الصواريخ الذي يشمل إنتاج الجديد منها أو تطوير القديم، "يحتاج إلى أموال طائلة"، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني "يدفع ثمن طموحات الحرس الثوري".

وتابع السيد أن "الأوضاع الاقتصادية للشعب الإيراني تدهورت بشكل ملحوظ، وظهر ذلك جليا في الانتفاضات الشعبية التي عمت معظم المدن الإيرانية وما تزال".

وأردف أن التظاهرات العنيفة التي اندلعت في إيران أواخر العام 2017 احتجاجا على الحالة الاقتصادية المتردية، "جوبهت بالقمع والتعتيم الاعلامي من قبل قوات الأمن الداخلية كالباسيج وغيرها".

وذكر أنه خلافا لما تدعيه إيران، فإن برنامج الصواريخ غير مرتبط بضرورات دفاعية بل هو مرتبط بخطط الحرس الثوري التوسعية وبالدعم الذي يقدمه لأذرعته العسكرية التي أنشأها بهدف تنفيذ هذه الخطط".

الصواريخ تشكل ’خطرا جديا‘

في السياق نفسه، اعتبر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت بالادينو، في بيان صدر في 7 شباط/فبراير عقب عرض الأسلحة الباليستية الجديدة واختبار صاروخ كروز، أنه "يجب التصدي لتجاهل إيران الصارخ للأعراف الدولية".

وقال: "علينا إعادة فرض قيود دولية أكثر صرامة لردع برنامج الصواريخ الإيراني".

وأكد أن "الولايات المتحدة ستواصل دون كلل حشد الدعم في جميع أنحاء العالم لمواجهة النشاط الصاروخي البالستيكي المتهور للنظام الإيراني، وسنستمر في فرض ما يلزم من ضغوطات على النظام حتى يغير سلوكه الخبيث - ويشمل ذلك تنفيذ جميع عقوبات".

أما شيار تركو المتخصص في شؤون طرق تمويل الحرس الثوري الإيراني، فقال إن "إيران لا تكتفي فقط بتطوير برنامجها الصاروخي بل تشن بالتوازي مع ذلك حملة إعلامية مستفزة تتحدى بها الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة".

وكان الاتحاد الأوروبي قد أشار في بيان صدر يوم 4 شباط/فبراير، إلى أن الجهود الإيرانية المتواصلة لزيادة مدى صواريخها ودقتها وزيادة عدد الاختبارات وعمليات الإطلاق التشغيلية، تعمق الشعور بعدم الثقة وتساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي.

مصانع أسلحة بين أيدي الحرس الثوري الإيراني

وأكد تركو للمشارق أن الجانب الأكثر خطورة في مسألة الصواريخ الإيرانية، هو نقل عملية التصنيع أو التجميع إلى مصانع يشرف عليها ضباط الحرس الثوري الإيراني في دول كاليمن وسوريا والعراق ولبنان.

وذكر أن هذه المصانع "ستصبح في نهاية المطاف بيد التنظيمات المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني في هذه الدول"، لافتا إلى أنه في ظروف مماثلة، سيستحيل على حكومات هذه البلدان أن تمارس سيادتها.

وفي حديث للمشارق، كشف الخبير الأمني عبد الكريم أحمد أن إيران تجري التجارب على الصواريخ الباليستية تحت ستار الصواريخ الحاملة للأقمار الاصطناعية، بهدف التهرب من اتهامات خرق القرارات الدولية وتجنب عقوبات جديدة".

وحذر أحمد من منظومة صواريخ أرض-أرض ذات المدى المتوسط والتي لا تحتاج للكثير من الدقة التقنية لتصنيعها، ولفت إلى أن إيران تزود أذرعتها العسكرية في المنطقة بهذه الصواريخ، واصفا إياها بـ "التهديد الدائم".

وأضاف أن "إيران طورت أيضا صواريخ مضادة للدروع من سلسلة طوفان، أبرزها طوفان 3 وطوفان 7".

وختم بالقول إن "الشعب الإيراني يدفع فاتورة باهظة جدا للبرنامج الصاروخي، ما انعكس [سلبا] على أوضاعه الاقتصادية".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

أقل بكثير من المدفوعات التي تقدم للولايات المتحدة نظير حمايتها لأقزام الخليج!!!

الرد