أمن

مسؤولون: فرنسا ملتزمة بشراكتها مع العراق

خالد الطائي

رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي" يلتقي وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" خلال زيارة الأخير لبغداد يوم 14 كانون الثاني/يناير 2019. [حقوق الصورة لمكتب رئيس الوزراء العراقي]

رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي" يلتقي وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" خلال زيارة الأخير لبغداد يوم 14 كانون الثاني/يناير 2019. [حقوق الصورة لمكتب رئيس الوزراء العراقي]

كثفت فرنسا من جهودها لدعم العراق عن طريق تقوية الروابط مع قادته وتقديم المساعدات والتدريب للجيش العراقي.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" أبلغ رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي" أثناء زيارة الأول لبغداد يوم 14 كانون الثاني/يناير أن البلدين قد دخلا "مرحلة جديدة" في علاقتهما.

وأثناء الزيارة التي استغرقت يومين، التقى "لودريان" مع نظيره العراقي وزير الخارجية "محمد الحكيم" لمناقشة العلاقات الثنائية وتمهيد الطريق أمام زيارة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".

وقد أشاد "الحكيم" بالدور الحيوي الذي تواصل فرنسا في لعبه في دعم العراق في مواجهة تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في إطار التحالف الدولي، وفي المجالات الإنسانية والثقافية والتعليمية.

جنود فرنسيون وعراقيون خلال فعالية مشتركة للتدريب البدني في مقر قيادة فرقة الجيش العراقي السادسة يوم 19 كانون الثاني 2019. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

جنود فرنسيون وعراقيون خلال فعالية مشتركة للتدريب البدني في مقر قيادة فرقة الجيش العراقي السادسة يوم 19 كانون الثاني 2019. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

بدوره، شدد "لودريان" على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى أمله في المزيد من التطوير والتعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية.

كما أكد على التزام فرنسا الكامل بدعم وحدة العراق وأمنه وسيادته.

المسؤولون الفرنسيون 'مرحب بهم'

ومن المرتقب أن تقوم وزيرة الدفاع الفرنسية "فلورنس بارلي" بزيارة للعراق للوقوف على التقدم الذي تحرزه فرنسا في رفع الجاهزية القتالية للجنود العراقيين.

وِأشار النائب عن محافظة ديالى وعضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي "عبد الخالق العزاوي" إلى أن الزيارة ستظهر "مدى التزام فرنسا بدعم العراق".

وقال في تصريح لديارنا إن العراق يرحب بزيارات المسؤولين الفرنسيين، "حيث أن الفرنسيين كان لهم أثر إيجابي على مستوى أمن ورقي بلدنا".

وأضاف "إننا ننظر دائمًا لفرنسا كدولة صديقة دعمتنا بقوة في مقاتلة تنظيم داعش المتطرف وإحراز النصر عليه"، وإن "دورها كان ولا يزال كبيرًا في مساعدتنا على ملاحقة فلول الإرهابيين ودحرهم".

وشدد "العزاوي" على أن فرنسا قد ساعدت في مجال التدريب العسكري، مبينًا أن "جهود الفرنسيين ماضية بثبات لبناء الجيش العراقي ورفع كفاءته القتالية حتى يكون قادرًا على حماية البلد ويضمن استقراره".

كما أن سلاح المدفعية الفرنسي له "وجود مهم وأساسي" في محافظة الأنبار، بحسب ما أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار "نعيم الكعود" في تصريح لديارنا.

وقال إن القصف المدفعي الفرنسي والذي يشن باتجاه أهداف تنظيم داعش في الأراضي السورية في إطار مسوؤليات قوة المهام واغرام قد أضعف التنظيم "ويعتبر اليوم من أهم خطوط الصد الحدودية".

وشدد "الكعود" على إن ذلك الحضور يثبت أن الفرنسيين "لا زالوا متمسكين بتعهداتهم في مقاتلة الإرهاب وأيضًا في دعمهم للعراق عسكريًا".

مساعدة العراق على استعادة قوته

من ناحيته، أكد "عصام الفيلي"، أستاذ علم السياسة بالجامعة المستنصرية، أن العراق تربطه علاقة تاريخية بفرنسا، وأن "العراقيين يقدرون المواقف الإيجابية لهذه الدولة من كل قضايا وشؤون بلدهم".

وقال في تصريح لديارنا "إنهم لا زالوا يتذكرون كيف تحركت فرنسا دون تردد لمساندتهم عندما هاجم تنظيم داعش مدنهم".

ومنذ العام 2014، ساعدت فرنسا في إنهاك إمكانات تنظيم داعش عبر استهداف مقراته وتحصيناته بسلاح الطيران والمدفعية وتقديم المعلومات الاستخبارية عن تحركات عناصره للقوات العراقية.

كما قام الجيش الفرنسي بنشر 1200 جندي في إطار جهود مكافحة تنظيم داعش، وذلك عبر العمليات الجوية والقصف المدفعي وتدريب الجيش العراقي.

ولفت "الفيلي" إلى أن زيارات المسؤولين الفرنسيين لبغداد، "تحمل دلالات واضحة على مواصلة فرنسا لسياسة مد يد العون للعراق حتى يتمكن من استعادة قوته وسيادته".

ونوّه إلى أن "الهدف الأساسي لفرنسا يرتكز على صناعة قوة قتالية عراقية مدربة بما يكفي تمتلك خبرة ودراية في استخدام تقنيات القتال الحديثة في الحروب الذكية وكيفية اختراق وتفكيك شبكات العدو".

وأعرب "الفيلي" عن أمله في أن تتمخض هذه الزيارات واللقاءات عن اتفاقيات ومذكرات تعاون بالمجالات العسكرية، وأن يتم "تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتبادل المعلومات والخبرات الأمنية".

وأضاف أن البلدين سيعملان أيضًا على "ترسيخ شراكة اقتصادية متينة" تصب في خدمة أهداف العراق بتنمية مدنه المحررة من تنظيم داعش.

يذكر أن فرنسا منحت العراق في عام 2017 قرضا بمبلغ (430) مليون يورو (512 مليون دولار) لمساعدته في تنفيذ الإصلاحات وتحسين الخدمات العامة.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن "لودريان" أعلن خلال زيارته الأخيرة أن فرنسا ستمنح قرضًا جديدًا بقيمة 1 مليار يورو (1.1 مليار دولار أميركي) على مدار السنوات الأربعة القادمة لمساعدة العراق في عملية إعادة البناء في مرحلة ما بعد داعش.

وقال إن "الشركات الفرنسية متاحة تمامًا للمساهمة في عملية إعادة إعمار العراق".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500