عدالة

برنامج الغذاء العالمي يندد بسوء استخدام الحوثيين للمساعدات الغذائية

نبيل عبد الله التميمي من عدن

أحد عمال الإغاثة يحمل كيسا من الدقيق في محافظة حجة يوم 25 أيلول/سبتمبر 2018 فيما يتلقى اليمنيون النازحون من محافظة الحديدة المساعدات الإنسانية التي تبرع بها برنامج الغذاء العالمي. وقد دق البرنامج منذ ذلك الحين جرس الإنذار حول التلاعب بالمساعدات لغذائية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. [عيسى أحمد/وكالة الصحافة الفرنسية]

أحد عمال الإغاثة يحمل كيسا من الدقيق في محافظة حجة يوم 25 أيلول/سبتمبر 2018 فيما يتلقى اليمنيون النازحون من محافظة الحديدة المساعدات الإنسانية التي تبرع بها برنامج الغذاء العالمي. وقد دق البرنامج منذ ذلك الحين جرس الإنذار حول التلاعب بالمساعدات لغذائية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. [عيسى أحمد/وكالة الصحافة الفرنسية]

حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الحوثيين (أنصار الله) من أنه قد يتوقف عن صرف المساعدات الإغاثية في مناطق سيطرتهم بعد علمه أن كثيرين في صنعاء لم يتلقوا الحصص الغذائية المخصصة لهم.

وقد قال البرنامج بعد إجراء دراسة استقصائية إنه في مناطق أخرى تخضع لسيطرة الحوثيين، لم يتلق الجوعى إلا جزءا من الحصص التي يستحقون الحصول عليها.

وطالب البرنامج في بيان أصدره يوم الاثنين 31 كانون الأول/ديسمبر، الميليشيات المدعومة من إيران بوضع حد فوري للتلاعب في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية، وذلك بعد اكتشاف احتيال وتلاعب واسعين من جانب بعض المسؤولين المحليين.

وقد صدر التحذير بعد أن وجد البرنامج أدلة على مثل هذه الممارسات في العاصمة صنعاء وأجزاء أخرى من اليمن خاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأضاف البرنامج أن "دراسة استقصائية أجراها البرنامج على مستفيدين مسجّلين قد كشفت أن العديد من سكان العاصمة صنعاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية. وفي مناطق أخرى، تم حرمان الجوعى من الحصص الكاملة".

وتابع أنه "قد تم اكتشاف أن بعض المساعدات الغذائية يتم منحها لأشخاص غير مستحقين لها، وأنه يتم بيع بعضها في أسواق العاصمة لتحقيق مكاسب".

ووفق البرنامج، فقد تم الكشف عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية أثناء مراجعة أجراها خلال الأشهر الأخيرة مدفوعا بالتقارير المتزايدة عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة صنعاء.

وقد اكتشف البرنامج هذا التلاعب من قبل منظّمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلّفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها.

وهذه المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء التي يسيطر عليها أنصار الله.

’سرقة الغذاء من الجوعى‘

بدوره، قال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي في بيان إن "هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى".

وأضاف أن "هذا يحدث في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ. يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي".

وخلال عملية الرصد التي أجراها البرنامج، قام مراقبو البرنامج بجمع عدد من الصور الفوتوغرافية وغيرها من الأدلة التي تثبت قيام الشاحنات بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع من مراكز توزيع الأغذية المخصّصة لذلك.

كما وجدوا أنه يتم التلاعب في عملية اختيار المستفيدين من قبل المسؤولين المحليين، وأن كشوفات توزيع المساعدات يتم تزويرها.

وقال بيزلي "أنا أطالب سلطات الحوثيين في صنعاء باتخاذ إجراء فوري للتصدّي للتلاعب بالمساعدات الغذائية والتأكد من أنها تصل لمن يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة".

وحذر أنه "إذا لم يحدث ذلك، فلن يكون لدينا خيار إلا التوقّف عن العمل مع الذين يتآمرون من أجل حرمان أعداد كبيرة من المحتاجين من الغذاء الذي يعتمدون عليه".

وأكد "في هذه الأثناء، سنواصل التحقيق والعمل على معالجة هذه الثغرات التي أدّت إلى مثل ما حدث من سوء استخدام للمساعدات الغذائية".

التلاعب بالمعونات الإنسانية

ووفق اللجنة العليا للإغاثة، فقد منع الحوثيون دخول أكثر من 88 سفينة إغاثية وتجارية ونفطية إلى مينائي الحديدة والصليف بمحافظة الحديدة خلال الفترة من مايو/أيار 2015 إلى ديسمبر/كانون الأول 2018.

ومن بين تلك السفن،34 سفينة احتجزها الحوثيون لأكثر من 6 أشهر حتى تلفت معظم حمولاتها.

كما قصف الحوثيون سبع سفن إغاثية وتجارية ونفطية في البحر الأحمر، منها أربع سفن من السعودية واثنتان من الإمارات وسفينة من تركيا، طبقا لما أوردته وكالات الأنباء المحلية.

من ناحيته، قال نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان في تصريح للمشارق إن الحكومة اليمنية طالبت أكثر من مرة بنقل المكاتب الرئيسية لمنظمات الأمم المتحدة الإغاثية من صنعاء الى العاصمة المؤقتة عدن.

وأوضح أن هذا الطلب كان بسبب ما تتعرض له وكالات الإغاثة من ضغوط، بما في ذلك التهديدات الصادرة ضد موظفيها في المجال الإنساني.

وأضاف عبد الحفيظ أن "وزارة الخارجية اليمنية طالبت المجتمع الدولي بإدانة هذه السلوكيات التي كشفتها دراسة برنامج الغذاء العالمي".

وذكر "حذرنا في السابق من المنظمات المحلية التي تعمل على توزيع هذه المساعدات للمحتاجين والتي تعمل تحت إشراف الحوثيين".

وأشار إلى أن تلك المنظمات "إما توزع المساعدات لمناصري الحوثيين وإما تبيعها لصالحهم في السوق المحلية وتحرم المحتاجين والفقراء من المساعدات المخصصة لهم والتي يعتمدون عليها بشكل كامل".

شكاوى من السرقة والاحتيال

بدوره، اشتكى الصحفي قاسم الشاوش الذي يعمل في صحيفة الثورة التابعة للحوثيين لبرنامج الغذاء العالمي بعدما لم يتلق أية معونات غذائية العام الماضي.

وقد تقدم بشكواه بعد علمه بتخصيص مساعدات غذائية شهرية لموظفي الصحيفة التي يقع مقرها في صنعاء والذين يعملون دون رواتب منذ عامين تقريبًا.

وطالب الشاوش في شكواه التي نشرها على صفحته على موقع فيسبوك برنامج الغذاء العالمي بالتحقيق والرجوع لكشوفات الاستلام.

وأوضح أن "ما تعرضت له من سرقة واحتيال لا ينطبق عليّ فقط وإنما ينطبق على ألف شخص من موظفي مؤسسة الثورة للصحافة".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

نعم معنا بامديريه الثوره مابش ولااي من حق المنظمات توصل عندنا مابش والله حالت الناس خلوها على الله في جيراني من بيموتوا جوع اتقوا الله فينا وفي شعبنا ياحويثه وياشرعيه اتقوا الله

الرد