إقتصاد

مشروع لإدارة النفايات يدر الدخل على اللاجئين السوريين في الأردن

محمّد غزال من عمّان

تستخدم سلوى نقارش ماكينة خياطة اشترتها من الراتب الذي حصلت عليه من المشاركة في برنامج العمل ضد الجوع. [عايدة برنيت-كارغيل/العمل ضد الجوع]

تستخدم سلوى نقارش ماكينة خياطة اشترتها من الراتب الذي حصلت عليه من المشاركة في برنامج العمل ضد الجوع. [عايدة برنيت-كارغيل/العمل ضد الجوع]

يقوم لاجئون سوريون وأردنيون من أصحاب الدخل المنخفض بتحويل النفايات إلى وسيلة مفيدة من خلال مشروع لادارة النفايات يعلمهم على تحويلها إلى منتجات قابلة للبيع.

ويوفر البرنامج، الذي تموله الجمعية الألمانية للتعاون الدولي وتديره مؤسسة العمل ضد الجوع، تصاريح عمل مؤقتة لنحو 1200 لاجئ سوري، نصفهم تقريبا من النساء.

ويحصل المشاركون، الذين يعملون بموجب عقود تمتد 50 يومًا، على 12 دينارا أردنيا (16.9 دولار أميركي) يوميا لجمع وفرز النفايات من الشوارع، التي يتم لاحقًا استخدامها في صنع بعض الأغراض مثل حقائب اليد والموائد الجانبية.

سلوى نقارش لاجئة سورية، 31 عاما، قالت للمشارق إنها قدمت للأردن مع بناتها الاثنتين في عام 2014، وعاشت منذ ذلك الحين مع اختها سلام التي لديها أيضا طفلين، في إربد.

كانت نقارش، التي تحمل شهادة جامعية، تعمل معلمة لغة إنكليزية في سوريا وكان لديها منزل وسيارة وحياة جيدة.

لكنها قالت إنها حين أصبحت لاجئة في الأردن، بدأت تواجه التحديات بسبب عدم قدرتها على إيجاد عمل لتلبية احتياجات طفلتيها. وزادت التحديات عندما هجرها زوجها.

وذكرت "جئنا للأردن بعد مقتل اثنين من أخوتي ووالدي. ولم يوجد لدينا معيل ولم استطع الحصول على عمل وكان الأمر صعب جدا بالنسبة لي في البداية".

وتابعت "زادت الضغوطات ولم أعد قادرة على دفع إيجار المنزل أو شراء الأكل لبناتي. وكانت أختي أيضًا تعاني من نفس المشكلة".

وأضافت "سمعنا عن برنامج مؤسسة العمل ضد الجوع للتدريب حول جمع النفايات وتحويلها لاحقًا لمنتجات، فقررنا الانضمام".

وأوضحت "ترددنا في البداية بسبب طبيعة العمل، ولكن بعد ذلك قررنا أننا بحاجة للنقود والعمل ولن نحتاج لأن نطلب النقود من أحد".

’كسر ثقافة العيب‘

وبحسب مديرة البرنامج ساجدة سقا الله، فإن المبادرة تأتي في إطار برنامج أوسع يفيد الأسر المحتاجة بتوفير فرص عمل لمدة 50 يومًا من خلال عقود مع جمعيات تعاونية في المنطقة.

وقالت سقا الله في حديثها للمشارق إنه "في إطار البرنامج، يتم منح المستفيدين مبلغ معين، ويتم تحويل النفايات التي يتم جمعها لجهات مختصة وسيدات يعملن على تحويلها لمنتجات حرفية".

وأوضحت أن بيع تلك المنتجات يحقق مصدرا للدخل.

وأشارت إلى أنه "استفاد من المشروع ما يزيد عن 1194 شخصا، من ضمنهم 550 امرأة في إربد"، وأنه من المقرر أن يستفيد المزيد من الأشخاص عند إطلاق مرحلة جديدة من البرنامج.

وأوضحت أن "البرنامج ساعد على دمج السوريين في المجتمع المحلي وتكوين علاقات بينهم".

وأضافت أنه ساعد أيضا "في كسر ثقافة العيب، وذلك عن طريق التشجيع على جمع النفايات للعمل و كسب الرزق".

مساعدة الناس على الاعتماد على أنفسهم

وفي هذا الصدد، قالت سلوى نقارش "أنا مسرورة جدًا لأني انضممت للبرنامج لأنه غير حياتي وساعدني على التعرف على العديد من النساء من المجتمع المحلي".

وأضافت "لقد حصلت على تصريح عمل واستطاعت أختي جمع مبلغ من المال بعد انضمامنا للبرنامج، لذا قمنا بشراء ماكينة خياطة من النقود التي جنيناها".

وتابعت "أنا وأختي نعمل الآن من المنزل ونقوم بخياطة وتصليح الملابس والستائر والسجاد. ونجني مبالغ بسيطة، لكنها تساعدنا على تلبية حاجاتنا".

بدوره، قال الخبير الاقتصادي حسام عايش في حديث للمشارق إن مثل هذه البرامج تفيد الاقتصاد الأردني بشكل عام.

وأضاف أنه "بالرغم من أن المبالغ التي يجنيها الأشخاص متواضعة، لكنها تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم"، مشيرا إلى أن هذه البرامج تدعم اللاجئين والمجتمعات المحلية، وبالتالي تخفف من الضغوط على الأردن.

وتابع أنه "يجب التوسع في هذه البرامج لتشمل أعدادا اكبر"، حيث أنها تساعد اللاجئين في الاندماج بالمجتمع الأردني وتعزز تواصلهم وروابطهم مع المجتمعات المحلية المضيفة.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

الفكره حلوه وجميله جدا جدا والى الامام ان شاء الله بالتوفيق

الرد