إرهاب

مسؤولون: الحوثيون المدعومون من إيران يواصلون استخدام الألغام غير المشروعة

نبيل عبد الله التميمي من عدن

عبد الله، 7 سنوات، يجلس في كرسيه المتحرك أمام مأوى عائلته في مديرية الحميدية يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد إصابته بانفجار لغم في محافظة تعز اليمنية. [وكالة الصحافة الفرنسية]

عبد الله، 7 سنوات، يجلس في كرسيه المتحرك أمام مأوى عائلته في مديرية الحميدية يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد إصابته بانفجار لغم في محافظة تعز اليمنية. [وكالة الصحافة الفرنسية]

على الرغم من أن القانون الدولي يحظر استخدام الألغام ضد الأفراد، يواصل الحوثيون (أنصار الله) تصنيع هذه الأسلحة الفتاكة وزرعها في اليمن بدعم من إيران، حسبما أكد مسؤولون وخبراء.

وفي حديثه للمشارق، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل عبد الحفيظ، إن "الألغام البرية والبحرية التي تزودها إيران للحوثيين من خلال الحرس الثوري الإيراني تشكل كارثة لليمن".

وأضاف أن الحكومة اليمنية "تضغط لفرض عقوبات دولية على كل المتورطين في تصنيع الألغام وزرعها، وفقا لما تقتضيه القوانين والاتفاقات الدولية".

ووفقا لعبد الحفيظ، زرع الحوثيون مليوني لغم في اليمن بين تاريخ اندلاع النزاع الدائر وأيلول/سبتمبر من العام 2018.

عنصر من القوات الموالية للحكومة اليمنية يبحث عن ألغام في أطراف غربي الحديدة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وسط مواصلتهم القتال لتحرير المدينة من قبضة الحوثيين. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عنصر من القوات الموالية للحكومة اليمنية يبحث عن ألغام في أطراف غربي الحديدة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وسط مواصلتهم القتال لتحرير المدينة من قبضة الحوثيين. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتابع أن الألغام التي زرعت في المناطق المأهولة بالسكان تسببت في مقتل وتشويه العديد من المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال.

مسؤولية مشتركة

وأكد عبد الحفيظ "أن إيران والحوثيين مسؤولون بالتساوي عن زرع الألغام وضحايا انفجارها لأنهما شريكان في الجريمة".

وأوضح أن "إيران تزود الحوثيين بالألغام كما تدربهم على كيفية تصنيعها".

وقال إن إيران دربت الحوثيين أيضا على كيفية زرع الألغام البحرية، "معرضة بذلك خطوط الشحن الدولية والسفن للخطر، ما يشكل تاليا تهديدا لدول المنطقة".

وكشف أننا "عثرنا على العديد من معامل تصنيع الألغام البرية والبحرية في جميع المناطق التي حررت من سيطرة الحوثيين وخصوصا على الساحل الغربي".

ولفت إلى أنه إضافة إلى الخطر الذي تشكله على حياة الناس، تضر الألغام بمصالح دول المنطقة التجارية والاقتصادية.

فبحسب تقرير صادر عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية ورفع إلى مجلس حقوق الإنسان في أيلول/سبتمبر 2018، تسببت هذه الألغام بمقتل 1593 شخصا في اليمن بينهم 244 طفلا.

وأحصى التقرير أيضا إصابة 1413 شخصا، باتوا اليوم يعانون من عاهات دائمة.

واعتبر عبد الحفيظ أن "عدد القتلى والجرحى هذا يعد كارثيا ومأساويا"، مشيرا في الوقت عينه إلى أن "التكلفة الكبيرة لإزالة هذه الألغام" تشكل أيضا عبئا كبيرا على كاهل اليمن.

ولفت إلى تحدي آخر يواجهه اليمن بسبب هذه الألغام يتمثل في "زرعها بشكل عشوائي ودون خرائط، ما يعقد عملية إزالتها والحد من الضرر الذي تسببه للمواطنين".

وذكر أن المشروع السعودي لإزالة الألغام في اليمن (مسام) انطلق في تموز/يوليو الماضي بهدف تطهير البلد من نحو مليون لغم زرعها الحوثيون، مشيدا بهذا المشروع.

وفي 6 كانون الثاني/يناير الجاري، أعلن مشروع مسام عن إزالة 31 ألف و635 لغما في اليمن منذ مباشرة عمله.

ووفقا لمركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية الذي أطلق المشروع، تم خلال شهر كانون الأول/ديسمبر وحده إزالة 8683 لغما.

الألغام ’قاتل صامت‘

من جانبه، قال الباحث السياسي ياسين التميمي للمشارق، إن "الألغام هي أخطر تحد يواجه اليمنيين خلال الحرب وبعد انتهائها".

ووصف الألغام بمثابة "القاتل الصامت" الذي سوف يواصل استهداف الأبرياء دون تمييز حتى بعد انتهاء المعارك.

وأضاف أن "الحوثيين يعتمدون على الألغام كسلاح رئيسي على معظم الجبهات وفي الأعمال الانتقامية ضد الخصوم، دون تمييز بين المدنيين والعسكريين والنساء والأطفال".

ولفت إلى أن الألغام تتخذ أشكالا مختلفة، بعضها مموه ليتماهى مع البيئة المحيطة، ما يزيد من تأثيرها القاتل على المدنيين والعسكريين الذين يدوسون عليها دون قصد.

أما المسؤول الإعلامي لمنظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات موسى النمراني، فقال إن "الحوثيين يعتمدون بشكل كبير على الألغام كسلاح متعدد الاستخدامات".

وأضاف للمشارق أنهم يستخدمون الألغام "لإجبار السكان على النزوح من المناطق التي يريدون السيطرة عليها، ولمعاقبة المدنيين الراغبين بالعودة إلى ديارهم بعد انسحاب ميليشيا الحوثي منها".

وأوضح أنهم لغموا الطرقات والمنازل بشكل كثيف في محافظة مأرب ما تسبب بمقتل نساء وأطفال، وحصل الأمر نفسه في محافظة تعز حيث أصيبت نساء بالألغام التي وضعها الحوثيون أمام منازلهن.

وأكد النمراني أن الهدف من وراء ذلك هو إجبار السكان على مغادرة المنطقة.

من جهة أخرى، لفت إلى أن الميليشيا "تسببت في تعطيل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وبات ملاكها والعاملون فيها فقراء يعانون الجوع وينتظرون المساعدات"، مضيفا أن الحال نفسه ينسحب على الصيادين الذين عزفوا عن التوغل في البحر خوفا من الألغام البحرية.

انتهاك للقانون الدولي

وقال النمراني إن القانون الدولي يحرم استخدام الألغام ضد الأفراد ويلزم أطراف الحرب بوضع علامات واضحة في المناطق الملغمة لضمان سلامة المدنيين.

إلا أن "الحوثيين يواصلون زرع الألغام ويتعمدون وضعها في مناطق غير مهمة عسكريا".

وبمعنى آخر، تابع، "تستهدف الميليشيا بالدرجة الأولى المدنيين".

إلى هذا، كشف أن "ميليشيا الحوثي استحدثت تعديلات على الألغام الخاصة بالمدرعات وأضافت لها دواسات فردية لتنفجر بمجرد دوس أي شخص عليها".

وقال إن "ميليشيا الحوثي استخدمت تقنيات متطورة في تصنيع الألغام التي زرعتها على ساحل البحر الأحمر، "حيث عثر على ألغام مزودة بحساسات إلكترونية تنفجر بمجرد مرور جسم بالقرب منها".

هل أعجبك هذا المقال؟

4 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

الله ينتقم من الحوثيون الشيعة المعومون من ايران

الرد

كذااااااابين

الرد

كذابين منافقين مرتزقة لالكم اي قرار

الرد

سحقا للحكام وسياسيين في اليمن سحقا

الرد