تربية

المدارس تعيد فتح أبوابها في منبج بسوريا

وليد أبو الخير من القاهرة

استضاف منتدى الفرات للدراسات ندوة في منبج في 3 أيلول/سبتمبر، شهدت نقاشات مطولة بين المحاضرين والحاضرين. [حقوق الصورة لمكتب منبج الإعلامي]

استضاف منتدى الفرات للدراسات ندوة في منبج في 3 أيلول/سبتمبر، شهدت نقاشات مطولة بين المحاضرين والحاضرين. [حقوق الصورة لمكتب منبج الإعلامي]

تستعد المدارس في مدينة منبج السورية لفتح أبوابها مع بداية السنة الدراسية الجديدة، في حين انشغل الطلاب والأهالي بالتسوق وشراء المستلزمات الدراسية في الأسواق المحلية.

وقال السكان المحليون إنه أعيد فتح المدارس التي كانت قد أغلقت خلال فترة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بعد مرور فترة قصيرة على طرد التنظيم من المدينة في آب/أغسطس 2016، ولكن هذه المرة الأولى التي يشعر فيها الأهالي بأن الأمور عادت إلىى طبيعتها.

وذكر صالح حج محمد المسؤول الإداري في لجنة التربية والتعليم بمجلس منبج المدني، أن "العمل جار لوضع اللمسات الأخيرة لبدء العام الدراسي الجديد في مدينة منبج وريفها".

وأوضح لديارنا أنه يتم تجهيز المدارس وتنظيفها وتزويدها بالمعدات والتجهيزات اللازمة، بما في ذلك أجهزة التدفئة تمهيدا لموسم الشتاء.

وأضاف أن المجلس أطلق أيضا مبادرة لتدريب الأستاذة من أجل ضمان تزويد المدارس بالكوادر التعليمية الجيدة.

وأشار إلى أن "هناك الكثير من النواقص في المستلزمات لكن الجميع مصر على السير بالعملية التعليمية وإنجاحها على أكمل وجه".

وفي هذا السياق، قال سهيل والي وهو أستاذ والرئيس المشترك للجنة التربية والتعليم لديارنا، إن اللجنة عملت خلال الأسابيع القليلة الماضية بالتعاون مع التحالف الدولي، على إعادة تأهيل مدرسة زيدان حنيظل التي كانت داعش قد حولتها إلى سجن كبير.

وأكد أن المدرسة ستفتح أبوابها من جديد في 16 أيلول/سبتمبر وستضم ما لا يقل عن 25 معلم ومعلمة.

وتابع حج محمد أن 300 مدرسة تقع تحت إشراف المجلس، 34 منها داخل المدينة والعدد المتبقي في الريف المحيط بها.

وأضاف "من المتوقع أن يصل عدد الطلاب إلى أكثر من 80 ألف طالب، في ظل الإقبال الشديد من الأهالي على تسجيل أبنائهم في المدرسة".

تحفيز الاقتصاد المحلي

والإطار نفسه، ذكر حسين خليل وهو أحد عناصر قوى الأمن الداخلي في منبج، أن "فتح المدارس أعاد إلى المدينة وأسواقها زحمة موسم المدارس، وهي مشاهد افتقدتها المدينة أثناء سيطرة تنظيم داعش عليها".

وأوضح لديارنا أن التنظيم أقفل المدارس خلال سيطرته على المدينة، وحوّل بعضها إلى مخيمات تدريب لعناصره والبعض الآخر إلى سجون.

وأشار خليل إلى تجول أهالي المدينة في الأسواق المحلية لشراء الملابس والمستلزمات الدراسية لأولادهم، الأمر الذي عزز الحركة التجارية.

وعزا حركة التسوق هذه إلى "الوضع الأمني الهادئ الذي تنعم به المنطقة، بفضل جهود مجلس منبج العسكري وقوات الأمن الداخلي التي تسير الدوريات الأمنية على مدار الساعة".

وقال إن تحسن الأوضاع الأمنية كان واضحا خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، عندما كانت المدينة مكتظة بالناس.

ومن جهتها، قالت ميسم المحمود وهي مدرّسة وعضو في لجنة التعليم، إن اللجنة التابعة للمجلس ركزت اهتمامها على إعادة تأهيل المباني الدراسية وتدريب الأساتذة.

وأوضحت لديارنا أنه "لتشجيع الطلاب على الإقبال على المدارس وإقامة رابط قوي بينهم وبينها، دعت لجنة التعليم الطلاب إلى المشاركة في حملات تنظيف إلى جانب المدرسين".

وأكدت أنه كان لذلك انعكاس إيجابي واضح على الأهل والطلاب.

عودة النشاط الثقافي

وبدوره، قال محمد برهان وهو مهندس زراعي مقيم في منبج، إن "الحياة الطبيعية عادت إلى مدينة منبج، حيث تقوم جميع المؤسسات الخدماتية فيها بالعمل على مدار الساعة لترميم وتصليح وإعادة تأهيل جميع المرافق الأساسية فيها".

وذكر لديارنا أن ذلك يشمل الطرقات وشبكة الكهرباء وشبكة توزيع المياه، مضيفا أن العمل متواصل لإزالة مخلفات الحرب.

وتابع أنه تتم حاليا إقامة فعاليات ثقافية في منبج، وكان آخرها ندوة ثقافية أقيمت في 3 أيلول/سبتمبر ونظمها منتدى الفرات للدراسات.

وأوضح برهان "شاركت في الندوة مجموعة من الكوادر الثقافية والسياسية والعسكرية، وتم خلالها مناقشة عدد كبير من الأمور الثقافية التي لها طابع حياتي"، إلى جانب سبل التوصل إلى حل سياسي في سوريا.

وقال "كان لافتا تفاعل الحاضرين مع المحاضرين"، لافتا إلى أن النقاشات دارت في جو "افتقدته المدينة خلال السنوات الماضية".

وأكد برهان أن مثل هذه الندوات تشجع على حرية التعبير والعمل الثقافي والسياسي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500