حقوق الإنسان

الأمم المتحدة تواصل إرسال المساعدات لسوريا عبر الأردن

محمّد غزال من عمّان

عائلات سورية نازحة من ريف القنيطرة، جنوب غرب سوريا، في طريقها إلى المناطق القريبة من هضبة الجولان. هذا وقد استأنفت الأمم المتحدة يوم 9 كانون الأول/ديسمبر إرسال المساعدات إلى سوريا من خلال معبر نصيب-جابر. [حقوق الصورة لليونيسيف]

عائلات سورية نازحة من ريف القنيطرة، جنوب غرب سوريا، في طريقها إلى المناطق القريبة من هضبة الجولان. هذا وقد استأنفت الأمم المتحدة يوم 9 كانون الأول/ديسمبر إرسال المساعدات إلى سوريا من خلال معبر نصيب-جابر. [حقوق الصورة لليونيسيف]

أطلقت الأمم المتحدة يوم 9 كانون الأول/ديسمبر عملية تمتد لأربعة أسابيع لإرسال مساعدات إنسانية استثنائية ملحة لمرة واحدة لمئات الآلاف من النساء والأطفال والرجال في سوريا من الأردن.

وقالت الأمم المتحدة إن المواد الغذائية الجافة التي قدمها برنامج الغذاء العالمي هي الأولى التي يتم إرسالها، حيث عبرت 17 شاحنة إلى سوريا اعتبارا من يوم 12 كانون الأول/ديسمبر.

ومن المقرر عبور ما إجماله 369 شاحنة من خلال معبر نصيب-جابر الحدودي الذي أعيد افتتاحه في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، في انتظار إجراءات التخليص الجمركي الضرورية.

وتتكون معظم المساعدات من أغذية، لكنها تضم كذلك مساعدات تتعلق بالمأوى والاحتياجات الزراعية والمياه والرعاية الطبية وسبل العيش والصرف الصحي، لأكثر من 650 ألف شخص محتاج في سوريا.

وتشارك ست وكالات تابعة للأمم المتحدة إضافة إلى منظمة دولية غير حكومية في عمليات التسليم المتتالية التي ستكفي احتياجات السوريين لشهر واحد.

وقد وصف المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في الأردن أندريس بيدرسن هذه العملية "بأنها عملية لوجستية كبرى" تهدف "للتخفيف من معاناة الشعب السوري".

وقال "إننا نثمن كثيرا تعاون السلطات الأردنية لدعمها الكامل والتزامها بتحويل هذا الأمر إلى حقيقة على أرض الواقع".

هذا وقد كانت آخر عملية تسليم مساعدات عبر الحدود من الأردن إلى سوريا بموجب قرار مجلس الأمن 2393 قد تمت في 23 حزيران/يونيو الماضي.

إلا أنه مع استعادة الحكومة السورية للسيطرة على حدودها الجنوبية في شهر تموز/يوليو، فإن هذا التسليم الاستثنائي للمساعدات لا يقع ضمن بنود ذلك القرار.

وأضاف بيدرسون "نعمل على نحو وثيق مع شركاء الأمم المتحدة بداخل سوريا لضمان وصول تلك المساعدات للأكثر احتياجًا لها".

توزيع المساعدات

بدوره، قال ديفيد سوانسون المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "مكاتب الأمم المتحدة في سوريا والأردن تقوم بتوزيع مساعدات تم شراؤها في وقت سابق ليتم توزيعها في الجزء الجنوبي الغربي في سوريا".

وأضاف في حديث للمشارق أن المساعدات كان قد تم تخزينها في الأردن منذ منتصف العام الحالي.

وأوضح أن "نقل المساعدات يتم عبر معبر جابر-نصيب الحدودي وليس عبر معبر الرمثا مع سوريا كما نص قرار سابق لمجلس الأمن في هذا الصدد، حيث أن الحكومة السورية تسيطر الآن على جنوب غرب سوريا".

وتابع سوانسون أن الأمم المتحدة تود أن تؤكد على "أهمية الدور الأردني وتشكر الحكومة الأردنية التي قامت بتوفير الموافقات اللازمة لنقل المساعدات الاستثنائية المنقذة للحياة للمحتاجين داخل الأراضي السورية".

وأضاف انه يتم إيصال المساعدات قبل أن يتم تبادلها بين الشاحنات عبر الحدود، ومن ثم يتم إيصالها لمستودعات تابعة للأمم المتحدة أولًا ليتم توزيعها لاحقًا للمستفيدين المحتاجين بداخل سوريا.

السوريون ’يحتاجون للمساعدات‘

من ناحيته، قال خلدون مصري، وهو لاجئ سوري من محافظة درعا كان قد فر للأردن مع عائلته عام 2013، إن "الكثير من السوريين، خاصة في مناطق درعا والمناطق المحيطة بها، بحاجة للمساعدات بسبب صعوبة وصول منظمات الإغاثة إليهم نظرا لأوضاع الطرق والبنية التحتية [السيئة]".

وأضاف في حديث للمشارق أن "العديد من أقاربي وأفراد عائلتي وأخواتي لا يزالون في درعا والقرى المحيطة بها"، مبينا أنهم بأمس الحاجة للمساعدات الإنسانية.

وأوضح أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى دمشق أو مغادرة المنازل، مشيرا إلى أن البنية التحتية لا تزال مدمرة والخدمات الصحية والإغاثية غير متوفرة بالرغم من استعادة النظام السوري السيطرة على المناطق في الجنوب.

وذكر أنه "بالرغم من استعادة الهدوء في الجنوب، فإن الحاجة هائلة للوصول لمئات الآلاف من السوريين الذين تقطعت بهم السبل حيث شرد كثيرون وخسروا مساكنهم وكل شيء".

وختم "يجب استمرار [تدفق] المساعدات إلى أن تعود الأمور لطبيعتها".

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

رروعه

الرد

الله مابنسة حد

الرد